الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض المستفيين من جائحة -كوفيد 19-

الطاهر المعز

2021 / 2 / 7
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


باختصار - المُستفيدون من الكارثة:

لقد دمرت الأزمة الصحية الناتجة عن جائحة "كوفيد 19" الوظائف في قطاعات بأكملها، ويعتبر الأُجَراء وصغار المزارعين والعاطلين عن العمل والمياومين والعاملين بالقطاع الموازي والفُقراء، وغيرهم من الفئات الهَشّة والمعرضين للخطر أول ضحايا هذا الوباء الذي أثرى أصحاب أسهم الشركات متعددة الجنسيات في مجالات التكنولوجيا والإتصالات، مثل Apple و Netflix و Amazon...
أدى الركود الاقتصادي إلى تدمير 255 مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم، وفقا لمنظمة العمل الدّولية، وانخفضت المبيعات في سوق السيارات بنسبة 15% في الولايات المتحدة و 25,5% في فرنسا، فيما توقفت قطاعات عديدة عن العمل، كالنقل الجوي والسياحة، والترفيه والمطاعم والمقاهي، وغيرها.
لقد أدى الإغلاق، سنة 2020، إلى تغيير طريقة إنفاق الناس واستهلاكهم (بالنسبة لمن لديهم دَخْل)، فارتفع حجم الإنفاق على الترفيه الرقمي والتسوق عبر الإنترنت، ما أنعش مجموعات احتكارية ضخمة، مثل أمازون (أمريكية المَنْشأ) و "علي بابا"، الصينية المَنْشأ...
أدّى الحجر الصحي والحبس المنزلي، والعمل عن بُعْد (في العديد من القطاعات، وليس كُلّها) إلى تحويل المنزل إلى مكان إقامة مستمرة، طيلة النهار والليل، لكافة أفراد الأُسْرة، وإلى مكتب ومدرسة وقاعة سينما وقاعة لممارسة الرياضة، ومطعم لثلاث وجبات في اليوم لجميع أفراد الأسرة، كما أدّى انتشار العمل عن بُعد إلى تعزيز المبيعات العالمية لأجهزة الكمبيوتر بقرابة 5% سنة 2020، وهو أقوى نمو سنوي لعشر سنوات، وتمكنت شركة "إيكيا" (سويدية المَنْشَأ" من زيادة أرباحها من بيع المكاتب والكراسي، فيما تزاحم المواطنون المُستهلكون في المحلات التجارية الضخمة (سوبر ماركت)... لقد كانت "سنة استثنائية" لمثل هذه القطاعات، ونما بيع السلع الاستهلاكية بنسبة قاربت 8%، سنة 2020، بأوروبا المتأزّمة.
أدّى حرمان المواطنين من المسارح والسينما، إلى ارتفاع مبيعات أجهزة التلفزيون "كبيرة الحجم" بحوالي 20% في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، كما استفادت صناعة ألعاب الفيديو من سياق أزمة "كوفيد 19" وحققت مبيعات وأرباح قياسية، وأعلنت مجموعة Nintendo اليابانية، عن صافي ربح يقارب 900 مليون دولار للربع الثاني من عام 2020 (من أبريل إلى يونيو 2020) ، بزيادة 6,4 مرات عن نفس الرّبع الثاني من العام السابق (2019)، وفي غضون ذلك ، تضاعف حجم مبيعات الشركة، كما زادت المبيعات السنوية لشركة "أكتيفيجن بليزارد" الأمريكية، التي تبث الأفلام على أقراص مدمجة، بنحو 40% لتصل إلى 7,3 مليار دولار ، وبلغت قيمة أرباحها الصافية نحو 1,4 مليار دولار، وزادت مبيعات وأرباح شركات أخرى مثل Sony و Ubisoft بأكثر من 20% في المتوسط ، في عام 2020 ...
استفادت معظم الشركات الكُبْرى، في كافة دول العالم من المال العام، بينما زادت مُعاناة المواطنين، من متوسطي وضعاف الدّخل، ناهيك عن الفُقراء وفاقدي الدّخل، ورفضت الحُكُومات تحمّل عبء الوقاية والغذاء والعلاج وإيجار المَسْكَن وفواتير الكهرباء والماء، التي زادت قيمتها، بسبب زيادة الإستهلاك...
أليست هذه عوامل كافية للتعبير عن الغضب واحتلال الشوارع والسّاحات وإغلاق وإغلاقها؟ أما الأهم فهو التخطيط لتغيير هذا النظام، على مستوى محلّي، وعلى مستوى عالمي، ليحل محلّه نظام يخدم مصالح أغلبية المواطنين، ويُوفّر احتياجاتهم الأساسية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا