الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقابلة مع المؤرخ -غروفر فر-2

سعيد زارا

2021 / 2 / 4
مقابلات و حوارات


في كتابي "خروتشوف كذب" حددت واحد و ستون تهمة اجرام فظيعة مفترضة ذكرها خروتشوف في خطابه السري سواء كانت ضد ستالين او في بعض الحالات ضد بيريا، ثم درست كل تهمة على حدة على ضوء كل عناصر الأدلة التي أعرفها و بعناية خاصة من الأدلة المستقاة من الأرشيف السوفياتي القديم الذي أصبح متاحا للعموم منذ نهاية الاتحاد السوفياتي في سنة 1991. اكتشفت أن معظم اتهامات خروتشوف لا أساس لها من الصحة.

في فصل خاص قمت بتحليل هذه الاكاذيب حسب نوعيتها و خلصت الى أن هناك ثلاثة و خمسون منها متعمدة. خروتشوف نفسه تعمد الكذب في واحد و اربعون تهمة على الأقل.

سأعطي بعض الامثلة من اتهامات خروتشوف ضد ستالين المعروفة شيئا ما:

*عبادة الشخصية:
خروتشوف أدان سلوك العبادة لدى المحيطين بستالين، مما يعني أن ستالين شجعهم على ذلك، لكن بالعكس تماما، ستالين كان دائما معارضا لهذا السلوك المنحط طيلة مسيرته، بينما خروتشوف كان من بين أكبر مروجي عبادة الشخصية. في كتابي ذكرت أدلة عديدة من مصادر رئيسية تبين ذلك.

*وصية لينين:
قبل خروتشوف ، عبر تروتسكي أن لينين كان لا يريد ستالين في منصب السكريتير العام، الدليل المتوفر الأن يبين أن ستالين قدم استقالته مرات عديدة، و في كل مرة يرفض المكتب السياسي استقالته. لم تكن هناك قطيعة بين لينين و ستالين، بالعكس، فقد طالب لينين من ستالين خلال مرضه الشديد الذي لم يعد يتحمل ألمه ، فناشده بأن يناوله "السيانور" (السم). ستالين طمأن لينين بأنه سيقوم بذلك، لكن ستالين راجع نفسه معلنا للمكتب السياسي بأنه عاجز بأن يفعل ذلك.


خروتشوف ادعى أن ستالين سحق معنويا و جسديا القادة الذين عارضوه. ستالين لم يفعل هذا، بالعكس، خروتشوف من قام بذلك مع لافرنتي بيريا في يونيو 1953.
خروتشوف أكد ان لينين انتقد زينوفييف و كامينيف و لكنه لم يفكر يوما في اعدامهما. فاذا كان خروتشوف يعتقد أن زينوفييف و كامينيف بريئان من التهم التي اعترفا بها في أولى محاضر موسكو خلال غشت 1935، لدينا الأن أدلة عديدة مصدرها الأرشيف السوفياتي و كذلك أرشيف تروتسكي في جامعة "هارفار" و التي تبين ان زينيوفييف و كامينيف كانا متورطين في ادارة اغتيال سيرجي كيروف في عام 1934 ، فقد كانا على رأس مؤامرة لاغتيال ستالين و قادة سوفياتيين أخرين من أجل القيام بانقلاب.


خروتشوف ادعى ان ستالين صادق على عدد كبير من القوائم تحمل اسماء لأشخاص متهمين ، قوائم وجهت اليه من طرف مفوضية الشعب للشؤون الداخلية (NKVD) مع توصياتها بالعقوبات في حالة ما ثبتت ادانة هؤلاء المتهمين. خروتشوف جعل من هذه القوائم توحي بأنها قوائم التنفيذ أو مرسوم أوامر، و هو ما يتفق معه الباحثون المعادون للشيوعية. خروتشوف كذب و هو ما سأبينه بأن مجموعة من الاشخاص كانت اسماؤهم واردة في هذه القوائم لم يحاكموا و من حوكموا لم يعدموا. طبعا نجهل ما هي المعلومات و الادلة التي ألحقت بالقوائم التي وضعت تحت تصرف ستالين.

لا أدافع عن ستالين و لا عن اي شخص. كباحث أعالج الوقائع و الأحداث، أتفق مع المؤرخ الروسي يوري جوكوف الذي كتب : "استطيع بكل صدق ان أقول لكم أنني ضد اعادة التأهيل (la réhabilitation) ستالين لأنني أعارض اعادة التأهيل بشكل عام، لا ينبغي تبرئة أي شخص في التاريخ، ولكن يجب ان نكتشف الحقيقة و نعلنها". و بأي حال اذا كان ستالين قد نجح في فعل ما أراده لحلت المشاكل العديدة المتعلقة ببناء الاشتراكية و الشيوعية في الاتحاد السوفياتي. لذلك اخترت ان أدرس تقرير خروتشوف لأنه يدعي كشف جرائم ستالين. اذن فنتيجة هذا البحث هو ان التقرير السري لخروتشوف لا يحتوي على اي ادعاء حقيقي. المسألة هنا ليست الدفاع عن ستالين ، لكن و لا ادعاء واحد في التقرير يستطيع ان يصمد لأدنى مواجهة مع عناصر الحجج . فيما يخص الوثائق التاريخية المعروضة و التي ثبت فيها كذب خروتشوف ، فليس من المقبول اطلاقا رؤية تاريخ الاتحاد السوفياتي في مرآة تقرير خروتشوف المشوهة.

المؤرخ الامريكي "ارتش غيتي" صنف البحث التاريخي الذي حقق خلال فترة الحرب الباردة بأنه نتاج الدعاية (البروباغاندا)، بحث لا طائل من تصحيحه في مختلف اقسامه و لكن يجب اعادته من جديد. زد على ذلك انه بحث مضلل من الناحية السياسية و يعاد انتاجه ليومنا هذا. ان اعادة اكتشاف التاريخ السوفياتي هي أبعد من أن تتحقق من خلال نقد التقرير السري. كل ما هو شائع عند العموم بل و عند الخبراء فيما يخص فترة ستالين فهو أساسا خاطئ. ففي كل مرة أبحث حول موضوع ستالين في الاتحاد السوفياتي أجده مزور. كل التاريخ السوفياتي يجب اعادة كتابته. احدى اتهامات ستالين المشهورة و هي المتعلقة باغتيال سيرجي كيروف في أول دجنبر 1934 ، في تقريره السري، خروتشوف يتهم مفوضية الشعب أو ستالين نفسه متورطين في اغتيال كيروف. في كتابي "مقتل سيرجي كيروف" الصادر سنة 2013 بدأت بإحدى الأجزاء المفصلة لكتاب حديث حول الموضوع للبروفيسور "ماتيو لينو Matthew Lenoe" كتابه الصادر في سنة 2010 عن "Yale University Press". درست كل الدلائل بما فيها تلك التي يجهلها تماما "لينو" دون ان يعلم قراءه بأن هذه المعلومات موجودة. ليس لدي ادنى شك بأن "لينو" على خطأ. ان لدينا الأن كمية هائلة من الوثائق تبين أن الأشخاص المتهمين و المحكوم عليهم بالإعدام في دجنبر 1934 مع نيوكلاييف المجرم الذي اغتال كيروف قد ثبتت ادانتهم، بل أكثر من ذلك هناك وثائق كثيرة التي تثبت ان المتهمين في المحاضر الثلاثة بموسكو انهم مذنبين ليس فقط بما اعترفوا به ، و لكن أ يضا بما لم يعترفوا به من جرائم تم كشفها فيما بعد. نفس الشيء فيما يتعلق بالقباطنة العسكريين المتهمين بخصوص قضية تشوخاتشوفسكي. نتوفر الأن على أدلة كثيرة تثبت ادانتهم و على الرغم من هذا فقد أعلنت كل السلطات السياسية و الاكاديمية براءتهم.

أورد هذه الأمثلة لأبين الى أي مدى طال الافتراء و التزوير تاريخ الاتحاد السوفياتي، و هذا التاريخ المفترى عليه ليس فقط من طرف أعداء الشيوعية و أنصار الرأسمالية و لكن أيضا من طرف اليسار.



يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرفيق العزيز سعيد
فؤاد النمري ( 2021 / 2 / 4 - 19:22 )
كل الشكر على المراجعة
كان يجب التأكيد على أن تقرير خروشتشوف تقرير شخصي لا علاقة للمكتب السياسي به وهو ليس من أعمال المؤتمر العشرين
كما أن التقرير ليس من كتابة خروشتشوف الذي لا يجيد الكتابة
بتقديري أن الجيش فرض التقرير على خروشتشوف الذي تحايل فقرأه في جلسة خاصة بعد انتهاء المؤتمر

أخبرتني طالبة جزائرية قبل سنوات أن خروشتشوف اعترف بندمه على انتقاد ستالين لأحمد بنبلا عندا قابله في القرم عام 64

تحياتي البولشفية


2 - الرفيق الاعز فؤاد
سعيد زارا ( 2021 / 2 / 5 - 11:50 )

شكرا لاثارة هذه النقطة المهمة و لذلك سمي بالتقرير السري الجيش هو من كان وراء الانقلاب على النهج اللينيني. ركب موجة انتصار الاتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثانية و هو الانتصار الذي يعود خاصة لقوى التقدم الاشتراكية لما لعبيته من دور حيوي في صمود الجيش و بسالته. الانتاج الحربي الذي تضاعف ثلاث مرات ليتفوق على النازي خلال سنوات الحرب كان بسواعد النساء و الاطفال في المصانع التي نقلت خلف جبال الاورال و هي عملية غير مسبوقة في التاريخ البشري. شيوعيو البورجوازية الوضيعة يزورون التاريخ و يشوهون الحقائق و المؤرخ غروفر قر محق في القول ان هناك من المؤرخين الليبراليين موضوعيين في هذه المادة على اليسار.
ضحى الاتحاد السوفياتي بالاشتراكية لكي لا تسقط الانسانية في قيضة عبودية الرايخ الثالث بعد ان قضى اشواطا مهمة في العبور الاشتراكي.

احياتي البولشفية


3 - الرفيق الاعز فؤاد
سعيد زارا ( 2021 / 2 / 8 - 15:33 )

شكرا لاثارة هذه النقطة المهمة و لذلك سمي بالتقرير السري الجيش هو من كان وراء الانقلاب على النهج اللينيني. ركب موجة انتصار الاتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثانية و هو الانتصار الذي يعود خاصة لقوى التقدم الاشتراكية لما لعبيته من دور حيوي في صمود الجيش و بسالته. الانتاج الحربي الذي تضاعف ثلاث مرات ليتفوق على النازي خلال سنوات الحرب كان بسواعد النساء و الاطفال في المصانع التي نقلت خلف جبال الاورال و هي عملية غير مسبوقة في التاريخ البشري. شيوعيو البورجوازية الوضيعة يزورون التاريخ و يشوهون الحقائق و المؤرخ غروفر قر محق في القول ان هناك من المؤرخين الليبراليين موضوعيين في هذه المادة على اليسار.
ضحى الاتحاد السوفياتي بالاشتراكية لكي لا تسقط الانسانية في قيضة عبودية الرايخ الثالث بعد ان قضى اشواطا مهمة في العبور الاشتراكي.

احياتي البولشفية


4 - انتظرنا
رائد محمد نوري ( 2021 / 2 / 17 - 23:09 )
انتظرنا الجزء الثاني من المقابلة طويلاً، عسى ألا يطول انتظارنا للجزء الثالث أكثر من شهر.... ما أحوج الشيوعية اليوم إلى هكذا نوافذ على على تاريخ الاشتراكية.
تقبل تحياتي البولشفية


5 - الرفيق العزيز رائد
سعيد زارا ( 2021 / 2 / 20 - 14:18 )

لا زلنا مقصرين مع قضيتنا الشيوعية

فضح اعداء الشيوعية الرئيسيين و هم من يدعون الماركسية هي قضيتنا.

تحياتي البولشفية

اخر الافلام

.. حرب إسرائيل وإيران... مع من ستقف الدول العربية؟ | ببساطة مع


.. توضيحات من الرئيس الإيراني من الهجوم على إسرائيل




.. مجلس النواب الأمريكي يصوت على مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرا


.. حماس توافق على نزع سلاحها مقابل إقامة دولة فلسطينية على حدود




.. -مقامرة- رفح الكبرى.. أميركا عاجزة عن ردع نتنياهو| #الظهيرة