الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله تعالى | الجزء‏ الثالث

عدنان إبراهيم

2021 / 2 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ما يجب أن يحصله المسافر في طريق الله

أولا : الاستعداد قبل السير : ‏
‏ لما كان كل مسافر إلى مقصد عظيم وجب عليه أن يستعد لهذا السفر، استعدادا يطمئن به قلبه على نفسه، ‏فيصحب الرفقة التي يأنس بها، ويدفع بها عن نفسه مالا قبل له به، والزاد الذي يبلغه مقصده حتى يرجع ‏لأهله، والسلاح الذي يستعمله عند لقاء اللصوص أو الوحوش، والمال الذي يدخره للضرورة، والراحلة التي ‏تحمله، والأثاثات التي لابد له منها من البيوت التي تكنه، واللباس الذى يقيه الحر والبرد. ‏
‏ وأهم ما يلزم المسافر ؛الخبير الذي يسلك به على الطريق الموصل، العالم بالطريق علما عن تجربة وكثرة مروره به. ‏هذا ما يلزم المسافر في أموره الدنيوية. ‏
‏ أما المسافر إلى حضرة الملكوت الأعلى، فله لوازم ضرورية لابد منها، وهي من الأهمية بمكان، حتى يمكنه أن ‏يبلغ مقصده الملكوتى، فإذا هم أن يسافر فارا إلى الله تعالى من كون الملكوت، كثرت لوازمه وازدادت حاجاته. ‏كل تلك المعدات يجب أن تكون موفرة للمسافر قبل سفره بزمن طويل، فلا ينبغى له أن يسافر إلا بعد ‏كمالها، فمن أخطأ في إعداد العدة خاطر بنفسه، فلا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى. ‏

ثانيا :أن يحصل فقه الشريعة عقيدة وعبادة : ‏
‏- علم التوحيد :‏
‏ ويُحصّل بالتلقي عن أهل الخشية من الله تعالى، وهو الركن الذي تجب المسارعة إليه قبل كل شيء، ولا ينبغي ‏للسالك في طريق الله أن يلتفت إلى شيء قبله، إلا مالا يتحصل على هذا العلم إلا به من الضروري، كالغذاء ‏والنوم وقضاء حاجة الإنسان، والسعي في تحصيل ذلك. ‏
‏ ولا أعنى به أن يتلقاه الإنسان بالطريقة التي يلقنها أدعياء العلم بالأقيسة المنطقية التي أخذوها عن اليونان، فإن ‏ذلك - والعياذ بالله - من البدع المضلة، ولم يكن في عصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا في عصر الصحابة رضوان الله ‏عليهم، ولا التابعين وتابعيهم بإحسان.. وإنما تتلقى العقيدة بطريقة السنة كما بين ذلك رسول الله صلى الله ‏عليه وآله وسلم، وبالمآخذ القرآنية، فإن الله تعالى بينهما في كتابه العزيز بطريقة البرهان، الذي لا يفهمه إلا ‏من تزكت نفسه، وصفا خياله، واطمأن قلبه للحق، بما جعله الله فيه من النور والهدى.‏

‏ - علم العبادات :‏
‏ يجب على السالك بعد ذلك أن يتلقى العبادات عملا عن أهل الخشية، بصحبتهم، حتى يكون صورة ‏لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عاملا بما كانوا عليه. فإن أهل الخشية تلقوها عملاً، ممن تلقاها، عمن تلقاها إلى ‏رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال صلى الله عليه وآله وسلم : « أتاني جبريل فصلى فصليتُ، ثم صلى فصليت - وكررها خمسا - فصلوا ‏كما رأيتموني أصلي) يشير صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن علم الصلاة يجب أن يكون عمليا لا بالدراسة، وإنما هي القلوب، ‏متى خشعت من علام الغيوب، قامت مواجهة لجنابه العلي، وحسن وقوفها بين يديه سبحانه. ‏
‏ ثم يتعلم الصيام والحج والزكاة عملا أكثر من تعلمها علما، فإنّ تلقي أنواع العبادات بالعمل ينقش على القلب ‏صورة نورانية، تجعل الجسد هينا للقيام بها. وتلقيها بالعلم يجعلها كالمعاني التي يتعقلها الإنسان ولا يشعر ‏بالمقصود منها. ولذلك فإنك ترى دعاة العلم الذين يعلمون الناس أركان الإسلام ؛يتهاونون بالقيام بها، فقد ‏يجلس الرجل يتحدث مع الآخر فيفوته الفرض والفرضان، وقد يقف في الصلاة وقلبه مشغول بغير من هو ‏مواجهه سبحانه، ويخرج من الصلاة مسرعا إلى عمل ربما كان يدبره في الصلاة، وهو لا يشعر أين كان ؟ أصلى ‏ثلاثاً أم أربعاً.‏

ثالثا : أن يحصل من القرآن ما يكفيه : ‏
‏ بعد تحصيل ذلك يجب أن يحصل من القرآن ما يكفيه، لصلاته، ولتلاوته وتدبره، وللتلذذ بسماع كلام ربه ‏من نفسه، حتى لا يمضي عليه يوم إلا وقد تكلم مع الله سبحانه بكلامه المقدس، والواجب على المريد أن يفهم ‏ما حفظه من القرآن، فإن حفظ شيئا من القرآن بغير فهم، وجب عليه أن يسارع إلى خدمة من يفهم منه ما ‏حفظ من القرآن، حتى لا يكون كالببغاء يقرأ كلام الله بغير فهم، وحسب المسلم جهالة أن يقرأ شيئا من كلام ‏الله غير فاهم معناه، وهل إنسان يحب آخر ويجهل كلامه ؟ هذه دعوى باطلة..‏
‏ وما حجبت أنوار الطريق وأسراره عن عيون البصائر، وحرم المريد أنوار المواجهات عند القيام بالقربات، إلا من ‏التهاون بفهم كلام الله، ولم تكن خوارق العادات للسلف، والهمم التي تنفذ في عظائم الشئون، وقوة سلطان ‏المسلمين واتحاد كلمتهم، واجتماع قلوبهم، ومسارعة كل مسلم لخير المجتمع الإسلامي، إلا بفهم كلام الله تعالى. ‏ومن انتسب إلى الطريق ولم يفهم ما حفظه من كتاب الله فهو في طريق هواه وحظه. وإلا فما الذي يدعو المريد ‏أن يجعل نفسه كالميت بين يدى المرشد، يتصرف في نفسه ودينه وماله، إلا ليجعله المرشد في معية رسول الله ‏عليه الصلاة والسلام، إنسانا كاملا عاملا من عمال الله. ‏
‏ وإنما أهل الطريق من صغر في نظرهم كل شيء، في سبيل تحصيل كلام الله، وعلم أحوال رسول الله صلى ‏الله عليه وآله وسلم. ‏

رابعا : أن يجاهد نفسه في ذات الله : ‏
‏ إن النّفس عند السالك أغلى من نفسه، فلا يصرفه إلا في تكميلها، الكمال الذي به يكون في مقعد صدق ‏عند مليك مقتدر (مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا مع ‏الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) وليس الفيض القدسي، ‏والنور الروحاني، والعلم الرباني، بمحظور عليه بزمان أو مكان، وإنما هو لمن يبذل نفسه وماله في نيله، قال تعالى ‏‏(إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون) وإن المقاتلة ‏العظمى في سبيل الله هي مقاتلة الشخص نفسه لتكميلها، قال صلى الله عليه وآله وسلم: « رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد ‏الأكبر جهاد النفس » فالإقدام بالملحمة بين صفوف الأعداء أمام نار المقذوفات جهاد أصغر، ومجاهدة المريد ‏نفسه في ذات الله جهاد أكبر. ‏
ولا جهاد في الحقيقة إلا بفهم كلام الله تعالى، وعلم غوامضه والعمل به. وإن العامل بكتاب الله السالك على ‏منهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،فى جهاد أكبر ممن ألقى بنفسه بين نيران المقذوفات، لأن الذي ألقى بنفسه بين نيران ‏المقذوفات، شهد بعينه الجنة فتحت له فسارع إلى الجنة، لا إلى نار وطعن. وإن من شهد الجنة فتحت له، لا ‏يشعر بما أصابه في سبيلها.‏
‏ بالعمل بالقرآن ملكنا الأرض شرقا وغربا، وسدنا على العباد سرا وجهرا، واستجاب الله لنا، وسخر لنا ملائكة ‏سماواته، وبإهمال فهم القرآن أصبح من أهملوه عالة على أهل الكفر بالله، وأتباعا وأذلاء لهم، فإذا كان فهم ‏القرآن عزا وملكا ومجدا في الدنيا، فكيف يكون في الآخرة ؟ (إنما يتذكر أولو الألباب) فالقرآن يجب أن نحبه ‏دينا، ونحبه لأنه صدر عن الله، وأنه صفة من صفاته، وفيه تجلى لنا الله، وظهرت لنا معاني صفاته، وكاشفنا فيه ‏بمحابه ومراضيه، وبين لنا ما يكرهه ويغضب لعمله، ونحب القرآن لأنه الشمس المشرقة للأرواح الملَكية، ‏وللنفوس الزكية، وللقلوب المطمئنة بذكر الله. اللهم إنى أشهدك أني - ولك الحمد ولك المنة - أحب كلامك ‏العزيز، وأحب أن تقام حدوده، وأن يكون العمل به، فتفضل ياذا الفضل العظيم، وأعطني محابي فيك ‏سبحانك، وحصني بالقرآن من مخالفته، إنك ولي المؤمنين. ‏

الحث على اتباع سنة خير المرسلين

اتباع السنة واجب لصحة الإسلام :‏
‏ قدمت لك أن الطريق إلى الله تعالى هو العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وما كان يعمل سلفنا الصالح ‏عضا بالنواجذ على سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وهنا أبين لك من الكتاب والحديث ما به تعلم حق العلم، أن ‏العمل بكتاب الله والسنة المطهرة ينال بهما المسلم محبة الله تعالى له، والتي هي بغية أولي العزم من الرسل. ‏
‏ إعلم يا أخي - وفقني الله وإياك لما فيه اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أبلغ آية دعانا الله فيها إلى اتباع السنة، ‏هي قوله تعالى (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) ثم قوله سبحانه (فلا وربك لا يؤمنون حتى ‏يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ‏ويسلموا تسليما) من هاتين الآيتين وغيرهما ‏يتضح لك أن اتباع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرض واجب لصحة الإسلام. ‏
‏ وكل من يخالف السنة فقد عرض نعمة الإسلام للزوال. قال صلى الله عليه وآله وسلم: « لا يؤمنُ أحدُكم حتى يكون هواهُ تبعا ‏لما جئتُ به » وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «من ضيع سنتي حرمت عليه شفاعتي، ومن أحيا سنتي فقد أحياني، ومن أحياني ‏فقد أحبني ومن أحبّني، كان معي يوم القيامة في الجنة» وجاء في الآثار المشهورة أن المتمسك بسنته صلى الله ‏عليه وآله وسلم عند فساد الخلق واختلاف المذاهب والملل، كان له أجر مائة شهيد، وأنه كالقابض على ‏الجمر، أي : لا يسعه تركه ولا إمساكه. ‏

ما المراد بالسنة ؟
المراد بالسنة ما نقله إلينا أتباع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، من أقواله وأعماله وأحواله وإقراراته، وما كان عليه ‏الخلفاء الراشدون وأصحابه الذين عاصروه من بعده، ثم الذين يلونهم من التابعين ومن بعدهم، وكل ما أُحدث ‏بعد هؤلاء مما يخالف منهاجهم فهو بدعة، وكل بدعة ضلالة، يجب علينا محاربتها قدر استطاعتنا، فإن ‏الصحابة رضوان الله عليهم هم القدوة المثلى لنا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد كانوا ينكرون أشد الإنكار على من ‏أحدث أمرا أو ابتدع رسما لم يعهدوه في عصر النبوة، سواء كان في صغير أو كبير، في المعاملة أو في العبادة ‏والذكر. (1)‏
‏ ومن الآداب ترك البحث والتفتيش فيما جاءت به السنة إذا صح سنده واستقام متنه (2) فإنه يجر إلى الطعن ‏في الدين الذي هو مفتاح الضلال. وما هلكت الأمم الماضية إلا بطول الجدال وكثرة القيل والقال، وإنما يجب ‏على المسلم أن يعض بنواجذه على ما ثبت من السنة، ويعمل به، ويدعو إليه، ويحكم به، ولا يصغى إلى كلام ‏أهل البدعة ولا يميل إليه.‏

البحث عن المرشد الدال على الله : ‏
‏ ولما كان العلم لابد أن يكون بالتعلم، وكان السالك في الطريق لابد له من المعلم، والمعلم محل الإجلال ‏والتعظيم،وهو الذي يجب له السمع والطاعة، لأن السالك يسلمه نفسه فيزكيها له، ويتلقى عنه أحكام دينه ‏ليقلده في عقيدته وأعماله وأحواله، فأول واجب على السالك في طريق الله تعالى، أن يبذل غاية الهمة في ‏البحث عن هذا العالم، ليفوز برضوان الله الأكبر، ويعمل لخير نفسه وخير المسلمين جميعا. ‏
ومن أهمل في هذا الموضوع الجليل فلم يبحث عن عالم ليتعلم، أو لم يدقق في البحث عنه، وسلم نفسه لمدع أو ‏مبتدع، فقد أخطأ نيل الوسيلة، ومن أخطأ نيل الوسيلة حرم المقصد.‏
وسيان عندي من أهمل في تحصيل العلم، ومن صحب رجلا بغير بصيرة وبحث عن حقيقته، ليتبين له أنه مرشد ‏حقا، وهنا أبين لك أوصاف المرشد، حتى تكون على بصيرة من أمرك، والله ولي التوفيق. ‏

أوصاف المرشد ‏
‏ المرشد هو الحي القائم الدال على الله،العالم بالنفوس، وأمراضها من نزوغ الشهوات والأهواء، وميول إلى ما ‏يلائم النفس، العالم بالحقائق التي خلق الله منها الإنسان.‏
وهذا العالم بالنفوس هو العالم بالله، وبأيام الله، وبأحكام الله، وطلبه فريضة، لأن طلب العلم فريضة على كل ‏مسلم، والعلم بالتعلم، والتعلم بالعالم، ومتى سعد السالك في طريق الله بهذا العالم، أكمل الله له دينه، وأتم عليه ‏نعمته، ورضي له الإسلام دينا. والمعلوم أن العالم أجمع لا يجهل الله الحق الذي خلق السموات والأرض وما ‏بينهما واستوى على العرش، وإنما المجهول علم ما يحبه ويرضاه، من العقيدة والأخلاق والعبادات والمعاملات، ‏والقيام بما يحبه ويرضاه من العقيدة والعلم وشهود أنواره وأسراره وآياته في مكوناته، مع كمال التنزيه والتسليم لله ‏تعالى، من غير منازعة بالعقول، ولا مخالفة بالنفوس، حتى يصلوا إلى مقام من أثنى الله عليهم (أولئك لهم الأمن ‏وهم مهتدون).‏

الطريق إلى الله ص 26 - 37
الإمام السيد محمد ماضي أبو العزائم
‏__________________________‏
‏(1)‏ ‏ وهنا تنبيه هام وهو معنى البدعة عند السلف، لأن الخلف (لا سيما ابن تيمية وأتباعه) توسعوا ‏كثيراً في معنى البدعة، حتى صاروا بذلك من المبتدعة هم أنفسهم، لأنهم حرموا ما فرضه واستحبه ‏الله ورسوله.‏
فمعنى البدعة هو ما أحدث في الدين مما لم يندرج تحت أصل عام في الشريعة، الدليل: عن ابن ‏عباس قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذا هو برجل قائم في الشمس فسأل عنه قالوا هذا أبو إسرائيل ‏نذر أن يقوم ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم، قال: (مُروهُ فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم ‏صومه). فهنا أقره النبي ص على ما جاءت به الشريعة وهو الصوم، ولم يقره على ما تأت به ‏الشريعة ولم يندرج تحت أصل عام جاءت به، وهو التعبد بالقيام في الشمس وبعدم الكلام، فهذا ‏كان من شريعة موسى، قالت مريم بنت عمران (إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسيا)، ‏وكان فيها تشديد وآصار وأغلال، وضعها عنهم النبي ص كما قال تعالى (ويضع عنهم إصرهم ‏والأغلال التي كانت عليهم) هذا هو معنى البدعة عند العلماء.‏
وأما ابن تيمية وأتباعه من الوهابية والسلفية فيرى هذا الإتجاه أن أي شيء لم يفعله النبي ص ‏وأصحابه، سواء كان تلاوة قرآن في وقت مخصوص (كتلاوة القرآن جهرة قبل صلاة الجمعة)، أو ‏صلاة على النبي ص في وقت مخصوص (بعد الأذان على المنائر)، أو بعدد معين (مائة مرة مثلاً ‏كما هو عليه مشايخ التربية) أو الإحتفال بمولد النبي ص وليلة الإسراء والمعراج وليلة النصف من ‏شعبان.. الخ كل هذا يعد بدعة عند هؤلاء. وهم المبتدعة لأنهم يحرمون العبادات التي أتت بها ‏الشريعة وسكت النبي ص عن تفاصيلها من وقت وعدد معين.‏
إذن:‏
• التحريم لا يكون إلا بنص ورد بالنهي، وما دام لم يرد نص بتحريم الذكر الجماعي في بيوت ‏الله على سبيل المثال، فإن تحريمه يعد بدعة وغلو في الدين.‏
• لا يوجد دليل يسمى دليل "الترك" أي ما تركه النبي ص وأصحابه، فالترك ليس من أدلة ‏الأحكام ولم يرد في علم أصول الفقه، وهو دليل تفرد به ابن تيمية ومدرسته السلفية، وهو ‏بدعة محدثة في الدين، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد ‏حدودًا فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء - رحمةً لكم غير نسيانٍ ‏‏- فلا تبحثوا عنها) والشاهد هو قوله ص (وسكت عن أشياء - رحمةً لكم غير نسيانٍ - ‏فلا تبحثوا عنها‏) فرسول الله ص لم يتعرض لما تعرض له هؤلاء من التفتيش والخوض في تلك ‏التفاصيل، وسكت عنه، بل – أكثر من ذلك - قال وصرّح أنه سكت عنها، ولكن هؤلاء ‏الأحبار والرهبان من السلفية يخالفون أمره ويحرمون ويحلون بغير إذن من الله ورسوله. ولذلك ‏لا شك أنهم هم المبتدعة في هذا الباب.‏
‏(2)‏ ‏ هذا هو عين ما يفعله الوهابية السلفية حينما يضعفون الأحاديث التي لا تتفق مع أصولهم، كالتي تمدح العقل، أو تثبت التوسل برسول الله ‏صلى الله عليه وآله وسلم وزيارة روضته الشريفة واتباع أهل بيته، بينما بتكلفون تصحيح أحاديث ضعيفة في مناقب ‏معاوية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س