الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نفق الانهيار

وليد حسين

2021 / 2 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


منذ عقود ونحن في نفق مظلم مجهول ... أنظمة سياسية متوالية متردية..وايديولوجيات متحجرة بائسة..تتراقص مسرح لميلودراما دموية ليس فيها متفرجون ولا مخرجون.. يحركها القصورالذاتي..وهوس السلطة والمال والشهوة .. اما المواطن فقد بح صوته و اخرس لسانه .
وفقد الثقة بأية سلطة..واجهزتها المترهلة..و الميزانية العامة تضخمت وغيرت مساراتها من الخزينة إلى جيوب الفاسدين المتنفذين..واصبحت المال العام ثروة خاصة لهم..حتى اصابها الخواء والافلاس واحجمت النوك الحكومية لتتحول واجباتها الى دعم وغطاء للبنوك الاهلية التي يملكها الساسة الفاسدون والاحزاب المتنفذة في مسرح السلطة .. وتم تحجيم دور الجيش وتعددت قياداته باسلوب الدمج وتحولت عقيدته الوطنية من الدفاع عن الوطن الى الدفاع عن سلطة الوطن ووتم تقوية ميليشيات السلطة المسلحة مكانه وتحول الى جهاز بوليسي يساهم مع الاجهزة القمعية في قمع معارضي السلطة ..و الشعب امسى مجرد رعية للحاكم .والقضاء اصبح شريعة الراعي .. والتفجيرات والذبح والسلخ والنهب اصبحا عنوانا للاعمال اليومية وباشراف السلطة...
ساد الهلع وفي نفوس الشعب.... ومورس التعذيب والاعتقال الكيفي والاضطهاد والرشوة والسرقة وافتقاد معايير حقوق الإنسان.
وفقد الكثير من المواطنون قدرتهم على تحكيم العقل...واعتادالشعب عندما يقطع يد لص فقير...يقبل يد لص آخر (امير) ..
اما الاديان فاصبح لكل دين لسانان في شريعة البعض لسان للعبادة واخر للتوسل والاستجداء والانقياد الاعمى وتسليم العقول ومنح تاج القداسة... لاصنام وشخوص اغلبها نتاجا لافكار التدليس والتأجيج لصالح الدولار وابواقا للاجندة الخارجية فاستغلوا المنابرالطائفية والاعلامية التي تنفخ الغث السمين والطائفيفي عقول البسطاء وسرقوا حقوق الطبقات المسلوبة الارادة من الكادحين حتى سلطت سياط الاقوياء بلا وجه حق لاغتصاب ارادتهم وهدر حقوقهم المهضومة اصلا.... او خوفا من سوط الحاكم غليظ القلب وبطانته... او كاتم طائش
ان من اولى بذرات الاستبداد والديكتاتورية هي الخطابات الميتافيزيقية الطازجة والرنانة والحماسية التي تبدأ بغسيل عقول الجماهير واستخدام المزيج الديني السياسي ..وهم يتباكون كالخراف وسيصرخون بغباء كالقطيع الذي يتناسل كالخراف.. هكذا تبدأ الديكتاتوريات التي عودتنا ان تمسح البلد ومافيه لتبدا من الصفر في كل عهد..
ان اسوء مراحل الديكتاتورية والاستبداد هي الديكتاتورية الطائفية والاستبداد الذي يصنعه الاسلام السياسي بتزوير الحقائق وتلويث التاريخ الذي هوبالاصل ملوث وتكتب تاريخا جديدا لها يتناسب وافكارها وايديولوجياتها المتخلفة والمتحجرة على انها انظمة ملائكية..
مشكلتنا ليست في الديموقراطية ولا في الشريعة ولا في الخلاف الموهوم بينهما.. بل في العقول الراكد ة التي تصنع الطغاة والاصنام وتؤلههم بلا بصيرة وبعناد طويل...إن الديمومة التي طبعت عقولهم وطباعهم هي العبودية...والانقياد الضريرخلف كل ناعق.. وهنا... المشكل الاكبر .
كما ان الخوف المريع في عدم الجرأة والمواجهة ... فالحاكم يخشى الكلمة.. والمواطن تلجمه الكلمة التي يخشى الحاكم سماعها..ويتخللل الجميع التعسف والرعب..فلا يمكن ان يمنح اي نظام براءته وعدالته .. ولا يمكن لأي ضحية أن ينظر إلى هذا العبث إلا على اعتباره إفرازاً واحداً لأنظمة طاغية..متعسفة تقوم شرعيتها المزيفة على القتل والمال والشهوة والتعسف لايقاف صحوة الشعوب كي لاتثور وتحطم الاغلال..وتمسك بدفة مستقبلها.. باقامة نظاما وطنياً يحمل رؤية متكاملة... محورها ضمانات حقيقية لحقوق المواطن الشاملة... لا واجباته وحسب...

       








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تعتزم فرض عقوبات على النظام المصرفي الصيني بدعوى دعمه


.. توقيف مسؤول في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس- لحساب الصين




.. حادثة «كالسو» الغامضة.. الانفجار في معسكر الحشد الشعبي نجم ع


.. الأوروبيون يستفزون بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال الق




.. الجيش الإسرائيلي ينشر تسجيلا يوثق عملية استهداف سيارة جنوب ل