الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألعلمانية.. وأين مجتمعنا منها ...؟

مصطفى حقي

2006 / 7 / 25
ملف - 1 تموز 2006 - العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع


وبعد صراع إنساني طويل وعبر قرون وثورات وحربين كونيتين توصل الإنسان إلى العدالة الإنسانية المرجوة بتطبيقه للعلمانية ، ليتسنى له أن يعيش حياة جماعية بدون أن يكون فيها بصفته ظالماً أو مظلوماً . منفرد بشخصية خاصة به من حيث التفكير وحرية المعتقد وإبداء الرأي مع احترامه لأفكار وعقائد وآراء الآخرين في ظل نظام اجتماعي ( الدولة ) بحيث تضمن له الحرية في حدود احترام حرية الآخرين وتوزيع الثروة القومية بعدالة ومنع استغلال الأفراد والدولة للمواطن مادياً كان أو معنوياً وبحماية سيادة القانون وديمقراطية الدولة ومؤسساتها ، وانفصال الدين عن السياسة وعلى مبدأ الدين لله والوطن للجميع مع حق المواطن في ممارسة طقوسه الدينية وبالتعبير عن معتقداته بالشكل الذي يريده
هذه هي خلاصة العلمانية الحضارية تحترم الإنسان كإنسان دون الالتفات إلى دينه وقوميته.. وجنسه إن كان ذكرا أو أنثى ، ولونه ومكانته الاجتماعية من غنى وفقر وانتماء قبلي أو عشائري أو أسري فالمواطنة هي الأساس دون الانتماءات الأخرى
والسؤال الآن .. هل تتقبل مجتمعاتنا هذه العلمانية النيرّة .. هل يمكنها أن تتخلى عن إرث متغلغل في الروح ومترجم لعادات وتقاليد وليدة ذلك الإرث عبر قرون مأزومة بأحداث جسام وظلم فاحش ومسلسل دم مباح حتى اليوم ، (العراق مثلاً).... والرجل سيد والمرأة أمة ٌ ، والحكام اسياد والرعية عبيد؟ هل يمكنه أن يتخلى عن مفاهيم مرسّخة في الوجدان والضمير ، وقد وصل به الأمر خشيته أن يحاكم نفسه منفرداً وأن يكون حراً في سجنه وأن يسأل أي سؤال معتقدي .. من هو الله ، وماهو العدم واللاشيء ومابعد وما قبل الكون ..!؟ّ!؟ سيستغفر ربّه فوراً ويسجد خانعاً صالباً تفكيره بقيود ذاتية ، وقد يوجد من يجرؤ ويسأل شيخه السؤال أو الأسئلة آنفة الذكر .. سيتهمه ذلك الشيخ من أن الشيطان قد ركبه وهذه أسئلة شيطانية ، وعليه أن يستعيذ بالله ثلاثاً ويلزم بكفارة شاة ينحرها ويطبخها ويكون شيخه من المدعوين ...
كيف سيتخلص هذا المجتمع من مسلسلة عبودية زرعت حتى في أصغر خلية من خلايا جسده وحتى في إسمه ، قبل الإسلام سُمي بعبد اللات وعبد الشمس وعبد الدار وفي الإسلام رُقيَ إلى عبد الله وعبد الرسول وعبد الملك وعبد الأمير وعبد بن عبد وجاء الثالث ليكون اسمه الثلاثي عبد بن عبد العبد ...
عشق للعبودية لايوصف ولم يسمى أي عربي أو مسلم بالحر والابنة بالحرية ، انها كلمة محرّمة إبليسية من ينطقها فهو خارج مجمع العبودية ( وأطيعو ...وأولي الأمر منكم حتى لو كان ديكتاتوراً ) والعبودية قد استفحلت حتي في أرواحهم وصاروا يستعذبون السادية ، بل يعشقونها ويهوون أغاني النواح والبكاء ويلتفون حول المعتـّب ( الذي يغني العتابا) حتى يتوصل الجميع إلى درجة النحيب وحتى العويل ، ثم يهدؤون وقد شعروا براحة نفسية لامثيل لها .. وأفراحهم قليلة ، وإذا فرحوا يخشون فرحتهم ويرددون ( ليسترنا الله من شر هذه الضحكة أو البهجة ) أو ( اللهم اجعله خيراً ) هذه شعوب أسيرة أوامر السلطان القاهر وعبيده وأسير شيوخ الدين وفتاويهم الخادمة للسلطان الجائر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا