الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستقترب الدولة قريبا من ملف معتقلي الحراك؟

عمر سعلي
كاتب

(Omar Siali)

2021 / 2 / 6
حقوق الانسان


الجواب هو حسب مصالحها ووزن الملف المتغير وخطوات المعتقلين..فمع اقتراب موسم الانتخابات بعد اربع سنوات استثانية ستحتاج الدولة بالضرورة الى نوع من الهدوء داخل السجون وقد بدأت تتسلل أحاديث عن مؤشرات جولة جديدة من الحوارات مع المعتقلين على خلفيات وملفات جنائية متعددة أغلبها يحمل بصمات سياسية ،ومنهم معتقلي ما يسمى بحراك الريف ،أكبر الملفات الحاضرة الغائبة في المغرب منذ اندلاعه في 28 أـكتوبر 2016.

والحوار من حيث المبدأ مكسب للمعتقلين..لكن من يدخل حول مطالب اجتماعية ويعترف بذلك لا يمكنه ان يتحول في صمت...إلى "مفاوض" سياسي باسم عنوان ورمزية كبيرة..فذلك يعني تجاوز ل"التعاقد"الذي تم مع الجماهير في الميدان والذي لا يتعدى السقف الإجتماعي والمطلبي ،وأي تغيير أو تطوير للسقف يستلزمه من جهة المعتقلين الإعلان عن ورقة سياسية او تنظيم او شكل من اشكال النضال المنظم يعيد به الناشط تعريف نفسه من جديد..وليقف هو أيضا في موقع أقوى وأرض صلبة وينسجم مع تسمية نفسه "معتقلا سياسيا" ،وتتضح الصورة أمام الجميع ومآلات الأمور والمكاسب المحتملة ولما لا يفتح الباب لنقاش دستوري أو مجتمعي يأخذ مكان النميمة والقيل والقال ، وهذا مطروح من أصوات عدة في الساحة ترى ضرورة تحريك مياه الواقع السياسي الراكد ، وقد كانت لما يسمى "بالورقة السياسية" لمئة معتقل على خلفية حراك الريف صدى كبير رغم أنها لم تكن سوى وجهات نظرلا ترتقي لإسم الورقة السيايسية ورغم ذلك نالت مناقشات مهمة وخلقت نوع من الدينامية في الملف ،ورغم الماخذات ، وهذا حق تظل تجربة بسيطة لنقاش مجتمعي ضروري.

لكن يبقى رغم المؤشرات اتخاذ الملف لمنحى سياسي بناء وحقيقي مستبعد والسبب ذاتي وموضوعي كذلك، ذاتي من ناحية جودة المعتقلين، بحيث ثقافتهم السياسية لا تسعفهم لطرح أفكار على طاولة التفاوض او للجماهير بالخارج ،ثم غياب التجانس وهي نتيجة طبيعية لفجائية الحراك ،زيادة عن الجانب النفسي والأخلاقي حيث الزعماتية والنفور من الثقافة الديموقراطية وأشياء أخرى يعرفها بعض المعتقلين جيدا.

والى ما سبق يضاف الجانب الموضوعي وهي المتغيرات الوطنية والدولية ، فالدولة ولو كان يهمها كثيرا تمرير الإنتخابات في هدوء، يبقى وضعها الدولي أفضل في جوانب عديدة بينها العلاقات الجيدة مع إسرائيل وتداعيات كورونا وعودة الإستقطاب من جديد بين أمريكا وروسيا ،وأحداث فرنسا ونجاح الأسلوب الأمني في فرض وجهة نظره حتى في عقر دار المنظمات الحقوقية نفسها.

والسياسة لعبة ظرفية تلعب بالوزن والوقت، والأخير ليس في صالح ملف المعتقلين فلا تنظيمات لهم ولا وجهة نظر منظمة تعيش بهم ، قوتهم الوحيدة كانت الحراك المخمد ،فحتى لو كان بعض إخوانهم بنفسية استشهادية فهي في قبضة النسيان لن يستفاد منها خير كثير.

وحجة من يستشهد بأن الحراك وبعده الوضع المأزوم خلق وعي سياسي غير مسبوق ناقصة، فلا يكفي الوعي السياسي ولو مقدار أنهار إن غاب استثماره وتأطيره وتفهم البعض ان نصف كيلومتر لا يراهن عليها وكم من أخطاء اوقعت الحراك في عزلة ومن بينها القطع المتعمد لخط الحراك فقدمت الامور كامتداد لمقاومة العشرينيات بلا اعتراف بالمراحل والتراكم الذي حدث، وهوجمت النخب الديموقراطية والحقوقية والفكرية بلا مبرر ووضع الجميع في سلة الاعداء باستثناء المؤسسة الملكية التي خوطبت مباشرة لاول مرة في أدبيات الحركات الاحتجاجية المعاصرة بالمغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحراك في الداخل وفي الريف
عبد الله اغونان ( 2021 / 2 / 6 - 21:43 )
الحراك في الداخل كان يعتمد على جيش جماعة العدل والإحسان وميكروفونات حزب يساري راديكالي
وفي الريف استغلال احداث خاصة
وهكذا يبقى الحراك فاشلا لايرجى منه خير

اخر الافلام

.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا


.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د




.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي


.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا




.. بينهم نتنياهو.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة إسرائيل بسبب حر