الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل تراجع الدين كعقيدة في المجتمعات الإسلامية؟
محمد رياض حمزة
2021 / 2 / 10العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في 4 شباط / فبراير 2021 بثت المؤسسة الاعلامية الالمانية ( Deutsche Welle ) DW ) )عبر قناتها التلفزيونية تقريرا عن الإسلام في مجتمعات عربية وإيران بعنوان:(الشرق الاوسط : هل يترك الناس دينهم ؟). عرض التقرير نتائج رقمية بنسب مئوية مأخوذة عن استطلاعات وتعليقات متخصصين عن واقع متغير يؤشر ابتعاد الناس عن الاسلام كدين وعقيدة في دول إسلامية. فإن عكست تلك النتائج رؤى واستنتاجات المتخصصين عن واقع الدين في تلك المجتمعات فإن الإسلام الذي يٌذكر أنه الدين الاسرع إنتشارا في الغرب العلماني... يتراجع كمعتقد في الدول العربية وإيران.
نص تقرير الاستقصائي DW ) )*
تشير الدراسات الاستقصائية الأخيرة بقوة إلى أنه في جميع مجتمعات الشرق الأوسط العربية وإيران ، بدأ ما يقرب من نصف السكان بالتخلي عن روابطهم بالإسلام. غير أن رد فعل الحكومات جاء مختلفاً مع الدعوات لإصلاح المؤسسة الدينية. إذ يعتبر تناول عدد من المواضيع التي تتعلق بالدين أمرا حساسا ، وتحديدا في مجتمعات الشرق الأوسط.
تضم الدول العربية عدداً كبيراً من السكان المسلمين . يتراوح عددهم بين حوالي 60٪ في لبنان إلى ما يقرب من 100٪ في الأردن أو المملكة العربية السعودية. ونظرًا لأن المؤسسات الدينية في تلك البلدان تعمل أيضاً ضمن الهيئات الحكومية وبذلك يكون للحكومات دور مهم في الامور الدينية . فغالبًا ما تتحكم في تنظيم أداء الصلاة الجماعية وخطبها أو وسائل الإعلام ذات الطابع الديني أو المناهج الدراسية. ومع ذلك ، فقد توصلت دراسات استقصائية شاملة أجريت مؤخراً في دول الشرق الأوسط العربية وإيران إلى استنتاجات تظهر جميعها زيادة في تبني الفكر العلماني. مع تزايد الدعوات لإدخال الإصلاحات على المؤسسات السياسية الدينية.
ـــــ فقدان الدين في لبنان
بعد إجراء 25000 مقابلة في لبنان من قبل أحد أكبر منظمي استطلاعات الرأي في المنطقة ، (الباروميتر العربي )، وهي جزء من شبكة بحثية في جامعة برِنستون وجامعة ميشيغان الامريكيتين ، توصلت إلى إستنتاجات أن "المعتقد الديني لدى الشخصية اللبنانية انخفض بنحو 43٪ خلال العقد الماضي ( العقد الأول من الالفية الثالثة) ، مما يشير إلى انخفاض عدد أكبر من ربع السكان الذين يعتبرون أنفسهم متدينين ". لكن في لبنان يكاد يكون من المستحيل عدم الارتباط رسميًا بالدين ، حيث يتضمن السجل المدني الهوية الطائفية لكل مواطن لبناني.".
ــــ الإيرانيون يسعون للتغيير الديني
دراسة استقصائية حديثة شملت 40 ألف شخص تمت مقابلتهم من قبل "مجموعة تحليل وقياس المواقف" في إيران تدعى( GAMAAN ) التي استطلعت مواقف الإيرانيين تجاه الدين وتوصلت إلى أن ما لا يقل عن 47٪ من المشاركين في الاستطلاع أفادوا "بأنهم تحولوا من متدينين إلى غير متدينين"
تحدث "بويان التميمي عرب" ، الأستاذ المساعد للدراسات الدينية في جامعة "أوتريخت " الهولندية الذي شارك في مسح ( DW ) قائلا إنه " يرى أن هذا التحوّل نتيجة منطقية لإنتشار العلمنة في إيران ، فضلاً عن سعي الشباب للتغيير الديني. ذلك أن المجتمع الإيراني مرّ بتحولات كبيرة متسارعة خلال القرن العشرين ، مثل ارتفاع نسبة معرفة القراءة والكتابة بين السكان ، كما شهدت ايران تحضرا حداثيا اجتماعيا مهما ، وأثرت التطورات الاقتصادية في تحديث السلوكيات العائلية التقليدية ، ونما معدل انتشار الإنترنت بحيث أصبح المجتمع الإيراني يضاهي مجتمعات الاتحاد الأوروبي في استخدام التكنولوجيا الرقمية وانخفضت معدلات الخصوبة"
وجدت GAMAAN ) ) أن من بين 99.5 ٪ الذين شاركوا في الاستطلاع 78 ٪ منهم يؤمنون بالله ، وأن 32٪ فقط منهم قالوا إنهم مسلمون شيعة. وتشير أرقام اخرى إلى أن 9٪ يعتبرون ملحدين ، و 8٪ زرادشتية ، و 7٪ روحانيون ( صوفيون) ، و 6٪ محايدون دينياً ، و 5٪ مسلمون سنّة. حوالي 22٪ لم يعترفوا بأي من هذه الأديان.
وقال التميمي " بالرغم من زيادة عدد المؤمنين بالعلمنة وتنوع الأديان والمعتقدات إلاّ إن العامل الأكثر حسماً هو " تشابك الدولة والدين ، الذي تسبب في استياء السكان من الدين المؤسسي ... مع أن الغالبية العظمى من المؤمنين بالله".
نسب مئوية في تغيير المعتقد في إيران:
ـــــ جملة المستفتين
47% تحوّلوا من متدين الى غير متدين
41% لم يتغير معتقدهم الديني كثيرا
6% تحول الى متدين بعد عدم التدين
6% تحول من متدين إلى حال آخر
ـــــ النساء
43% تحوّلن من متدينات إلى غير متدينات
47% لم يغيرن معتقدهن الديني كثيرا
5% تحولن إلى متدينات بعد عدم تدينهن
5% تحولن من متدينات إلى حال آخر
ـــــ الرجال
50% تحوّلوا من متدين إلى غير متدين
36% لم يتغير معتقدهم الديني كثيرا
7% تحولوا من متدين إلى حال آخر
7% تحولوا الى متدينين بعد عدم التدين
ـــــ الفئة العمرية من 20 إلى 29 سنة ( رجال ونساء)
52% تحوّلوا من متدين الى غير متدين
38% لم يتغير معتقدهم الديني كثيرا
5% تحولوا من متدين إلى حال آخر
5% تحولوا إلى متدينين بعد عدم التدين
ـــــ الفئة العمرية من 30 إلى 49 سنة ( رجال ونساء)
46% تحوّلوا من متدين الى غير متدين
41% لم يتغير معتقدهم الديني كثيرا
7% تحولوا من متدين إلى حال آخر
6% تحولوا إلى متدينين بعد عدم التدين
ـــــ الفئة العمرية 50 سنة فأكثر ( رجال ونساء)
41% تحوّلوا من متدين الى غير متدين
48% لم يتغير معتقدهم الديني كثيرا
5% تحولوا من متدين إلى حال آخر
6% تحولوا إلى متدينين بعد عدم التدين
( المصدر :( GAMAAN ) ــ استطلاع الرؤية للدين ، حزيران 2020.)
امرأة في الكويت ، طلبت من ( DW )عدم نشر اسمها بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة ، تفرق أيضًا بشكل صارم بين الإسلام كدين و الإسلام كنظام سياسي. قالت "عندما كنت مراهقة ، لم أجد أي دليل على التزام الحكومة بما جاء به القرآن".وتتذكر كيف كانت مثل هذه الأفكار ، منذ حوالي 20 عاماً ، موضع استياء بين الناس ولكن اليوم يمكن أن نلمس الاختلاف في موقف الناس تجاه الإسلام في كل مكان. وأوضحت أن "رفض الانصياع للإسلام كنظام لا يعني رفض الإسلام كدين" .
ـــ نشر الموقع الإلكتروني (رصيف22) في 19 تموز / يوليو 2018 ملخصا لدراسة حديثة أجرتها جامعة بريستول البريطانية، بالتعاون مع باحثين من جامعة تينيسي الأمريكية، حول العلاقة بين العلمانية والتنمية الاقتصادية ، وعلى مر التاريخ. ناقش الكثيرون من العلماء في العلوم الاجتماعية العلاقة بين العلمانية والازدهار الاقتصادي. على سبيل المثال تحدّث عالم الاجتماع الفرنسي إميل دوركايم (1858 - 1917) عن تراجع دور الدين حين حققت التنمية الاقتصادية احتياجاتنا المادية. كما أشار عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر (1864 –1920) إلى أن حدوث تغيّرات في فهم أبناء بلد ما للدين يمكنه دفع عجلة الاقتصاد في هذا البلد. لكن النقاشات السابقة ظلت غير قادرة، من الناحية العلمية، على إثبات العلاقة بين تراجع تأثير الدين وانتشار الأفكار العلمانية من جهة، وبين حدوث تنمية اقتصادية من جهة أخرى. ويمكن القول إن الدراسة التي نشرتها مؤخراً مجلة Science Advances ) ) التي تصدرها الجمعية الأمريكية للعلوم المتقدمة، تحمل إجابات عدة على الأسئلة التي كثيراً ما شغلت المفكرين. ورغم أن الدراسة التي حملت عنوان "التغيّر الديني سبق التغيّر الاقتصادي في القرن العشرين" لم تؤكد بشكل قطعي أن تراجع الدين في بلد ما هو السبب الأكيد لحدوث تنمية اقتصادية فيه، إلا أنها أكدت في المقابل أن حدوث تطور في تعاطي الدول مع الدين سبق ازدهارها اقتصادياً، وليس العكس. وخلصت الدراسة التي قامت بقياس أهمية الدين في 109 دول، في القرن العشرين، إلى أنه يمكن للدول العلمانية أن تحقق نموا اقتصاديا في المستقبل" ( موقع رصيف22)
*تقرير ( DW ) الاستقصائي مترجم عن الانكليزية
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - التغيير يعني التجديد وليس الترك
عبد الرحمن علي
(
2021 / 2 / 11 - 04:57
)
تفسير الدراسة تفسير خاطئ.. فالإيرانيون من أكثر الناس تمسكاً بالإسلام، ولكن مع التقدم الصناعي والثقافي، ظهرت اتجاهات حداثية تفسر الدين تفسير يواكب العصر وتدعو لترك الخرافات.. وهذا موجود حتى في العراق، ولعل المتابع يعلم جيداً ماذا يفعله السيد كمال الحيدري هناك، والخطاب الحداثي موجود في كل مكان
.. صحيفة هآرتس: صفعة من المستشارة القضائية لنتنياهو بشأن قانون
.. عالم الجن والسحر بين الحقيقة والكذب وعالم أزهري يوضح اذا ك
.. واحدة من أبرز العادات الدينية لديهم... لماذا يزور المسيحيون
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. تجنيد اليهود المتشددين قضية -شائكة- تهدد حكومة نتانياهو