الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب كركوكي عراقي عابر للقوميات

ضياء الشكرجي

2021 / 2 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


كعلماني ليبرالي مؤمن بمبدأ المواطنة العابرة للهويات الجزئية، وداعٍ إلى تطبيقها على جميع على الأصعدة، بالأخص على الصعيد السياسي، بلا شك سيتغرب البعض كيف أدعو إلى تأسيس حزب كركوكي، في الوقت الذي يجب أن تعني المواطنة ليس فقط أن في الشأن السياسي، بما في ذلك العشائرية والمناطقية جانبا، ولا نعتمدها في تأسيس الأحزاب السياسية.
لكن دعوتي هذه يمكن أن تعد من قبيل الحل المرحلي، لأن كركوك لها حالة خاصة، وتعقيدات خاصة، تختلف فيها عن بقية مناطق العراق، فالطائفية السياسية تجسدت في بقية عراق ما خارج كردستان بالانقسام الشيعي السني، الذي تولدت منه قوى سياسية شيعية وأخرى سنية، ومحاصصة طائفية، علاوة على المحاصصة العرقية والحزبية. بينما في كركوك نجد هناك انقساما قوميا بشكل أساسي، وبالتالي فهناك قوى سياسية كردية، وأخرى تركمانية، وثالثة عربية، وربما تنقسم التركمانية طائفيا إلى شيعية وسنية، ومن هؤلاء وهؤلاء من هو إيراني الولاء، أو تركي الولاء، كما ينقسم الكرد سياسيا إلى أوكيين وحدكيين.
من غير المعقول أن ليس هناك من التركمان من هم علمانيون ليبراليون عابرون سياسيا للانتماء القومي ناقدين لسياسة تركيا الإخوانية والعنصرية، وآخرون ناقدين لنظام ولاية الفقيه، وكذلك عابرين الهوية الطائفية على الأقل سياسيا. كما من غير المعقول أن ليس هناك كرد ديمقراطيون علمانيون ناقدون لأحزاب السلطة في الإقليم، ومن غير المعقول ألا يكون هناك عرب ليبراليون غير طائفيين وعابرون أيضا للحس القومي والقبلي.
هؤلاء الذين ذكرتهم وأحتمل وجودهم، بل أستبعد عدم وجودهم، لاسيما من شباب كركوك المثقف، قد يشكلون الأقلية حاليا، ذلك من كل من كرد وتركمان وعرب كركوك، لكن عليهم أن يثقوا بأن المستقبل لهم، إذا ما اعتمدوا المواطنة والحداثة والهوية العراقية، بحيث لا يهمهم كم نسبة أتباع هذه أو تلك القومية في حزبهم الكركوكي العراقي، وكيف توزع النسب بآليات ديمقراطية بعيدا عن المحاصصة في مواقع قيادة الحزب. وبلا شك يجب أن يكون هذا الحزب عابرا للطائفة كما هو عابر للقومية، وكذلك عابر للدين، ليستوعب أتباع الديانات الأخرى كالمسيحيين في كركوك.
وعندما تتجاوزون عقدة التخندق القومي والمذهبي والديني في كركوك، وتحققون نجاحا ولو بنسبة ما في محافظتكم، عندها يمكن التفكير بأن تكونوا أيضا عابرين للمحافظة، فتتوحدون مع أقرانكم في سائر العراق، عندما ترون حزبا عراقيا علمانيا ديمقراطيا ليبراليا اجتماعيا حداثويا، لبني سوية عراقا كما نتمناه وكما يستحقه، تجعل فيه إنسانية الإنسان فوق كل اعتبار وعراقية المواطنة على رأس الأولويات، بلا نزعات قومية ودينية وطائفية، مع احترام خصوصية وحرية المواطن الفرد في كل من ذلك كشأن شخصي تكفل الدولة حريته، لكن بعيدا عن شؤون السياسة وإدارة الدولة وبناء الوطن على أسس إنسانية عادلة حديثة.
2021/02/04








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا