الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نتائج مُرعِبة لإنتفاضة --السادس من شباط 1984 بعد 37 عاماً-- من الحسبان المغلوط ..

عصام محمد جميل مروة

2021 / 2 / 7
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


في معظم دول العالم التي تتعرض الى إنتفاضات او ثورات او خضات وإنقلابات ثورية او سياسية نتيجة الإحتلال لدولة اخرى او معادية او لمرحلة فساد تتقزز لَهُ الأبدان لهول إستشراءهِ . الفساد المفضوح على طريقة جمهوريات الموز وسِواها وكان صيت "نورييغا في بنما" كان مثلاً يُحتذى بهِ في كيفية التعامل للدول ومرؤسيها مع شعوبها كما ينص قانون إحترام الانسان وحماية الحقوق المدنية للمواطن الذي يُجبر على دفع الضريبة او الجزية بالقوة وليس حسب مقدراته وإستطاعتهِ المادية . لا اكثر من كل ذلك تعامل اصحاب الأيادي الواصلة في دول التخلف تحاول جاهدةً وبكل ما تستطيع في إحكام ستوطها على المقدرات والمكتسبات الاقتصادية والمالية . لا بل هناك أدلة مفعمة بالخبث والهيمنة لدورها المُدان في ترهيب وترغيب منسق حسب رؤية الساسة وفجاجة تعاملهم لتمرير مختطاتهم واساليبهم المشينة !؟.
كان لبنان الى فترة غير بعيدة يعتمد على بعض الممارسات من قبل اصحاب النفوذ المالي والمصرفي بكل سرية يتساهل اهل الحكم في عدم السماح والمساءلة عن تهريب المليارات من خزينة الدولة اللبنانية الى الخارج وإعتبارها صفقات مشبوهة وموسومة لصالح لبنان و إقتصادهِ الحر النزيه.
لكن معظم زعماء لبنان والعالم قاطبة بعد الشعور في عدم الأمان يستسهلون تسفير اعمالهم ورأسمالهم الى المصارف الأوروبية والعالمية الكبرى كخطوة اولى في إتفاقات مبطنة بين "عملاء المصارف وعملاء السياسة معاً " ، وهنا تكمن الخطورة والمهزلة عندما يتزاوج رأس المال مع اصحاب النفوذ الطائفي والمذهبي المقيت مع ادوار سياسية يجب تجاوزها او في معادلة اخرى نبذها والإنتفاض عليها . تحت حجج وهمية واهية يقع فقط المواطن الحر والفقير في نفق الرق والعبودية ضد هذا بإسم الوطن والدولة ، وضد ذاك من موقع التخوين والتعامل مع المحتل ، تحت تلك الصفات كانت ادوات الإنتفاضات تأخذُ مدار تحقيق مطالبها والوقوف بعد قطف ثمار الإنتصار!؟. ضياع يتجدد مع كل دورات عنف او هبوط اقتصادي او محاصرة مالية تضعها دول لها خفايا في سياسات الترغيب والترهيب وهذا ما وقع على ارض لبنان منذ عام الإنتفاضة الشهيرة التي غيرت تاريخ السياسة اللبنانية التي كانت سائدة منذ عقوداً في خوض الحروب ومغامرات السلام معاً " 6 شباط -1984" كانت حينها بعد محاولات فرضتها الدول المجاورة للبنان وفي مقدمتها الإحتلال الصهيوني ، وصولاً الى مشارف بيروت ومحاصرتها وطرد منظمة التحرير الفلسطينية . كأداة اولى في استعادة دور الجمهورية اللبنانية المشبوهة التي تطمحُ اسرائيل في تنظيم الحدود وترسيم الوجود معاً في ايجاد آلية السلام وتفاهم على اسس (اتفاق السابع عشر من ايار) وإعتبارهِ مرحلة جديدة يتم التوافق بين اللبنانيين على مشروع السلام مع المحتل الصهيوني . و المبادرة سريعاً في فرض مشروع نهاية خدمة الوصاية السورية على لبنان . بعد دخولها منذ عام 1976 نتيجة دعم الجانب المسيحي الذي تخوف من سقوط نفوذهِ بعد دعم المقاومة الفلسطينية تحالفات وطنية و يسارية جديدة تنوى الإصلاحات السياسية لكنها وقعت مع تزامن الوجود الفلسطيني في لبنان . الى إضطرار لمتابعة فرض التغيير والتحرير وصلاحيات جديدة فرضتها الأزمات . كان النظام السوري يدعم بكل ما يملك تحالفات لزعزعة ودحر فكرة اتفاق " 17- ايار المشؤوم " من هنا بدأت بوادر الإنتفاضة التي حملت اكثر مما عليها من واجبات فرفعت شعارات معادات للدولة اللبنانية ، ولدور الجيش الفئوي ، حيث صار وتم تجزئتهِ وتقسيمهِ الى عدة الوية، بعد انشقاقه . وتشكلت حينها اسس غير كفوءة لمسار ودور الإنتفاضة التي رأت نفسها تُشارك في في نفس النهج المذهبي والطائفي الذي يتخذهُ رُعاة لبنان ومن اسسوه على مبادئ "مسيحية اولاً ومن ثم حسب التحالفات قد يُنظرُ الى مسلميه " وهذا لا يختلف عليه اثنان في لبنان!؟.
لكننا اليوم نتساءل بعد مرور وإنقضاء سبعة وثلاثين عاماً على خروج لبنان بعد إنتفاضة كانت حينها اشبهُ بحالة الشعب المتعثر والمسحوق والمنسي والمغلوب على أمرهِ ، لكن مَن قطف ثمار انتصار الانتفاضة بعد اعوامٍ قليلة في تبين الخيط السوري الذي مرَ الى لبنان فقط لحياكة وتغطية للنظام السوري حينها " حافظ الأسد " كإستخدام الحلفاء في لبنان على مقاس وطول الخيطان السوداء لكي يصنعوا منها حُماة لخاصرة لبنان السورية كما يدعى ارباب سوريا منذ ما قبل احتلال الامبراطورية التركية العثمانية ساحات البلدين . كذلك اتت نتائج فعالية جوانب مهمة بعد الإنتفاضة وهنا لا نعترض على نتائجها خاصة حينها في ما يخص مقارعة ومجابهة ومواجهة ومقاومة الأحتلال الصهيوني الذي وصل الى شوارع عاصمة وصاحبة الكلمة الحرة بيروت المعهودة . برغم الإنغماس والإبحار بعيداً في ما أدت وآلت اليه حصيلة ونتيجة الانتفاضة حينها وبروز (زعماء وشخصيات نافذة ) اولاً في مواقع طائفية ومذهبية وحزبية . هي نفسها اتفقت وتحاورت في بيروت ،ودمشق ، والرياض ، والقاهرة ، والدوحة ، وباريس ، وواشنطن ، وسويسرا، برغم التباعد بين عواصم تلك الدول التي تعترف وتعتبر وتُقِرُ بوجود ودور لبنان محطة حوارية يلجأ اليها الكبار عند الحاجة بعد صياغة قوانين وإتفاقات مهمة اولها مع دولة الإغتصاب اسرائيل ، التي ما فتئت تحتل فلسطين. في ذكرى الأنتفاضة التي صُودِرت مآثر جيدة وإبعادها لكى تغدو وتصبحُ قدوةً ومدماكاً اساسياً لحماية شعب لبنان الذي يعتمد على فسيفساء ملونة في كل شيئ!؟. وإن كان جوهرها المكون في تلاصق صفوف الكنائس مع الجوامع والمساجد والحسينيات والخلوات . على ما يبدو أن الساحة اللبنانية مُصابة بلوثةٍ خطيرة وهي "" الأنا.. -قبل - النحنُ.. "" تُعيدُنا تلك الرموز تقريباً الى قراءة نتائج وحيثيات وهفوات الإنتفاضة التي لم تكن فقط لإصلاح دور النظام السياسي العام بل الى إدراج ووضع لبنان على إضمحلال في الصمت والإصغاء لتحكم ارباب الطوائف والأديان والمذاهب التي لها مونة الإحتضان عند الحاجة وإلغاء دور الوطن اذا ما كان ذلك يُرضي من يُغطي ويُصغي ويُعِدُ حصانة مذهبية مقيتة على محاسبة ذاك النمط من الحالمين بعد سبعة وثلاثين سنة ومرورها سريعةً من انجازات كادت ان تتحق في امجادها وابعادها . في مناسبة احياء ذكراها
يتجددُ " الخزى والعار الطوائفي " بكل غرور.
مع إحترام دماء الشهداء الزكية التي سالت حينها وما زال عبقها يزورنا من حينٍ الى أخر .
يقف اللبنانيون اليوم على مفارق وزوايا نُصِبت لهم لكى يكونوا اضداداً في كل شيئ في السياسة في الثقافة في الحضارة في الجغرافيا حتى في الدين الواحد وفي المذهب الواحد وفي لقمة عيشهم وفي إحتراق بيوتهم وإختراق غُرف نومهم !؟.
الا يحق للشعب اللبناني ان يرتقى الى مستوى الإنسان وان يستيقظ من رُعبهِ بعد عدم الإستقرار .

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / 7 / شباط / 2021 / ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا