الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كلنا فاسدون
محمد باني أل فالح
2021 / 2 / 3مواضيع وابحاث سياسية
الأحزاب التي جاءت لـلسلطة بعد سقوط النظـام السابق لا تمتلك برنـامج سيـاسي من أجل بنـاء الدولـة ولذلك سارت جميع الأحزاب في خطى موحدة بشقين كل حسب إنتمائـه الطائفي والمذهبي لتعزيز حالـة الولاء وكسب أصوات النـاخبين بين فترة وأخرى سواء من خلال التجهيـل تـارة أو من خلال الترغيب تـارة أخرى مما أسس لحالـة من التنـافر السيـاسي بين الكتـل المتحاصصة السائـرة في ركاب السلطة .
أحدثـت الأزمات السياسيـة على مدى سنـوات من الصراع الطائفي والمذهبي أبـان العقد الأول من القرن الحالي فرصة ذهبية لغالبيـة الأحزاب السياسيـة للاستثمار في تـلك الأزمات وأستغلال الظرف الأمني المرتبـك وتدوير أموال الموازنـة العامة الأنفجاريـة لخانـة أحزابها وبعض الشخصيـات السياسيـة مما عظم من نفوذهـا المالي التي عملت على أعداد جيوش من الأتبـاع لحماية مصالحها الماليـة والسياسيـة بعد أتساع رقعة عملها في مجال الأستثمار السيـاسي والأستحواذ على عـدداً من الوزارات بعد تشكيل لجانهـا الاقتصاديـة وهي التي زرعت ألاف من أتباعهـا كموظفين في مؤسسات الدولـة بينما جنـدت الآخرين في فصائـل مسلحة لحمايتهـا من التقلبـات السياسيـة ولضمان بقائها في السلطـة .
وبنفس الإتجـاه أنقسم الشعب الى عدة أقسام منهـا من يؤيـد سيـاسة تـلك الأحزاب وفق حالة المنفعة الشخصية التي يتمتع بها الموالي لهم سواء كان موظفاً حزبياً أو مؤدلجاً فكرياً أو منخرطاً ضمن فصائلها المسلحة وهناك من يعارض برنامجها السياسي وآلية سيـاستها العامة ويرفض حالة التخنـدق السياسي الطائفي والتعامل بأجنـدة خارجيـة وتبعية سياسيـة مما أحدث شرخ كبير بين شرائح المجتمع أفرزت عدة أحداث مأساويـة منها حالات تهديـد بالقتل والاغتيال والإستـهداف المباشر كحادثـة ساحة الوثبـة واغتيـال أحد مصوري الحشد وقتـل أحد عناصر عصائـب أهل الحق وحالات متكررة من الاغتيـال والخطف لبعض النـاشطين من متظـاهري تشريـن .
ومع تطور الأحداث عقب تولي السيـد عادل عبد المهدي وأنتقالـه بالمشهد السيـاسي الى المحور الشرقي وإبرامه عدة اتفاقيـات مع الصين بشأن أعمار العراق وفق برنـامج النفط مقابـل الأعمار والعمل على دعوة الشركـات الصينيـة لبنـاء العديـد من المشاريع في كافـة المجالات للنهوض بالعراق دون المساس بـأموال الموازنـة العامة والسير بالاقتصاد وفق معـايير خاصة للعمل بعقود شراكـه مع شركات القطاع الخـاص لأخذ دورهـا في مجال تقديـم وتنميـة الخدمات كي تنهض الدولـة بواجباتهـا في توفير الأمن وتعزيز حالـة الاستقرار الداخلي التي تعد البيئـة الجاذبـة للاستثمارات الخارجيـة بعد سفره الى روسيـا وعقد عدة اتفاقيـات أمنيـة ومنها صفقة شراء صواريـخ ( ss400) لحمايـة الأجواء العراقيـة بعد تعرض القوات الأمنيـة لعدد من الهجمات بواسطـة الطائـرات المسيرة وزيارتـه الى ألمانيـا وبيان رغبـة العراق في التعاقـد مع شركة سيمنس الألمانيـة بشأن أنـشاء عدد من محطات توليـد الطاقـة الكهربائيـة .
وما أن بـاشرت سفن النفط العراقيـة بنقل حصة الشركات الصينيـة من النفط العراقي وفق العقد المبرم معها بشأن اتفاقيـة النفط مقابـل الأعمار هبت جموع بعض شرائح الشعب في تظـاهرات خطط لها في دهاليـز السفارة الأمريكيـة بأعداد تجاوزت ( 5000) عنصراً وناشط تدرب على صنع الفوضى عرفت حينهـا بتظاهرات تشريـن بعد دعوات على صفحات التواصل الاجتماعي من خلال عدة صفحات وهمية ممولة تعمل بنسق واحد كان من بين قادتها والممولين لها شخصيـات عربيـة وبعثيـة وخليجيـة حضرت الى ساحة التحرير في بغداد فيما قدمت بعض شرائح المجتمع وعدة عوائل معينة الدعم الـلازم من المؤن واللوازم وما لذ وطاب من أنواع الطعام لتلك التظاهرات وهي التي لم تذكر فصائل الحشد برغيف من الخبز طيلة فترة قتالـه مع عصابات داعش الوهابية .
اليوم تقوم حكومة الكاظمي بـأعداد موازنـة ضخمة بمبـالغ تصل الى 157 تـرليون وهي ناتجـة عن قيمـة واردات نفطيـة تصل الى ما يقارب ( 5) مليـارات دولار يومياً مع قروض خارجية وعجز يصل الى 27 تـرليون دينار فيما تكون أوجه الأنفـاق لهـا بعيـدة جداً عن تـأمين حقوق الشعب من التعيينـات والخدمات الضرورية وهي من أكبر الموازنـات في تـاريخ العراق طيلـة تأريخـه السيـاسي وعدد حكوماتـه المتعاقبـة منذ قيـام الدولـة العراقيـة مع فرض استقطاع مبلغ معين من رواتـب الموظفين وفرض نسبـة من الضرائـب مع ما سبقها من رفع سعر صرف الدولار وأشـارات واضحة بعدم وجود مشاريع استثماريـة وتمويـل لخدمات ورعايـة اجتماعيـة بالتزامن مع منـح الحكومة كميـات من النفط الى الأردن بأسعار مخفضة تقل عن قيمـة استـخراج برميـل النفط تصل الى ( 10) ألاف برميل يوميـاً يتكبـد بسببها العراق خسائـر تصل الى ( 000 100) مئـة ألف دولار يوميـاً .
ولا نرى للشعب ردة فعل تـذكر أستنكاراً لسيـاسة حكومة الكاظمي بعد رفع سعر صرف الدولار الى معدلات عاليـة جداً بمقدار (27) دولار عن قيمتـه السابقة مما سبب بزيـادة أسعار السوق وفرض ضريبـة دخل بحق الموظفين وبيع أصول أموال الدولـة من محطات كهربائيـة وعقارات وقمع تظاهرات الخريجين كما حصل مع حكومة عـادل عبد المهدي بخلاف توجه حكومتـه نحو البنـاء وفق برنامج النفط مقابل الأعمار بميزانية تقدر ( 67 ) ترليون دينار وتوجه حكومة الكاظمي الى تعطيل كافة المشاريع الاستثمارية وفرض الضرائب وزيادة أسعار المواد والسلع مع موازنة مالية ضخمة تصل الى ( 157) ترليون بعجز كبير يدفع بالعراق الى الاقتراض الخارجي .
هنا يبـرز دور الشعب في العبث بمستقبلـه من خلال عدم درايتـه ومعرفتـه بماهيـة حقوقـه ومدي ألتـزام الحكومة ببرنامجها السيـاسي ومدى حرصها على تقديـم أفضل الخدمات للمجتمع مع ضمان الحفـاظ على ثروة الشعب وعدم الانصياع للأجنـدة الخارجيـة المتمثلـة بأملاءات السفارة ومن معها من دول إقليميـة لا ترغب بنهوض العراق وتحديـد آليـات بنـاء مستقبـل أبنـاءه في كافة المجالات الاقتصاديـة لذلك تعد ثقافـة الشعوب ومعرفتها بحقوقها الإنسانيـة والاجتماعيـة هي الميـدان الذي يحدد مستوى تـطور الأمم ونوع الديمقراطية السياسية التي يختارها وليس فساد الساسة ونوع ثقافتهم وطبيعـة انتمائهم الوطني لأن الحقيقـة الثابتـة كلنـا فـاسدون ولكن بمستويـات مختلفـة وتوجهات شتى .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. آلاف الوجبات تدخل القطاع يوميا.. هل تكفي؟ | الأخبار
.. أكثر 10 إعلانات ما سوت شغلها ???? | TOP 10 مع بدر صالح - الح
.. الرئيس عباس يصادق على تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة برئا
.. البيت الأبيض: عودة الهدوء إلى الحدود بين لبنان وإسرائيل -أول
.. صور جوية حصرية لسكاي نيوز عربية لقطاع #غزة #سوشال_سكاي