الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق الإنسان بين ارتعاش الأنظمة الفاشية والخوف المرتقب من بايدن

طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)

2021 / 2 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


الفاشية فى أبسط تعاريفها. نظام شمولي يرفع الدولة إلى مرتبة التقديس، بتقديس سلطتها العسكرية والحاكم الأوحد القادر المسيطر، الذي يستطيع وحده القيادة دون سواه. هي تشبه فكرة العسكرة عند فخته، ومنها خرجت النازية، وقد مرت تلك الأفكار بتطورات عده من الفلسفة المثالية البرجوازية فى منتصف القرون الوسطى بأوروبا، مرورا باللاأدرية، ثم الجدلية التلفيقية التي حاولت تحسين وجه الفلسفات الخبيثة التي عملت لصالح البرجوازية ثم الرأسمالية، التي توجت بالبراجماتية. فحقوق الإنسان فى أوروبا وأمريكا منتهكة بفعل تلك الفلسفة الأخيرة، التي تعمد إلى استغلال الإنسان حتى تعتصره لصالح فائض القيمة وتعظيم مكتسبات الرأسمالية. لكن تلك الدول تجاوزت مفهوم الاستغلال المباشر القهري، إلى استغلال قائم على علاقات المنفعة التبادلية، فأصبح البشر هناك أكثر حظا من مواطني بعض دول الشرق، مثل بلادنا، التي إذا ما أحلناها للتعريفات اللغوية والاصطلاحية والإجرائية لمفهوم الفاشيست، ستجدنا أمام أنظمة أكثر فاشية من موسوليني ونازية أكثر من هتلر وبراجماتية أكثر من أمريكا، وقد احتار فيها العقل لما تحويه من كل آفات وفطريات العفن الفكري التلفيقي. فبنظرة سريعة، نجد وضع العمال فى مصر من التردي المادي مقابل الجهد المبذول يشبه عصر العبيد فى أوروبا قديما. جلد من نوع آخر وهو مايشبه عمليات غسيل المخ، بممارسة التعذيب البدني والذهني، حتى يغير العامل قناعاته فى محاولة التمرد على الاستغلال واعتباره قدرا لله. أما الموظفون، فيشبهون نظام الأقنان والعبيد فى آن واحد. الأقنان من المنتفعين بالنفاق لنظام قهري وهم كثيرون، كأبواق الإعلام وموظفي جهاز الشرطة القمعي والقضاة وغيرهم ممن يحصلون على ميزات ليست للشعب، مقابل الخضوع ومؤازرة الديكتاتور. أما الآخرون فهم تماما من العبيد، المنتهك حقوقهم فى كل شئ. إن قصر حقوق الإنسان فى مصر على حرية التعبير والممارسات القمعية ضد المعارضين. منظور قاصر. فالكل مشمول فى الجزء والعكس بالعكس. فى نظام الفاشيست تلفق القضايا السياسية والأخلاقية والجنائية لتشريد المعارضين، ثم تظهر الديموقراطية الشكلية والتي يقودها ذيول النظام من الدولة العميقة التى لم تعترف بثورة المصريين فى يناير وراحت تدشن لتبعات الفعل الثوري الذي دفع فيه الشعب، السيسي إلى التخلص من الإخوان على كونها ثورة كبرى، رغم أنها لا تتجاوز تبعة من تبعات يناير.
إن إطلاق يد الأجهزة الأمنية على أعناق المعارضين، كارثة قد يستغلها بايدن المدفوع انتخابيا من اليسار الأمريكي لتمرير ما يشاء على نظام الديكتاتور السيسي حسب وصف ترامب والصحافة العالمية، ومن ثم لا تنفع محاولات أرامل نظامه من كتاب وإعلاميين أبواق، فى المعالجة الشكلانية لقضايا حقوق الإنسان فى مصر، وهو ملف يعنينا جميعا، وإن كنا لا نرغب فى تدخل أجنبي فى بلادنا، فعلينا سد الذرائع. فكم من ريجيني تم سحله باسم الوطنية والأمن القومي وكم من معارض تشرد فى بلاد الناس، ظنا من هذا النظام أنه يعمل لأجل الوطن. فإن كان هتلر وموسوليني قد فلحا، فسيفلح نظامك،وأشك فى فلاح نظام شكل مجلسيه الشيوخ والبرلمان بالتآمر الأمني على رغبات الناس، وبالمال السياسي على طموحاتهم. نحن جميعا فى مركب واحد، فلا تستهن بملف بايدن، الذي لا تعنيه مصالحنا، بقدر ما يعنيه أن يظهر بمظهر السوبر أمام ناخبيه. صدقني يا أنت لن تمر الأمور بسلام وستضطر رغما عنك فى النظر فى هذا الملف، ولحظتها ستكون صورتك مخزية. عليك بحل مجلسيك الشيوخ والبرلمان وإعادة هيكلة قوانين الحريات، وجهاز الشرطة وقوانين العدالة الاجتماعية والكثير من القضايا التي سترفع هذا الوطن لمكانته الحقيقية، لا المكانة الدفترية فى عقول منتفعيك. سنظل نكتب فى ذلك الملف الذي يزعجك والذي كتبنا فيه منذ أيام مبارك، ولن ننتهي حتى تعيد الدستور إلى نصابه وتعترف بتلاعبك المقيت فيه، فهذا التلاعب وحده يدينك أمام الله والتاريخ والعالم بأسره
كيف تفكرون..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما هي حظوظ الرئيس في الفوز بولاية ثانية؟


.. ليبيا: خطوة إلى الوراء بعد اجتماع تونس الثلاثي المغاربي؟




.. تونس: ما دواعي قرار منع تغطية قضية أمن الدولة؟


.. بيرام الداه اعبيد: ترشّح الغزواني لرئاسيات موريتانيا -ترشّح




.. بعد هدوء استمر لأيام.. الحوثيون يعودون لاستهداف خطوط الملاحة