الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الواقع الموضوعي ، ينطوي على مفارقة صادمة ، جديرة بالاهتمام والتفكير 1
حسين عجيب
2021 / 2 / 5العولمة وتطورات العالم المعاصر
الواقع الموضوعي ، ينطوي على مفارقة صادمة 1
1
الحاضر عتبة بين الماضي والمستقبل .
ليس الحاضر فجوة ، أو نوعا من الوصلات المعروفة ، فهو تشبه العتبة ، حيث لا يمكن العودة إلى الماضي ، بالتزامن ، لا يمكن القفز إلى المستقبل .
بكلمات أخرى ،
يولد الانسان في الحاضر ( ومعه بقية الأحياء ) ، ويستمر في الحضور _ خلال الحاضر حتى لحظة الموت _ وبعدها يصير في الماضي إلى الأبد .
هذه الفكرة ( الخبرة ) الموصوفة بتكثيف شديد موضوعية ، ومشتركة ، وظاهرة للحواس بشكل مباشر وفوري . وهي تنطبق على حياة جميع البشر بلا استثناء ، كما أنها تنطوي على مفارقة ، تتمثل بوجود الماضي والمستقبل ، إلى جانب الحاضر ، وربما معه أيضا .
كيف يحدث ذلك ؟
مثال تطبيقي ، سنة 2020 ، حيث كتبت النص السابق " سنة 2020 مرت من هنا " ، كانت تمثل الحاضر وكنت أنا ( الكاتب ) والقارئ _ة في الحاضر ، وما نزال في الحاضر حتى السنة الجديدة 2021 .
لكن أصدقائنا الذين ماتوا بتلك السنة صاروا في الماضي من لحظة الموت ، بينما ما نزال ( نحن الأحياء جميعا ) في الحاضر .
2
الحاضر : سبب + صدفة .
القول بأن الحاضر هو نتيجة السلاسل السببية ، يمثل نصف الحقيقة فقط .
أيضا القول بأن الحاضر صدفة تحققت من بين احتمالات غير منتهية ، يمثل نصفها الثاني .
السبب مصدره الماضي ( الحياة ) .
والصدفة مصدرها المستقبل ( الزمن ) .
هذه الفكرة ( الحاضر = سبب + صدفة ) جديدة على الثقافة العالمية ، وهي تمثل الحل العلمي لمشكلة الصدفة والسبب .
وهي ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بدون استثناء ، ما يرفعها إلى قانون علمي .
الحاضر نفسه يمكن تعميمه على الواقع والعالم والوجود ، وربما الكون أيضا .
يختلف الكون عن الحاضر والعالم والوجود ، بأنه مجهول بطبيعته .
3
أنا وأنت في الحاضر الآن ، وسوف نبقى معا حتى لحظة موت أحدنا .
يبقى الحي بيننا في الحاضر ، وينتقل الميت إلى الماضي .
الحاضر نسبي وموضوعي بالتزامن ، أيضا المستقبل والماضي .
لكن يوجد الماضي الموضوعي ، قبل نشوء الانسان مثلا ، بالإضافة إلى الماضي النسبي ( الجديد والمتجدد بطبيعته ) .
أيضا يوجد المستقبل الموضوعي ، القرن القادم مثلا .
( نكون أنت أنا قد صرنا في الماضي ، بينما غيرنا يكون في الحاضر )
بالنسبة للحاضر الفكرة ( والخبرة ) نفسها ، لكنها تحتاج إلى تفكير وتأمل أكثر .
....
بعدما نميز بين الأبعاد الثلاثة للحاضر ( الزمن ، والحياة ، والمكان ) ، ثم نضيف مترادفات الحاضر : الحضور والمحضر تتكشف الصورة .
4
السنة الماضية تمثل ماضينا المشترك ( القارئ _ة والكاتب ) ، ونعرف بيقين أنننا كنا في الماضي ، بنفس درجة اليقين التي نعرف بها أننا الآن في الحاضر .
كيف حدث ذلك ؟
يوجد ثلاثة احتمالات فقط :
1 _ نحن انتقلنا من الماضي إلى الحاضر ، مع حركة الزمن .
2 _ نحن ما نزال في نفس المكان ( الاحداثية ) بينما الحاضر تحول إلى ماض .
3 _ توجد حركة مزدوجة ، انتقلت الحياة من الماضي إلى الحاضر بالتزامن انتقل الزمن من الحاضر إلى الماضي .
الاحتمال الأول ( أن الحياة والزمن انتقلا من الماضي إلى الحاضر ) ، يمثل الموقف الثقافي العالمي السائد . وهو خطأ صريح ومباشر .
الحقيقة بين أحد الاحتمالين المتبقيين ، أو ربما الاثنان صح ؟!
للبحث تتمة
....
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فرنسا.. عمل أقل، حياة أفضل؟ • فرانس 24 / FRANCE 24
.. جنوب لبنان جبهة -إسناد- لغزة : انقسام حاد حول حصرية قرار الح
.. شعلتا أولمبياد باريس والدورة البارالمبية ستنقلان بصندوقين من
.. رغم وجود ملايين الجياع ... مليار وجبة يوميا أُهدرت عام 2022
.. القضاء على حماس واستعادة المحتجزين.. هل تحقق إسرائيل هدفيها