الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكورونا.. بين السلالات واللقاحات

عامر هشام الصفّار

2021 / 2 / 8
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


ما هي اللقاحات الفعالة ضد سلالات الكورونا؟ وماذا يعني ذلك بالنسبة لمناعة القطيع والمستقبل؟

أظهرت دراسة أجرتها أكسفورد/ وأسترازينيكا بالأشتراك مع جامعة ويتواترسراند في جنوب إفريقيا أن اللقاح الذي أنتجته الشركة والمضاد للكورونا لا يحمي الأشخاص المصابين بالمتغير او المحوّر من فيروس كوفيد الخفيف إلى المتوسط، لكن الباحثين يعتقدون أنه سيظل يمنع المرض الشديد ويقلل بذلك من الوفيات. وقد تضمنت الدراسة أكثر من 2000 شخص بمتوسط ​​عمر 31 عاما، مما يعني أنهم كانوا صغارًا نسبيًا ومعرضين لخطر أقل. لذلك لا يمكن للعلماء التأكد حتى الآن من بقاء الحماية ضد المضاعفات الخطيرة، لكنهم يعتقدون أن ذلك يبقى شيئا محتملا.

هل توفر اللقاحات الأخرى حماية أفضل ضد هذا البديل؟

لا يمكن إجراء مقارنات بين اللقاحات في هذا الموضوع، لأننا لا نملك البيانات التفصيلية ولكن الأيام القليلة المقبلة ستشهد نشر المزيد من المعلومات بما يخص تأثير اللقاحات على تطورات سلالات الكورونا. ويبقى من المعروف أن تجارب اللقاحات الأخرى في المجتمعات المتأثرة بهذا البديل من سلالة الكورونا تظهر أن أيا من هذه اللقاحات لا يعمل بشكل جيد كما يفعل ضد فيروس الكورونا الأصلي.

تُظهر البيانات التي تم نشرها مؤخرًا والتي تخص تجارب لقاحين أجريت جزئيًا في جنوب إفريقيا بعد ظهور السلالة الجديدة، انخفاضًا ملحوظًا في فعالية اللقاح. حيث كانت فعالية لقاح نوفافاكس 89٪ في التجارب في المملكة المتحدة، وبنسبة 60٪ في جنوب إفريقيا، حيث كان سبب 92٪ من الحالات هو السلالة الجديدة (سلالة جنوب اقريقيا). أما لقاح جانسين والذي تصنعه شركة جونسون آند جونسون فقد كانت فعاليتة بنسبة 72٪ في الولايات المتحدة و 57٪ في جنوب إفريقيا. ومع ذلك ، فإن كلا اللقاحين لا يزالان يحميان من الأمراض الشديدة ويقللان من نسب دخول المرضى بأصابات شديدة الى المسشتفيات أضافة الى تخفيض حالات الوفيات.

أما شركة فايزر/بايونتك وشركة موديرنا واللتان أنتجتا لقاحين ضد الكورونا مختلفين، فقد أجرتا تجارب واسعة النطاق وبنتائج مذهلة تظهر فعالية ضد الكورونا بنسبة 95% قبل ظهور المتغيرات الخاصة بالسلالات الجديدة. ولكن خبراء الشركتين يعتقدون الآن أن البديل الجنوب أفريقي من الكورونا سيقلل من نسبة النجاح هذه.

وماذا عن السلالىة التي ظهرت في مدينة كنت البريطانية؟

هناك أخبار أفضل عن هذا الموضوع. فلقد أجرت جامعة أكسفورد دراسة صغيرة، ظهرت تفاصيلها يوم الجمعة الخامس من شهر شباط وبنتائج أكثر تفاؤلاً. ففي نسخة البحث والتي لم تنشر بعد، قالت مجموعة العلماء إن فعالية اللقاح أنخفضت من متوسط ​󈒠٪ ضد الفيروس الأصلي إلى 75٪ ضد متغير كنت.

وقد وجد باحثون من معهد كامبريدج للمناعة العلاجية والأمراض المعدية، بقيادة البروفيسور رافي جوبتا، أن لقاح فايزر/بايوتنك قد نجح في الحماية من متغير مدينة كنت، المسمى B117. وقال جوبتا: “تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن لقاح فايزرمن المرجح أن يوفر حماية مماثلة ضد B117 كما هو الحال ضد السلالة السابقة من Sars-CoV-2”.

“على الرغم من أننا وجدنا انخفاضًا في قدرة الأجسام المضادة على تحييد الفيروس، نظرًا لعدد الأجسام المضادة التي يتم إنتاجها بعد التطعيم، الاّ أننا نعتقد أن يكون لهذا تأثير متواضع نسبيًا، وسيظل الأشخاص محميين.”ماذا يعني هذا بالنسبة لآمال مناعة القطيع؟

يقول الباحثون الآن أنه يجب أن يكون هناك تحول في التفكير. لم تكن هناك بيانات جيدة حول ما إذا كان أي من اللقاحات يمنع الانتقال من شخص إلى آخر، ولكن الحكومات والجمهور كانوا يأملون بالطبع في أن يوفر التطعيم مناعة القطيع.

يقول البروفيسور شابير ماضي من جامعة ويتواترسراند، والذي كان الباحث الرئيسي في هذه الدراسة وغيرها من دراسات اللقاحات في جنوب إفريقيا، إننا بحاجة إلى إعادة ضبط الهدف المتمثل في حماية الناس من المستشفى والموت والتوقف عن أفتراض أن الفيروس سيختفي عن طريق مناعة القطيع.

وقال: “هذه النتائج تعيد ضبط التفكير حول كيفية التعامل مع الفيروس الوبائي، وتحويل التركيز من هدف مناعة القطيع ضد أنتقال العدوى إلى حماية جميع الأفراد المعرضين للخطر نتيجة الأصابة بمضاعفات الكورونا”.

هل يمكن تعديل اللقاحات لحمايتنا من المتغيرات؟

نعم، يقول العلماء. فالعمل جار بالفعل في جميع المختبرات، وسيكون من الممكن تعديل اللقاحات للتعرف على بروتين السنبلة (السبايك) المتغير، ولكن هناك تحديات. وواحد من أهم هذه التحديات هو أختبار اللقاح البديل، والذي قد يستغرق لمدة أسابيع معدودة فقط. وقالت البروفيسورة سارة جيلبرت، من جامعة أكسفورد، والمسؤولة الأولى عن اللقاح الخاص باسترازينيكا/أكسفورد إنهم يعملون بالفعل على ذلك، وتوقعت أن يكون الإنتاج من اللقاح الجديد جاهزًا في الخريف المقبل، حيث يمكن أستخدامه كجرعة معززة.

اما التحدي الآخر فهو مواكبة وتيرة الطفرات للسلالات الكورونية. فقد ظهرت هذه المتغيرات بسرعة وأظهرت عددًا كبيرًا من التغييرات، وستكون هناك تغييرات أخرى.

كيف سيبدو المستقبل؟

لا أحد يعتقد أن الفيروس سيزول، حيث أنتشر على نطاق واسع وهو الآن متوطن بين السكان في بريطانيا. وعليه سيتعين علينا التعامل مع الكورونا/الكوفيد19 كما نفعل مع فيروسات الإنفلونزا المتغيرة بأستمرار. ومن المعروف أن منظمة الصحة العالمية تصدر كل عام قائمة بسلالات الفيروس التي من المرجح أن تكون الأكثر انتشارًا، والتي يتم تضمينها في اللقاح السنوي. ومن المتوقع في يوم من الأيام أن المنظمة ربما ستفعل ذلك مع فيروس الكورونا /الكوفيد19 أيضًا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص