الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعنى الحقيقي للسيادة عند رسول الاستقلال ( خوسيه مارتي ) ...

مروان صباح

2021 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


/ ذلك فإن هذا اللقاح واحد من الهدايا السعيدة التى تعلن عنها كوبا بين سلسلة لقاحات تنتجها بهدوء من حين لآخر ، من مشهد تكنولوجي يقاوم سلالة الفيروسات ويرتفع وينشط ضمن مفهوم السيادة الرصينة 🇨🇺، وكما هو معروف ، أعداد البشرية تجاوزت السبعة مليارات إنسان والجميع يجتهد بالحصول على اللقاح من أجل تطعيم مواطنيه ، على الأقل الحكومات العالمية ترغب بذلك لكي تتجنب الأسوأ ، وبالتالي أنتقل العالم من مربع مواجهة الجائحة إلى أزمة إنتاج كميات كافية للناس وهذا بالفعل يحتاج إلى وضع حلول سريعة وناجعة تماماً كما كان الحال مع إنتاج اللقاح في بداية الجائحة ، إذن معامل الشركات الكبرى والتى تختص بإنتاج اللقاحات ، تفتقد في الواقع إلى خطوط إنتاج تكفي للعالم أجمع، وهذا باختصار يتطلب من الشركات مثل فايزر وغيرها إنشاء وعلى الفور معامل في أنحاء العالم ، على سبيل المثال ، في الشرق الأوسط، ممكن أن نأخذ الأردن مركز لإنتاج اللقاح تحت إشراف علماء نفس الشركات ، كذلك في جمهورية مصر يمكن أن تكون مركز لافريقيا وهكذا يمكن للعالم انجاز مهمة تطعيم البشرية بوقت متقارب .

في شأن آخر ، يصح ايضاً للحكومات وضعَّ آلية عادلة لكي يتم توزيع اللقاحات على الشرائح المعدومة ، أم الميسورون الحال والأغنياء من الأولى أن تتحمل هتين الفئتين كلفة المطعوم عنهما وعن الفقراء ، وبالتالي إذا كانت تكلفة اللقاح على سبيل المثال تقدر ب3 دولارات ، يصح تحديد سعر الجرعة ب10 دنانير وبهذه الطريقة تضمن الدول لشعوبها لقاح ذات جودة عالية ، والسرعة في الحصول عليه وايضاً ، التكافل الذي يؤدي إلى تطعيم الجميع ، بل من الممكن ، أن يأخذ جزء من هذه الأموال وعلى مستوى كوكب الأرض من أجل المساهمة في توزيع اللقاحات في الدول الأكثر فقراً .

علمنا الفيروس بأدواته القسرية ، كيف نفكر بالآخرين، ووضعنا على طريق المراجعة الشاملة لسلوكنا الإنساني ، الغذائي في المقام الأول وايضاً الإداري في المقام الثاني ، ومن هنا ، أفتح قوساً واسعاً يصل إلى الكاريبي تحديداً جزيرة كوبا ، الواقعة في مدخل الخليج المكسيك ، يقطن هذه الجزيرة المشهورة بجمال طبيعتها والمعروفة بثوارها ، 13 مليون إنسان، لكن اللافت في ازمة الفيروس كوفيد 19 ، هو محدودية الإصابات والتى لم تتجاوز 19 آلف شخص وبأقل من 150 وفاة ، وهذا بالطبع أولاً يعود لانتباه النظام لضرورة تبني الإجراءات الوقائية وثانياً ، لجهاز الطبي الكوبي الغني بالأطباء والممرضين ، بالفعل يصل عدد الأطباء في كوبا إلى 100 آلف طبيب وتقريباً نصف مليون من ممرضين ، ففي خلال 62 عاماً استطاع النظام إعادة تكوين الشعب الكوبي التى كانت الأمية تصل بين أوساطه إلى حد 80% ، بل بنى النظام جيش متطور وذات تأثير ويُعتبر الثاني بعد البرازيل ، وهنا نتوقف قليلاً عند التجربة الكوبية ، يُعتبر الجيش رديف أساسي للحكومة المدنية من الجانب الخدمي ، لأن في الجائحة الأخيرة لعب دوراً كبيراً في التطبيب والتمريض وأشرف بكل مهنية على تنفيذ الإجراءات الاحترازية ، وايضاً شارك بجهد في تصنيع اللقاح الكوبي الخاص بالفيروس ، ولأن الجيش لديه لواء مختص بمكافحة الأوبئة كانت الاصابات متواضعة ، فكوبا لها باع طويل في تصنيع وتطوير اللقاحات ، أكثر من ثلاثين عاماً ، انخرطت في التكنولوجيا العضوية واكتشفت خصوصاً اللقاح الأول ضد مرض مشتق من التهاب السحايا ، الذي باتت صناعة الدواء يدر علي الجزيرة الصغيرة مليارات الدولارات .

ولأن كما يبدو ، أعتمد النظام نهج الخوف من المستقبل وعليه ، الذي دفعه أن يتشابك مع جزيئات تخص بصحة الفرد ، مثل الطب والتكنولوجيا الطبية ، وهذا يبدو تحدي غير مألوف في العالم ، فإن معهد ومعمل معالجة اللقاحات والتعبئة والتغليف في معهد فينلاي في هافانا، أكد قدرته على إنتاج مئة مليون جرعة من اللقاح الكوبي ومن خلال دراسة رائدة ، إطلق عليها مسمى سوبيرانا 2" ، وهو الآن في المرحلة الثالثة الذي سيكون منافس جاد للقاح فايزر ، سيضيف جوانب متعددة حديثة في الميادين الُقاحلية ، وقد أشتق العلماء أسم اللقاح الكوبي الثاني من أسم قصيدة رسول الاستقلال الكوبي ، ( خوسيه مارتي ) ، أمًا الأول يعني السيادة ، وبالتالي أصرت كوبا على إنتاج لقاحها الخاص لكي تكون رسالة للعالم أجمع ،أنها تتمتع بالسيادة الكاملة ، وهذا يفسر لماذا المرشد الإيراني علي خامنئي يتكلم من موقع المرتاح . والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت