الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكلمة الحرة اقوى من الرصاص

وليد حسين

2021 / 2 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


اشتدت موجة الاغتيالات والخطف التي تستهدف الناشطين المدنيين والمثقفين في العراق ولبنان بسبب مواقفهم التي تهز تلك البلدان وتقلق الطبقة السياسية الحاكمة ..فرصاص عناصرالسلطة وسلاحها المنفلت يلاحق هؤلاء لتكميم الافواه واخماد الثورة التي اندلعت في اكتوبر 2019في كلا البلدين رغم محاصرتها وتصفية رموزها..
ان استمرار محاولات التصفية والاغتيال للناشطين والمثقفين ادى الى استشهاد المئات ونجا بعضهم من الموت فيما أصيب البعض الآخر بجروح خطيرة اضافة الى خطف واخفاء المئات منهم.
ان سلسلة الاغتيالات المستمرة لإرهاب النشطاء واعاقة مسيرتهم الوطنية لم تثنيهم بل زادتهم اصرارا على التصدي لتلك المحاولات البائسة وكان اخرهم الكاتب والمثقف اللبناني الناشط لقمان سليم الذي تمترس بفكره وارادته الوطنية وكلمته الحرة دفاعا عن قضيته الوطنية قضية لبنان وفك اسره من القيود الطائفية البغيضة حتى سقط شهيداعلى درب حرية وديمقراطية لبنان وما اغتياله الا استمرارا لقوافل شهداء الكلمة على سلم التضحيات الوطنية .
وقبله سقط الشهيد الدكتور هشام الهاشمي صريع صلابة رأيه وشجاعة كلمته امام جبروت السلاح المنفلت والسلطة الهزيلة المتواطئة من تعدد القوى داخل الدولة .
ان من تمت تصفيتهم هم اول من شخصو جهة المخاطر على اوطانهم ودافعو عنها بالكلمة الحرة والمواقف الشجاعة فلم يهادنوا او يستسلموا او يتراجعوا ولن يبيعوا قضايا اوطانهم في سوق النخاسة رغم الترهيب والترغيب حتى اريقت دماءهم الزكية ثمنا لحرية اوطانهم.
ان لقمان سليم وقبله هشام الهاشمي وكل شهداء انتفاضة تشرين في العراق ولبنان هم ضحايا النمط السلطوي البائس والمتردي من الإفلات من العقاب الذي استمر لسنوات طويلة وتسبب باستمرار جرائم قتل النشطاء والصحفيين والمثقفين بلا عقاب وهو نمط تتحمل السلطات المعنية المسؤولية الكاملة عنه".
لقد اصبح الشجب هو الاستجداء الخجول بعينه امام جبروت القوى المنفلتة بسلاحها وارتباطها باجندات خارجية . وايقن الشعبين العراقي واللبناني ان الحقوق لاتمنح بل تؤحذ بالقوة وان المطلوب من السلطات الهزيلة هو كشف المجرمين اللذين اوغلو في قتل وخطف وايذاء الناشطين الاحرار وتعريتهم ومحاكمتهم علنا لوقف آلة القتل الحاقدة" وان أن يكون التحقيق شفافا ومحايدا ومنصفا وإعلان النتائج بسرعة وتقديم الجناة إلى العدالة بلا محاباة لتبديد المخاوف وتعزيز ثقة المواطن في القانون والدولة وبعكسه فان هذه المخاوف تزداد في ظل تقاعس الدولة عن تحقيق العدالة في قضايا مروعة ومماثلة سابقا.
أن ”تقاعس الأجهزة الأمنية عن ممارسة دورها الدستوري في حماية المواطنين والناشطين يضع علامات استفهام كبيرة على دورها وتخليها عن واجباتها تجاه أمن المجتمع والمواطن وهو ما يجعلنا أمام هاجس انهيار السلم المجتمعي في أي لحظة تجتر عبارة: تم التحقيق وقُيِّدت القضية ضد مجهول!! والفاعل مجهول كالعادة..
ان شهداء الكلمة هم شهداء الوعي المجتمعي وشهداء الحرية المنضبطة الساطعة كشمس تنير الطريق امام الجماهير المتطلعة نحو الحياة وهم جزء من منظومة مصدر تنوير المجتمع ..ان كل كلمة حرة يؤرخها اعداء الحرية وحقوق الانسان برصاصة غادرة من سلاح كاتم تحاول ايقاف عجلة تأجيج الجماهير المنتفضة التي لم يكن مطلبها أكثر من حق العيش الآمن بسلام وحرية وكرامة والتعبير الجمالي الذي لا يحيا إلا في ظل رايات التعايش السلمي وسلطة القانون والعدل المجتمعي.
إن توجيه الرصاص إلى الرأي الحر والقلم المبدع والعقل الذي يعبر عن نشاط ثقافي مدني وموقف وطني هادق وشجاع يدافع فيه عن ابناء شعبه وحقوقهم وحرياتهم بات وضعاً تراجيدياً يبتز اصحاب الرأي جميعا وأولهم من يرفض ان يكون عقل الاسلام السياسي وسلوكه المغترب هو المهيمن.
ان تكميم الافواه هو جريمة بحق الثقافة والحرية في اوطان كانت مهدا للحضارة والنبوغ الثقافي وتحول الى رصاصة غادرة مليئة بالحقد والجهل لمكانة المجنى عليه ودوره في تنوير شعبه ضد الارهاب والفساد السلطوي الممنهج واتباعهم فهم لا يحترمون قدسية حياة الإنسان وقدسية وجود العقل لانهم يقتلون الشباب الثائر والواعي الذي يحمل لواء قضيته بين ثنايا قلبه الجريح لرفض هذا الجيل الصاعد اساليب السلطة الطائفية وإسلامها السياسي المزيف وفضح السياسات المسمومة والظلامية التي تخادع الجماهير .
واذ ننحني إجلالا لشهداء التنوير وحركة الثقافة ونؤكد أنهم أحياء بمنجزهم وبأن المبادئ التي راحوا قرابين لها لن تموت وتخليدا لذكراهم المتجددة في قلوبنا وعقولنا ومواقفنا علينا ان لا نكتفي بالإدانة والشجب بل يجب ان نحشد جماهيرنا الواعية كونها صوت التنوير والعقل والوقوف بوجه العصف الهمجي والتصدي لجرائمه وتحجيم دوره المسموم فلا قدسية إلا لحياة الانسان وكرامة وجوده الإنساني..
ومن المهم جدا ان نطالب ونستمربتحقيق تشارك به منظمات حقوقية أممية دولية في كل جرائم اغتيال النشطاء والمثقفين منذ سطوة بلطجة الطائفية على مقادير الشعب حتى يومنا هذا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل