الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى قيس سعيّد، تحرك وأنقذ الشعب التونسي قبل فوات الأوان

احمد موكرياني

2021 / 2 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


ان الثورات الربيع العربي بدأت في تونس ردا على احراق محمد البو عزيزي لنفسه مختصرا معاناة الشعب التونسي ضد حكم عائلة زين العابدين بن علي الفاسدة، فلم يكن يتوقع أحد ان يخلف حكم عائلة زين العابدين بن علي نظام أفسد منه، حيث زادت نسبة الفساد من 20 بالمئة التي كانت محصورة بعائلة زين العابدين بن علي الى 56 بالمئة في عام 2020 ليتفشى الفساد بنطاق واسع وانته بتحكم تجار الدين عصابة راشد الغنوشي على مفاصل الحكم وتأسيس مليشيات مسلحة سرية لقتل المعارضين لها.

ان الفساد أصبح مرتبط بالتجارة بالدين منذ العهد الأموي حيث أسرفوا خلفاء بني أمية والعباسيين والمغول العثمانيين من أموال بيت المال المسلمين على أنفسهم وعلى عائلاتهم وعلى المنافقين حولهم ووعاظ السلاطين والشعراء اللذين يمتدحونهم، وليس الحزب النهضة استثناء منهم، فوفقا لتقرير الشفافية الدولية الذي صدر مؤخرا لعام 2020 فأن نسبة الفساد الدول وترتيبها من قائمة 180 دولة, فان الدول المتاجرة بالدين او السائرة في فلكها تتصدر الدول العالم فسادا:
الدولة: النسبة المئوية للفساد : ترتيب الدولة
• تركيا: 60 بالمئة وترتيبها 86
• المغرب: 60 بالمئة وترتيبها 86
• إيران: 75 بالمئة وترتيبها 149
• العراق: 79 بالمئة وترتيبها 160
• اليمن: 85 بالمئة وترتيبها 176
• سوريا: 86 بالمئة وترتيبها 178*
* كلما زاد عدد ترتيب الدولة فأنها تعني انها أكثر فساد من الدولة التي قبلها، أي ان سوريا السفاح الأحمق بشار الأسد أكثر فسادا من 177 دولة قبلها ولا تتبعها سوى دولتين أكثر فسادا منها وهي صوماليا وجنوب السودان 179 التي انفصلت من السودان على أساس تدينها بالدين المسيحي فأصبحت أكثر فسادا من شمال السودان التي تاجرت بالشريعة الإسلامية على انها نظام حكمهم.

ان نتائج ثورة الربيع العربي التونسي سُرقت من ثوارها واُستغلت من قبل المتفرجين عليها من الدول الأوربية كما هو الحال في العراق، جاءوا عملاء الاستخبارات الامريكية والنظام الإيراني ليتولوا الحكم في العراق، ان نتائج الثورة التونسية اعطت تأثير سلبيا على الحركات الثورية في البلدان المنطقة، فبدل من ان ينال الشعب التونسي المضطهد حقوقه، فقد تحولت مجموعة من الشحاذين الى اثرياء ومستثمرين وأصحاب عقارات، وما الغنوشي الا مثال على ذلك فلا يصرح لحد الآن عن مصدر ثروته وعن المكتسبات المالية والعقارية للحزب النهضة بعد توليهم السلطة في تونس.

سيدي الرئيس قيس سعيّد، لقد توليت رئاسة الجمهورية التونسية بدعم من الشعب التونسي وخاصة النخبة المثقفة من طلبة الجامعات التونسية ولم تدعمك الأحزاب، فعليك ان توفي بوعدك للشعب التونسي ان توصلهم الى البر الأمان، وتحقق مطالب ثورة الربيع التونسي كي تكون قدوة للشعوب المنطقة واحرارها للاقتداء بك، وإلا سيسبقك راشد الغنوشي ويستولي على الحكم، وتفوت الفرصة عليك فتصبح عاجزا حتى على الاحتفاظ برئاسة الدولة التونسية.
لا تصدق تجار الدين فكلهم يتاجرون بالدين ولا يطبقون مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، المؤمن الحقيقي يحاسب نفسه قبل ان يحاسبه الآخرين، فلن يأكل المؤمن إذا كان مسلما او مسيحيا او يهوديا او كان ملحدا يحترم نفسه حبة تمر إذا لم يعرف مصدرها ودفع ثمنها.

كلمة أخيرة:
• السؤال الذي لا أجد له جواب، فكيف ان الأنظمة التي تدعي بأنها دول تستمد دستورها من الدين الإسلامي وهي أكثر الدول فسادا في العالم، فلا عيب في الدين الإسلام الذي يحذر من الإسراف واكل مال الحرام في آيات عديدة ولكن العيب في شياطين الأنس اللذين يتاجرون بالدين ويسقطون بعد توليهم السلطة، فيجتمعوا المنافقون حولهم من وعاظ السلاطين ليحللوا الحرام ويبروا سرقاتهم وظلمهم.
o قال تعالى: "وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ" (البقرة: الآية (188))، وقال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا" (النساء: الآية (10))، فكم من الأموال اليتامى في البطون المتاجرين بالدين في تونس والعراق وإيران وفي سوريا واليمن وليبيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة