الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا -للانتخابات المبكرة- ولا للنظام البرجوازي الطائفي والقومي

منظمة البديل الشيوعي في العراق

2021 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


الانتخابات للبرلمان والمجالس المحلية، والنظام البرلماني البرجوازي القائم في العراق منذ عام 2005، بمجمله صوري وكاريكاتوري، وأشبه بمسخرة منه الى ممارسة الجماهير لحقها الانتخابي. الهدف من الانتخابات كان و لايزال جمع تواقيع الجماهير لإضفاء "الشرعية “على حكم البرجوازية الإسلامية والقومية والليبرالية واستبدادها وفسادها وجرائمها.
جرت الانتخابات السابقة وستجري "الانتخابات المبكرة" على أساس التقسيم الطائفي والقومي ونشر الوهم والتعصب حولهما داخل أوساط الجماهير، ممارسة افضح أنواع الغش والتزييف والترهيب والخداع، شراء الذمم والتهديد والوعيد، صرف الأموال العامة المسروقة على الدعاية وشراء الأصوات، الاستناد على العشائرية والقبلية والمرتكزات الاجتماعية والثقافية ما قبل المدنية والعصرنة، خنق الحريات السياسية والحريات الفردية والمدنية والنقد الحر، ومناهضة الحركة الاشتراكية والحركة النسوية التحررية وغيرها. تم، وسيتم، ضمان الشكل السياسي البرلماني للنظام والدولة البرجوازية القائمة في العراق وإعادة إنتاجه، بهذه الطريقة.
إن ما يقف وراء إجراء "الانتخابات المبكرة"، هو، من حيث الأساس، احتواء الأزمة الخانقة السياسية والأيديولوجية والاجتماعية التي يواجهها النظام تحت ضربات انتفاضة أكتوبر، ونتيجة الوضع الثوري والأزمة الاجتماعية المتصاعدة والشاملة الحالية في البلاد، ناهيك عن دور الصراعات الدائرة بين مختلف أجنحة وتيارات وأحزاب النظام القائم في الوقت الراهن، للإقرار على إجراء الانتخابات، وما تنجم عنها من إعادة ترتيب تقاسم السلطة والثروة فيما بينها.
تزامنا مع استعدادات قوى السلطة وتياراتها وأحزابها للانتخابات، تشن هذه السلطة البرجوازية وأجهزتها الأمنية والميليشية، هجمات قمعية واسعة ومستمرة في الوقت الراهن، من ملاحقات واعتقالات واختطافات وإقامه الدعاوي الكيدية وغيرها، بحق المنتفضين. كما، وتقوم بخنق الحرية السياسية والمدنية والفردية، ومضايقة كل من يدافع حتى عن المطالب الاقتصادية والاجتماعية للعمال والجماهير الكادحة والموظفين والخريجين، ومن يدافع عن حقوق وحريات المرأة ومساواتها وحقوق الفئات المضطهدة والمهمشة، هذا بالإضافة الى الهجمات المتواصلة ضد الشيوعيين والاشتراكيين والثوريين والنساء التحرريات ونضالاتهم.
كما، وعلى نفس المنوال، تقوم السلطة البرجوازية القومية الحاكمة في كوردستان وأحزابها الميليشية المتسلطة على رقاب الجماهير، وهي تعد نفسها للانتخابات، بالممارسات القمعية ضد الجماهير المنتفضة والمستاءة، وعدم دفع رواتب العمال والموظفين والمعلمين في مؤسسات القطاع العام في إقليم كوردستان، وربط ذلك الأمر بحسم الصراع فيما بينها وبين الحكومة المركزية.
هذا، وتجري الاستعدادات للانتخابات في وقت يقف النظام القائم على أرضية أزمه سياسية واجتماعية متفاقمة حيث قالت الجماهير الكادحة والمضطهدة كلمتها بوجهه وأقدمت على انتفاضة أكتوبر للخلاص منه. بالإضافة الى ذلك، تجري هذه الاستعدادات وسط اشتداد وتفاقم البؤس الاقتصادي والاجتماعي والبطالة والإفقار، المفروض على الملايين من العمال والكادحين والعمال الشباب والعاملات الشابات، والذي يخلقه ويعيد إنتاجه باستمرار النظام الرأسمالي والدولة البرجوازية المتأزمة في العراق، ووسط تصاعد نضالات هؤلاء العمال والكادحين.
إن حل البرجوازية الحاكمة لمعاناة الجماهير ومعضلاتها الاقتصادية والاجتماعية، هو فرض المزيد من البطالة والبؤس الاقتصادي والفقر، الذي تعاني منه أكثرية هذه الجماهير، وكذلك المزيد من تطبيق السياسات الرأسمالية النيو ليبرالية للدولة البرجوازية، في مختلف نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية في العراق. وذلك هو الحل الاقتصادي للبرجوازية الحاكمة الذي تم تنفيذه، منذ سنوات عديدة، وسيتم تنفيذه فيما بعد "الانتخابات المبكرة".
مع اخذ ذلك بنظر الاعتبار، فإن الترويج "للانتخابات المبكرة" والسياسة الرأسمالية النيو ليبرالية المتمثلة بـ "الورقة البيضاء"، وكأنها مطالب المنتفضين، ليس سوى كذب مشين وخداع فاضح، تمارسه قوى النظام وبالأخص حكومة الكاظمي، المعارضين البرجوازيين القوميين الشبه-علمانيين، النيو ليبراليين الرأسماليين والبرجوازيين "الوطنيين" والإصلاحيين المخادعين والانتهازيين بمختلف مشاربهم.
ان تطور الصراع الطبقي وعملية التغيير الثوري في العراق وانتفاضة أكتوبر والتجربة الفعلية للملايين من الجماهير الكادحة مع النظام، محى النظام البرلماني والانتخابات المزيفة التي تجري في العراق من حسابات الجماهير الثورية وعملية التغير الثوري وحتى من أجندة النضال من اجل إصلاحات اقتصادية واجتماعية وسياسية يمكن تسميتها بإصلاحات.
إن مقاطعة الانتخابات ليست مجرد سياسة ثورية واقعية يتم التأكيد عليها، بل، وقبل ذلك، واقع اجتماعي وسياسي ملموس على صعيد المجتمع وحتى قبل انتفاضة أكتوبر حيث تجسد ذلك في انتخابات عام 2018.
يا جماهير العمال والكادحين والشبيبة الثورية المنتفضة
أيتها النساء العاملات والكادحات والتحرريات
إن تحقيق إرادتكم السياسية الثورية والخلاص من البطالة والفقر والحرمان، ومن الإرهاب والقمع، ومن خنق الحريات السياسية والمدنية وغيرها، ونيل الأمان والعيش الرغيد وتحقيق مطالبكم الأنية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، لا يأتي عبر صناديق الاقتراع المزيفة التي تديرها وتنظمها قوى النظام الحاكم في العراق. لا يمكن الخلاص من النظام الذي انتفضت الجماهير ضده بإعادة الكرة الى ملعبه والمشاركة في انتخاباته.
إن المغزى الفعلي والإيجابي لمقاطعة الانتخابات بالنسبة للطبقة العاملة والجماهير البروليتارية الواسعة من كلا الجنسين، الشاغلين منهم والمعطلين، هو تطوير وتنظيم النضال العمالي في المجالس العمالية والنقابات والاتحادات والجمعيات، وتوحيد نضال البروليتاريا الاشتراكية في تنظيمها الشيوعي الثوري، بغية إرساء نضال طبقي عمالي اشتراكي وأممي على صعيد عموم العراق.
كما، إن المغزى الإيجابي للمقاطعة على صعيد المجتمع هو تطوير النضال السياسي للجماهير الثورية وإرساء تنظيماتها الجماهيرية ومجالسها الثورية التي تمثل إرادتها السياسية، خارج إطار النظام البرلماني، وذلك في أحياء ومحلات المدن والقصبات وساحاتها وفي أماكن العمل.
ان تنظيم جماهير الشبيبة الثورية والمرأة الكادحة والمضطهدة وجميع الشرائح والفئات مهضومة الحقوق في منظماتها الجماهيرية المدافعة عن حقوقها وبأفق ثوري، تقوي عملية التغيير الثوري.
إن تهيئة الأرضية لانتفاضة اجتماعية ثورية منتصرة مرهون بإحداث التغيير المسبق في توازن القوى الطبقية على صعيد المجتمع لصالح الكادحين.

عاش نضال الجماهير الكادحة الثورية

8-2-2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر