الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى اغتيال ثورة 14 تموز الخالدة

صباح راهي العبود

2021 / 2 / 9
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


في ذكرى إغتيال ثورة 14 تموز الخالدة
معركة بين قوات الحرس القومي والفلاحين الأنصار في ريف الكوفة
لم يكن إنقلاب 8 شباط 1963 سوى حركة فاشية خططت لها الشركات النفطية العاملة في العراق في أعقاب إصدار الزعيم عبد الكريم قاسم للقانون رقم 80 عام 1961 الذي وضع 99.5 % من أراضي العراق تحت سيطرة شركة النفط الوطنية العراقية التي أسسها الزعيم بعد أن أخرجتها من سيطرة الشركات الإمبريالية.ونفذتها مجموعة من القوى الشوفينية الحاقدة التي جاءت (بقطار أمريكي) كما صرح به علي صالح السعدي زعيم الانقلابيين المتعطشين للدماء والموتورين المتحمسين للقتل والذي تمخض عنها تنظيم فرق الموت في بغداد التي سبق تشكيلها يوم الانقلاب الأسود والتي أصبحت نواة لمليشيات (الحرس القومي) بعد سيطرة الانقلابيين. ولقد غدت هذه المليشيات تتحكم في الشارع العراقي وتمارس أنواع القسوة والإجرام والقتل غير المسئول ضد المواطنين العزل والقوى الوطنية والإنتقام من الشيوعيين بالذات وأنصارالزعيم عبد الكريم قاسم والتنكيل بهم. ومما شجع هؤلاء على التمادي في سلوكهم المتوحش هو صدور البيان رقم 13 الصادر من الحاكم العسكري العام رشيد مصلح الذي أباح قتل وإبادة الشيوعيين عن بكرة أبيهم . مما أعطى الضوء الأخضرللحاقدين والساديين لممارسة القتل لآلاف العراقيين من دون رادع. أدت تلك الممارسات الإرهابية وغيرها إلى إثارة السخط الجماهيري بصورة عامة , وأعطت ذريعة للعقيد المتهورعبد السلام عارف (رئيس الجمهورية ذلك الحين) وثلة من الضباط القوميين الشوفينيين للقيام بانقلاب عسكري ضد البعثيين . من هؤلاء الضباط صالح مهدي عماش, حردان التكريتي,عبد الكريم مصطفى نصرت,منذر الونداوي . تم هذا في 18 / 11/ 1963 وإنتهى معه نظام حكم البعث بسهولة. ثم أصدر الإنقلابيون بياناً يبشر العراقيين بالقضاء على البعثيين كما ورد في البيان. وحل ما أسماهم البيان بالحرس اللاقومي , وأصدرت الحكومة الجديدة كتاباً بعنوان ( المنحرفون ) تم توزيعه على نطاق واسع بغرض فضح جرائم الحكومة السابقة وممارساتها الوحشية الذي كان عبد السلام الرجل الأول فيها !!.
خلال فترة حكم البعثيين القصيرة في أعقاب إغتيال ثورة 14 تموز1958 التحررية قامت محاولات وحركات للإطاحة بالإنقلابيين لعل أبرزها وأخطرها هي حركة الجندي الباسل حسن سريع في معسكر الرشيد في 3 تموز. وفي أعقاب هذه الإنتفاضة التي هزت عروش الإنقلابيين إزداد هؤلاء شراسة لتعقب تنظيم الأنصارمن الفلاحين الشيوعيين في أرياف مدينة الكوفة ( قرى وأراضي وبساتين عشائر آل حِسن والبو نعمان) بقيادة الفلاح الكوفي حسين شعلان الماضي والذي سببت أرقاً لحكومة الانقلابيين . وكانت قوات الأنصار تتصدى لأي هجوم يستهدفهم . لا بل أصبح الأمر مقلقاً لأفراد الحرس القومي في المنطقة . وفشلت كل الجهود لإغواء اللصوص وقطاع الطرق المتخفين في الأرياف من أمثال علي إفينش , وكطران ومنحهم الرشاشات والأموال والتعهد بإيقاف مطاردتهم من قبل الشرطة بسبب قضايا سرقات وقتل مثبتة عليهم مقابل تعاونهم مع سلطات الانقلاب للقبض على تنظيم الفلاحين. لذا تقررالقيام بهجوم مسلح كان هوالآخير في سلسلة تلكم المحاولات اليائسة .وبأمل القضاء على هذا التنظيم تصدى للمهمة بعثي من الأشقياء الحاقدين الذي كان القائد الأبرز في مليشيات الحرس القومي في النجف وعموم منطقة الفرات الأوسط وبمعيته أكثر من ثلاثين مسلحاً من قوة الشرطة السيارة وأفراد من الحرس القومي المدججين بالأسلحة والبنادق والمحمولين بالسيارات المسلحة . وبفعل وشاية من معتقل لدى السلطات توجهت هذه المجموعة في الساعة الثالثة عصراً في العاشر من آب (أغسطس) 1963 إلى الهدف المقصود .وعند وصول المسلحين مكان الثوار كان ثلاثة منهم خارجين من قرية ( الجدية ) في ريف آلبو حِسن بالعباسية (أبو شوره) متوجهين نحو نهر الفرات لإستقبال رفيق لهم جاء ليلتحق بهم , وينتظرهم الحلاق عليوي الذي يتعاون معهم ويقدم لهم بعض الخدمات ويجلب ما يحتاجونه من المدينة إلى جانب الحلاقة., وهؤلاء الثوار هم الشاب الفتي نجم أبو الهول المواشي ( 14 سنة) , وعمه عباس أبو الهول,وحسين شعلان الماضي. قامت القوة المهاجمة بتطويق البستان , ثم ترجل قائد المهاجمين وتوغل داخل البستان وكان يرتدي دشداشة بيضاء وسترة يخفي تحتها مسدساً و بعض الإطلاقات , ويعتمراليشماغ والعقال الفراتي للتمويه.
في هذه الأثناء وفي لحظة غدر حاقدة تقدم هذا المجرم ساحباً مسدسه وأطلق عياراً نارية من مسدسه باتجاه المجموعة فأصاب البطل عباس وأرداه قتيلاً قبل أن يتمكن من نزع بندقيته من كتفه. لكن الفتى نجم الذي أصيب هو الآخر في فخذه إستطاع من تصويب رصاصة إلى صدر المهاجم ليطرحه قتيلاً في الحال . وبدافع الحقد والكراهية المتأصلة في ضمائرهم الميتة قام المهاجمون باطلاق الرصاص باتجاه سكنة المنطقة بشكل عشوائي مجنون بعد أن هرعوا على أصوات الرمي حاملين أسلحتهم لحماية رفاقهم فسقط العديد منهم قتلى وجرحى نذكرمنهم الحلاق عليوي والشهيد الفلاح عبد النبي الذي سقط من أعلى نخلة بعد إصابته بطلقة قاتلة وهو يقوم (بتركيس) عثوقها, إلى جانب العديد من الجرحى الأبرياء. وفي إثر ذلك إنسحب الفلاحون من موقع الأحداث بعد أن إنهزم المعتدون حاملين قائدهم الصريع. بعد هذا الحدث لم يحصل هجوم على هذه القرى حتى إنقلاب 18 تشرين من العام ذاته الذي أطاح بحكم القتلة.
تحية اكرام وتقدير لكل الشهداء الذين قدموا أنفسهم فداءاً للوطن ومن أجل الحرية والخبز للجياع من أبناء شعبنا المظلوم , و وطننا الجريح .وتبقى ذكرى الشهداء تنشر عطرها دوماً وبكل مناسبة نذكرهم فيها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الإيطالية تعتدي على متظاهرين مؤيدين لفلسطين


.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب




.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا