الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- القاعدة الاجتماعية لسلطة 14 تموز مقارنة بالعهد الملكي: (4-6)

عقيل الناصري

2021 / 2 / 6
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


لقد كان الصراع بين العناصر الأرأسية للكتلة التاريخية، يتمحور ليس من أجل المبادئ أو/و البرامج قدر كونه من أجل السلطة لذات السلطة والرؤية الآحادية للحياة. لقد عَبَرَ هذا الموقف عن مدى تخلف أسس البنية الفكرية المتعددة الأبعاد لهذه القوى وضيق افقها الأيديولوجي. وبالتالي فقد ساهمت بوعي أو بدونه، في وأد الثورة بل وفي إجهاض المشروع النهضوي لفكرها وحلمها المستقبلي.. وهو يعني وأد ذاتها وزمنية تحققها الموضوعي وضياع تجربتها الأولى ككتلة في إدارة السلطة. هذه المساهمة في وأد الثورة (العام) والذات الحزبية (الخاص) هي القاسم المشترك لكل هذه القوى الاجتماعية والسياسية وإن اختلفت نسبتها بينهم. لقد اتسمت بسمات [ الكتلة التاريخية] وبجملة مظاهر عامة، منها:
- لم يكن تعاملها وتفاعلها مع الأحداث بصورة متساوية في مجتمع غير متبلور طبقياً ؛
- بروز الرؤية الأنوية والنظرة الاحادية للواقع المعقدً، ونبذ العمل الجماعي وشيوع النرجسية في مفهوم وحدانية التمثيل ذي البنية الشمولية مما أفقدها دورها الجوهري كوسيط بين الرأي العام والسلطة ؛
- أن الأحزاب المؤتلفة، تباينت قراءاتها للواقع المتحرك بعد الثورة إن لم تكن متناقضة فيها بل ساكنة وفي نتائجها المأساوية ؛
- لم تكن متساوية نسبياً في مسؤوليتها بفقدان الثورة وشلل الذات الاجتماعية لكل حزب ؛
- تغيب فهم أواليات الصراع الاجتماعي بين عناصر الكتلة التاريخية بخاصة في المرحلة الانتقالية ؛
- تشظت الكتلة إلى مجاميع متحاربة ومتصارعة فيما بينها،من جهة، وفيما بينها وبين السلطة، من جهة أخرى ؛
- كما أن أغلبها تشظى ذاتياً كتنظيم أو/و رؤية واقعية للحراك الاجتماعي ؛
- إصرار القوى القومية على استبعاد الاحزاب الكردية من الانضمام لهذه الكتلة ؛
- انقسمت قوى الكتلة من حيث رؤيتها لمهام ما بعد الثورة إلى: بعضها رديكالي وآخر محافظ.. متوازنة وآخر مغامرة.. طوباوية وغير واقعية.. وتوسعت الرؤيا الرمادية ؛
- نبذت بعضها فكرة التداول السلمي للسلطة التي كانت تناضل من أجله في المرحلة الملكية وإلتجأت إلى الانقلابية العسكرية كوسيلة للوثوب إلى السلطة للتعويض عن ذاتها الصغيرة ؛
- في بعض الأحزاب سيطرت الهوية الفرعية والمذهبية والأثنية على فكرة تحقيق برامجها ونظرتها من خلال الأدوات القديمة كالعشيرة والقبيلة والمذهب ؛
- أو/و من خلال الايقاع البطيء، بل وحتى ضد الصيرورة الموضوعية لقوانين التطور والارتقاء ؛
- أبتلت إغلب قواها بـ (المنزع الاستعجالي) لتحقيق برامجها خارج سنن التطور وبحرق المراحل ؛
- عوض بعضهم عن ذاته غير المؤثرة من خلال الإستجارة بقوى غير عراقية. وتحالفت مع قوى (داخلية وخارجية) المتناقضة مع برامجها الآنية والمستقبلية بخاصة تيارات الأحزاب القومية بما فيها الكردية والعربية ؛
- تلاشت بعض العناصر من الساحة الفعلية بفعل كون الحراك الاجتماعي كان أكبر من قدرتها بل وحتى من تصورها ولا يتماشى مع آليات العمل السياسي كحزب الاستقلال، وبعضها الآخر عمل على الهامش السلبي للحركة الاجتماعية التي كانت تؤسس له سابقاً ؛
- عكست هذه الوقائع المادية والمعنوية، مدى تدني التجليات السياسية والفلسفية للوعي الاجتماعي لأغلب القيادات السياسية للقوى المكونة للكتلة التاريخية، وتخلفها عن فهم قانونيات الحركة الاجتماعية للتطور وسنن الإرتقاء ؛
- فداحة الخلل الوظيفي لدى الأحزاب السياسية سواءً في خطابها السياسي أو/و في بنيتها العقائدية أو في هيكليتها التنظيمية الخالية من البعد الديمقراطي الحقيقي أو/و في آوالية ( ميكانزم)علها اسياسي، مما أوقعها في المركزية المفرطة التي تمثلت في الطاعة المطلقة للقادة الذين يختصرون الحزب وركائزه في شخص السكرتير(شكل متطور من العلاقة البطريكية والأبوية) وبالتالي نمذجة مثالية للسلوك العام للعضو الحزبي ؛
تشكلت على ضوء هذا التشظي تحالفات سياسية جديدة بين بعض عناصر الكتلة التاريخية رغم أن الظرف الموضوعي كان يتطلب تحالفها ببعده الاستراتيجي.
ورغم هذا الواقع الملموس فقد مثلت هذه الكتلة موضوعياً القاعدة الاجتماعية لحكم الجمهورية الأولى والتي ضمت طبقات وشرائح اجتماعية عديدة كان دورها العضوي، متباين نسبياً، في تحقيق هذه المهام وفي إعادة انتاج ذاتها المستقبلية وقد جمعتها مبادئ رئيسية عامة مستوحات من ماهية الثورة باعتبارها "... ثورة تحرر وطني في جزء من أمة مجزأة، فهي إذن ثورة وطنية موجهة ضد الاستعمار، و ديمقراطية موجهة ضد الاقطاع والاستغلال، وقومية باعتبارها جزء من الثورة العربية العامة ملزمة بالاتجاه في سيرها التاريخي الحتمي نحو تحقيق الوحدة السياسية للأمة العربية... ".
ويتوصل عبد الفتاح إبراهيم إلى ذات السمات عندما أعتبر ثورة 14 تموز " ... ثورة وطنية تحررية ضد الاستعمار، وأنها ثورة تقدمية ضد الاقطاع والرجعية، وثورة شعبية تعتمد الديمقراطية والقومية المتحررة. وهذه المبادئ تنطوي اجمالاً على المخطط العام لنظرية الثورة وخطتها... ". وديمقراطيتها مستقاة من منحاها نحو المساواة النسبية بين عناصر الطيف العراقي في المدينة والريف وبين المكونات الاجتماعية والأثنية، على وفق رأي عالم الاجتماع الفرنسي (الكسي دي توكفيل) الذي فهم أن "...الديمقراطية بوصفها نظاما سياسياً للمساواة في شروط الوجود بين الأفراد ووحدة الاحساس ووحدة السلوك البشري... ". كما تجلى المضمون الاجتماعي لثورة 14 تموز بالأساس من تغيير طبيعة علاقات الانتاج في الريف اسوةً بجميع الثورات الوطنية الديمقراطية التي تعتبر الثورة الزراعية جوهرها الأرأس، وهذا يتوقف على الظروف الموضوعية المتمثلة في تزايد عدد الفلاحين في العالم الثالث، والتي تستهدف " ... القضاء على علاقات الانتاج شبه الاقطاعية القائمة على الملكية الكبيرة للأرض واستغلال ملايين الفلاحين بطريقة المحاصصة وما يرافقها من علاقات اجتماعية و تقاليد ومفاهيم متخلفة. وثورة 14 تموز ثورة وطنية ديمقراطية قوضت دعائم الاستعمار والاقطاع... فالثورة الزراعية... كانت أهم مضامين ثورة 14 تموز... وكان انجاز الثورة الزراعية الفلاحية يعني انجاز الثورة الوطنية الديمقراطية وليس من هدف كبير يضاهيه في الأهمية سوى تأميم الرأسمال الاجنبي... ". في الوقت نفسه ".... بلغ عدد المنتفعين من توزيع الأراضي المستولى عليها بموجب قانون الأصلاح الزراعي إلى نهاية الجهورية الأولى ما يقدر بـــ ـ28638 واجمالي المساحة الموزعة ما تقدر 5467014 دونم... ".
كما غَيّرَ الاصلاح الزراعي من أرأسيات علاقات الانتاج نتيجة التغيير في الملكية الحقوقية للأرض فمن الجانب الأول: "... إزداد عدد الفلاحين الذين يملكون قطع صغيرة إلى 310,000 وازدادت نسبتهم المئوية إلى مجموع الفلاحين إلى 43 % بعد أن كانوا يشكلون 15%... أما التغيير الثاني في التركيب الاجتماعي في الريف فقد طرأ على وزن واوضاع أغنياء الفلاحين والملاكين والذين تتراوح ملكياتهم بين الحد الأعلى للتوزيع والحد الأعلى للملكية التي سمح بها القانون... فبينما كانت هذه الفئة تضم 20116 شخصاً أي 11.9% من مجموع المالكين وكانت ملكياتهم تشكل 21.5% من مجموع الأراضي المزروعة، أصبحوا بعد تنفيذ القانون 23,544 شخصاً... واصبحوا يسيطرون على قرابة 62% من مجموع الأراضي المزروعة ويشكلون القاعدة الاجتماعية للبرجوازية الريفية ... ".
كان النظام الجمهوري ؛ الاستقلال الوطني (السياسي والاقتصادي) ؛ الوحدة الوطنية العراقية ؛ الانتماء إلى الأمة العربية ؛ العدالة الاجتماعي النسبية.. بمثابة عناوين أرأسية للأهداف الوطنية المشتركة لهذه القوى الاجتماعية، وقد عبر عنها قاسم بذاته ويمكن أن نضيف لها تبنيه لمبدأ الحياد الايجابي في السياسة الدولية. إن سعة هذه الأهداف بمفرداتها المتشعبة والمركبة وما يستنبط منها، لا يمكن أن تنجزها طبقة أو فئة اجتماعية واحدة مهما كانت. لذا كان لابد من قيام جبهة عريضة من القوى السياسية ذات التشخيص المشترك للمهام الاجتصادية والسياسية المطروحة آنذاك. بمعنى آخر أن اهداف الثورة وأسلوب عملها مترابط بعضها ببعض. أما من الناحية الطبقية فيمكن إعادة هذه القوى إلى:
- الطبقات الوسطى بكل فئاتها، المدنية منها والعسكرية ؛
- البرجوازية الوطنية وبالأخص الصناعيين منهم ؛
- البرجوازية الصغيرة المدينية على وجه الخصوص ؛
- الفلاحين وبخاصة الصغار منهم، والعمال الزراعيين ؛
- العمال والفئات الفقيرة والكادحة والمهمشون في الريف والمدينة.
هذه الطبقات والفئات في عمومياتها مثلت القاعدة الواسعة لسلطة 14 تموز مما أكسبها صفة الشعبية باعتبار أن خطوط الالتقاء، من الناحية النظرية المجردة، بين مصالح عناصر هذه القاعدة تغلب على ما بين هذه العناصر من تناقض للمصالح. "... وباعتبار أن هذه الحقيقة بعينها تجعل في الامكان تحقيق حكومة شعبية تخدم مجموع الشعب وتقوم على أساس تحالف الطبقات التي تؤيد الثورة وتعاونها ومن ثم اشتراكها في الحكم على أساس الديمقراطية والقومية المتحررة، وباعتبار أن الديمقراطية والقومية المتحررة هما السبيل التي تستطيع به ثورة الرابع عشر من تموز أن تضمن وحدة الصف الوطني بين طبقات الشعب وقومياته في معركتها الصادقة والحاسمة ضد الاستعمار والرجعية... ".
كما تميزت سلطة تموز/ قاسم بميزة استثنائية مقارنةً بكل حكومات القرن المنصرم في العراق، بكونها حاولت قدر الإمكان أن ترسي الأسس المادية للدولة التعاقدية ذات البعد الوطني والمنطلق من الهوية الوطنية، وليس حسب الهوية الفرعية كما هو السائد الحالي، حيث حاولت وبخطى وئيدة إبرام عقد اجتماعي بينها وبين كافة المكونات الاجتماعية، ليس مقتصراً على مكونٍ واحد دون غيره بالأساس كما في العهد الملكي، وان يستوعب هذا العقد الخصائص المتباينة لكل مكون اجتماعي والانتقال به من هويته المغلقة أو الصغيرة كـ (المذهبية، العشيرة، الاثنية، المنطقة..ألخ) إلى الهوية الوطنية الموحدة التي تتجاوز هذه الأطر ذات الولاءات الدنيا والصغرى.
أي حاولت سلطة تموز احترام الذات لكل مكون اجتماعي والاعتراف به وبتوجهاته العقائدية والسياسية والدينية والثقافية لأجل تكوين مؤسسات الدولة التعاقدية بالطرق الديمقراطية بغية بناء الهوية الكلية. لكن أن بناء مقومات الولاء الجديد على أساس الهوية الوطنية العراقية، والذي تعامل مع شروط وظروف جديدة مستمرة، فإنه كان ولا يزال ضبابياً ويفتقر إلى "... اخلاقيات معيارية، وإلى حميمية دافئة، وإلى الدعم العاطفي القوي والثابت الذي كان ذات يوم ملازماً للولاءات القديمة... " ويضاف إلى ذلك الأسس المادية وبالأخص الاقتصادية ( كالسوق الموحدة وإزالة قانون التفاوت بين القرية والمدينة) إذ لا يزال العراقيون في الجمهورية الثالثة (9 مايس 2003- لحد الآن) مختلفين في ماهية العلاقة بين المكونات الاجتماعية المتعددة والمتنافرة في بعض المفاصل، ليس في منطلق الرؤية بين أولوية عراقية العراق أم عروبة العراق، بل حتى بين مقومات العقد الاجتماعي بين هذه كل هذا المكونات الاثنية والدينية والمذهبية والمناطقية. والتي ستبقى مفتوحة إلى زمن منظور نظرا لدخول عناصر جديدة في مرحلة ما بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003.
وكما قلنا سابقاً، فأن الطبقة الوسطى، بأغلب فئاتها، قد حققت ثورة 14 تموز ونفذت أهم حلقات منجزها, وأيضاً لعبت بعد ثورة تموز الدور الأكثر تأثيراً في صياغة القرار المركزي وإقراره ومن ثم تنفيذه، لكنها منطقياً وضمن ظروف عدم وحدتها وتعددية فئاتها وبالتالي تنافر مصالحها وتذبذب مواقفها، لا يمكنها أن تحقق أهداف الثورة بصورة منفردة كطبقة. نظرا للتباين الواسع والمتناقض في المصالح والرؤى بين هذه الفئات المكونة للطبقة الوسطى. وهذه سمة موضوعية تتصف بها كل ثورات الطبقات الوسطى، وخاصةً في عالم الأطراف. فالشرائح العليا، وخاصة العسكريين منهم وتلك الأخرى ذات النهج المحافظ، كانت تتصادم مصالحهما مع الفئات الأدنى منها وخاصةً ذات الطبيعة الرديكالية. في الوقت نفسه لعبت الفئات الوسطى الدنيا والفئات البينية (الكسبة والموظفين الصغار وكذلك العمال والفلاحين وبعض من شرائح البرجوازية الصغيرة وغيرها) دور الضاغط من الأسفل نحو تعميق وتجذير مسيرة الثورة ذاتها وإجراءاتها، رغم أن ثورة 14 تموز كانت تحاول قدر الإمكان التعبير عن مطاليب هذه الطبقات ومعها الفئات الفقيرة والكادحة والمهمشين الذين { حكمت لهم الثورة.. ولم تحكم بهم } في الكثير من المفاصل الحياتية. ويعبر هذا الموقف عن عدم تجذر الثورة بما يكفي لاشباع طموح هذه الفئات الواسعة، وهذا بدوره نابع من ظرف موضوعي ذو بعد تاريخي للمجتمع العراقي، وقد تمثل في:
طبيعة السلطة السياسية التي لعبت الطبقة الوسطى فيها دوراً تقريرا تقريبا؛
ومن تطور القوى المنتجة آنذاك؛
ومن ماهية الوجود الاجتماعي وتناقضاته؛
التكوينات السيسيولوجية/ الثقافية السائدة ومدى تحكم الماضي في الحاضر؛
هشاشة البنية الطبقية وعدم تبلورها؛
ومن دور العامل الخارجي المعرقل لكل العملية السياسية آنذاك.
في الوقت نفسه خالفت القوى السياسية الراديكالية/اليسارية (وخاصة الحزب الشيوعي) هذا الموقف المتبنى من قبل السلطة السياسية، وكانت تعبر عن مصالح هذه الفئات، لأنها قد "... انطلقت دوما من تفاؤل معرفي وتاريخي، مفترضةً أن الأشياء كفيلة بأن تتغير نحو الأفضل بعد فترة وجيزة، وذلك بفضل النشاط السياسي الذكي والبارع، لكن اتضح أن السياسة ليست هي الأساس في إحداث التغيير في حياة البشر. وبسبب الاعتقاد بأن السياسة، لا الأسس المادية الاجتماعية هي التي تغير الواقع، تمزقت بنية الأمل السياسي... ".
الهوامش:
27 - إبراهيم كبة، هذا هو طريق 14 تموز،ص. 14، مصدر سابق.
28- عبد الفتاح إبراهيم، معنى الثورة، ، ص. 46، مصدر سابق.
29- د. عماد مؤيد، سيسيولوجيا أزمة الهويات في العراق، مصدر سابق.
30-د. سعاد خيري، ثورة 14 تموز، ص. 143، مصدر سابق. علماً بأن القانون قد اصطدم بمقاومة ضارية، بما فيها استخدام العنف المادي ضد النشطاء من الفلاحين من قبل كبار الملاك وخاصةً الاقطاعيين العشائريين وبعض اجنحة المؤسسة التقليدية والدينية منها على وجه الخصوص، لأن الاخيرة اعتبرت القانون اراضي مغتصبة يحرم الصلاة على أرضها.
31- د. كاظم حبيب، لمحات من العراق، ص. 394، مصدر سابق.
32 - د. سعاد خيري، ثورة 14 تموز، ص. 159، مصدر سابق.
33- لم يكن، في عراق النصف الأول من القرن المنصرم، " ... كبار رجال المال والصناعة في العراق في يوم من الأيام رأسمالين بالمعنى المعروف، وإنما ظروف الصناعة أجبرتهم أن يكونوا ملاكين وتجاراً وزراعاً في الوقت عينه، وليس فيهم من وظف راسماله بجملته في الصناعة، وليس فيهم على الأرجح من ربط مصالحه بالرأسمالية الدولية، إلا بضعة أفراد مرجع كيانهم وثرائهم يعود برمته إلى الاستعمار... رجال المال والصناعة ليس لهم مصلحة اقتصادية أيجابية تربطهم بالاستعمار... ولذلك فإن هذه الفئة مثل بقية عناصر الطبقة المتوسطة لا يصح اعتبارها من حيث الأصل غير وطنية، طالما مصلحتها مناقضة لمصلحة الاستعمار... ".عبد الفتاح إبراهيم، المصدر السابق، ص. 66.
34 - عبد الفتاح إبراهيم، المصدر السابق، ص. 71.
35 - بطاطو، ج. الأول، ص. 55، مصدر سابق.
36- هذا الموقف الاخلاقي عبر عنه قاسم في الكثير من خطبه، إذ أظهر اهتماماً كبيراً جداً بالجماهير الواسعة من العمال والفقراء وقد خاطبهم في احدى خطبه بالقول:"... إني واحد منكم... انتم عائلتي وقبيلتي...عندما انظر في وجوهكم تصيبني قوة ما وانقاد إلى مساعدة الكادحين في كل مكان..." مستل من بطاطو ،ج.1، ص. 150. ويشير اوريل دان أن الزعيم قاسم "... لم يفقد أبداً إيمان الفقراء به، لقد اقتبلوا عطفه المفرط عليهم وعلى مصائرهم بوصفه عطفاً حقيقياً لا شائبة فيه، وهذا هو الواقع. وإذا ما جيء بقائمة الموازنة فإن هذا البند يجب إن يثبت فيها...". العراق في عهد قاسم، ص. 472، مصدر سابق.
37 - رضا الظاهر، موضوعات نقدية في الماركسية والثقافة، ط.2، ص.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. WSJ: لاتوجد مفاوضات بين حماس وإسرائيل في قطر حاليا بسبب غياب


.. إسرائيل تطلب أسلحة مخصصة للحروب البرية وسط حديث عن اقتراب عم




.. مصادر أميركية: هدف الهجوم الإسرائيلي على إيران كان قاعدة عسك


.. الاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي لبث المنافسات الرياضية




.. قصف إسرائيلي يستهدف منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة