الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كورونا

مازن كم الماز

2021 / 2 / 9
الادب والفن


مدت الممرضة الممتلئة يدها نحو فم الرجل العجوز المرمي فوق سريره و هو يرتدي رداءا أبيضًا بالكاد كان يستر صدره الضخم و يكشف عن قضيبه الصغير الذي يمكن بالكاد تمييزه بين فخذيه الضخمين و لولا القثطرة البولية التي كانت تتدلى منه لكان من الصعب اكتشافه أو حتى توقع وجوده هناك لغياب أية علامات على أنه كان هناك بالفعل … لم يفتح العجوز فمه كما توقعت الممرضة فضغطت على فكه بإصبعها القوية لكن العجوز لم يلق بالا لها … بعد المرة الثالثة اضطرت الممرضة أن تقول للرجل ، افتح فمك … لم يلتفت الرجل الذي كان يصارع أنفاسه الا عندما كررت كلماتها و هي تمسك شفته السفلى بإحدى يديها و فرشاة الأسنان باليد الأخرى … فهم الرجل ، لكنه تجاهل الممرضة تمامًا … كررت الممرضة ما قالته بعد أن غيرت بعض كلماتها على أمل أن يفهمها الرجل أخيرًا بينما كانت يدها اليسرى تمسك بفك الرجل العجوز و تضغطه بقوة أكبر إلى الأسفل ، لكن فك الرجل لم يستسلم أمام قبضتها … شعرت الممرضة الان بالتذمر من عناد العجوز ، لم تلق بالا إلى أنفاسه اللاهثة ، ما كان يهمها هو أن تنظف أسنان العجوز ثم تجلس أو تنصرف إلى شيء آخر ، أن تعود إلى هدوئها ، يعود كل شيءٍ إلى هدوئه ، لكن فك الرجل لم يتزحزح … لم يكن العجوز عنيدًا في الواقع ، كل ما هنالك أنه قد شعر باستنكار و غضب شديدين من هذا الاهتمام المفاجىء بأسنانه ، و به … كان الرجل ملقى هناك منذ أيام ، كان يلهث طوالها كالكلب ، دون أن يحاول أحد تنظيف أسنانه … استجمع كل قواه المتعبة لكي يقاوم قبضة الممرضة القوية المطبقة على فكه … صرخت الممرضة بالعجوز … سألتها صديقتها لماذا تصرخ فأخبرتها عن مريضها العنيد غير المتعاون … لم يقاوم الجسد المنهك العجوز طويلًا … استسلم أخيرًا ، بينما كانت الممرضة تنظفه بقطعة شاش مبللة بالماء و الصابون دون أن يستطيع هذه المرة أن يتحداها قبل أن تضع ما تبقى منه في كيس جلدي ضخم أسود حشرته داخل كيس أكبر قبل أن يغادر فراشه إلى الأبد دون أن يكون قد غسل أسنانه للمرة الأخيرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3


.. فيلم مصرى يشارك فى أسبوع نقاد كان السينمائى الدولى




.. أنا كنت فاكر الصفار في البيض بس????...المعلم هزأ دياب بالأدب


.. شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً




.. عوام في بحر الكلام - الفن والتجارة .. أبنة الشاعر حسين السيد