الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الواقع الموضوعي _ القسم 2 ف 1 و2 و3

حسين عجيب

2021 / 2 / 12
العولمة وتطورات العالم المعاصر


الواقع الموضوعي ( المقدمة ) القسم 2 _ مع فصوله 1 و 2 و 3
الواقع الموضوعي ينطوي على مفارقة صادمة ، ومحيرة بالفعل ؟!

الواقع الموضوعي ، الفصل الأول _ القسم 2

خلاصة ما سبق
اليوم وكل يوم ( جديد ) ، محصلة الأمس والغد بالتزامن ، كما أنه يعيد إنتاج الماضي والمستقبل كنوع من التغذية العكسية .
بعبارة ثانية ، اليوم وكل يوم ، هو جديد وقديم بنفس الدرجة .
نصف اليوم يأتي من الأمس ( من جانب الحياة ) ، ونصفه الثاني من الغد ( من جانب الزمن أو الوقت لا فرق ) .
لكن يتجدد السؤال القديم عن مصدر الماضي ( أو البداية أو الخلق ) ، لكن مع سؤال جديد _ أكثر غرابة حول مصدر الزمن والمستقبل خاصة ؟!
هذه العبارة مكثفة ، وخلال النصوص القادمة سأعمل على تفكيكها وإضاءتها بوضوح على قدر خبرتي وتجربتي .
....
الحاضر يغلب عليه الصفة النسبية ، على حساب الجانب الموضوعي .
وعلى العكس بالنسبة للماضي أو المستقبل ، حيث يغلب الجانب الموضوعي على النسبي .
بعبارة ثانية ، في الحاضر تمثل الموضوعية الصفة المتنحية أو الثانوية ، بينما في المستقبل او الماضي العكس هو الصحيح ، حيث الموضوعية هي الصفة الراجحة والأساسية ، بينما النسبية هي الصفة المتنحية والثانوية .
....
" أنا جائع للحوار "
سعد الله ونوس .
1
ما العلاقة ( أو العلاقات ) التي تربط بين الماضي والمستقبل ، والحاضر أيضا ؟!
لا أدعي أنني أعرف الجواب .
لكن ، عبر هذا البحث ( الحوار المفتوح ) ، تكونت لدي تصورات جديدة ، وأعتقد أنها تستحق التدوين والقراءة بجدية ، واهتمام .
( وربما تستحق أن تكون مقدمة لحوار ثقافي مفتوح ،
ليت سعد الله ونوس ما يزال بيننا ! ) .
....
قبل البدء بمحاولة الإجابة ، أذكر بالمشكلة العقلية بدلالة الزمن .
توجد ثلاثة أخطاء بشرية في التعامل مع الزمن أو الوقت ، يمكن ترتيبها ، باختزال شديد :
1 _ التعامل مع اليوم ( أو الساعة ) كوحدة منفصلة ، ومستقلة عن بقية العمر .
2 _ التركيز الزائد على الحاضر ( أو الماضي ) ، وعلى حساب المستقبل دوما .
ونتيجة الخطأين السابقين والسائدين ، ينتج المرض العقلي .
يتمثل المرض العقلي بالنسبة للفرد ، بالفجوة بين العمر البيولوجي وبين العمر العقلي ( العاطفي والاجتماعي والروحي وغيرها ) .
ناقشت هذه المشكلات الثلاثة ، عبر نصوص سابقة ومنشورة .
( وفي حال حدث تغير على فهمي السابق ، إضافة أو تصحيح أو حذف ، أعود إليها ) .
بينما يتمثل المرض العقلي للمجتمع أو الدولة بالسلطة غير العقلانية .
السلطة العقلانية مؤقتة بطبيعتها ، وهي منتخبة بطرق ديمقراطية ، وتنسجم مع الميثاق العالمي لحقوق الانسان .
كل سلطة عدا ذلك غير شرعية ، وهو تقود الدولة والمجتمع في اتجاه المرض العقلي :
اليوم أسوأ من الأمس وأفضل من الغد .
وهذه الفكرة ، تكملة وشرح لموقف أريك فروم من السلطة وخاصة كتاب المجتمع السليم .
....
2
ما هو الماضي ؟
أعتقد أن الماضي أحد نوعين أساسيين : زمن ، أو حياة .
كما أن للماضي أشكال لا تحصى ، أو تقسيمات بدلالة الكمية ( زمن أو حياة ) .
1 _ الماضي الزمني ، وحدته الأساسية اليوم ( بدلالة مضاعفاته ، كالسنة والقرن ، والمليون ... ) أو ( بدلالة أجزائه ، كالساعة ، والدقيقة ، والنانو ... ) .
مثلا نحن جميعا ، القراء والكاتب ، كنا في الأمس والسنة الماضية وأغلبنا نعيش في حاضر مشترك منذ عدة عقود ( أفترض أن جميع قرائي فوق الثلاثين ، وأعتذر من الأكثر شبابا ) .
2 _ ماضي الحياة ، وحدته الأساسية المرحلة العمرية ( طفولة ، مراهقة ، شباب ، كهولة ، شيخوخة ...) .
نحن نعرف وبشكل مباشر عمر الانسان الذي نقابله ، طبعا بشكل تقريبي وبدلالة المرحلة العمرية التي يمثلها ( 1 _ طفولة ومراهقة 2 _ شباب ونضج 3 _ كهولة وشيخوخة ) .
أعتذر عن التعمية شبه المقصودة ، من غير اللائق التحدث بالعمر ، خاصة بعد الخمسين .
....
الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ؟!
الحياة :
ولادة _ موت ( أو بداية _ نهاية ) .
قديم _ جديد .
ماض _ حاضر .
الزمن :
نهاية _ بداية ( أو موت _ ولادة ) .
جديد _ قديم .
مستقبل _ حاضر .
تتكشف المشكلة اللغوية بوضوح ، بعد تحديد مراحل حركة الزمن ، مقابل مراحل حركة الحياة . حيث يبرز التناقض بين مصطلحات الحياة ومصطلحات الزمن .
بعبارة أخرى ، يمكن مقابلة اللغة الحالية ( العربية ، لا أعرف درجة المشكلة في بقية اللغات ، لكن الاختلاف كمي وغير نوعي كما اعتقد ) بالنظام العددي الصحيح ، الذي يتكون من قسمين متناظرين ( الأعداد الموجبة مقابل الأعداد السالبة ) .
المستوى اللغوي في العربية ، يشبه حالة النظام العددي الأولي ( من الصفر إلى اللانهاية الموجبة فقط ) .
اللغة العربية بوضعها الحالي لا تكفي للتعبير عن الجدلية العكسية بين الحياة والزمن بشكل واضح ، ودقيق .
3
ما هو مصدر الماضي ؟
للماضي مصدرين ثابتين :
1 _ الماضي القديم أو الأبعد ( أو الأزل ) ، وهو يقارب بدء الحياة .
ربما يكون ماضي الحياة بدأ قبل ماضي الزمن ، أو أنهما يتزامنان في نقطة البدء .
( لنتذكر أن مصدر الحياة من الماضي إلى الحاضر ، وبالعكس مصدر الزمن من المستقبل إلى الحاضر ) .
2 _ المصدر الجديد ، أو الحاضر ، حيث الماضي الجديد هو نفسه الحاضر القديم .
مثلا هذا اليوم الثلاثاء 9 / 2 / 2021 ، يمثل الحاضر حتى الساعة 12 ليلا .
وبعدها يصير هو نفسه الماضي الجديد ( الأمس ) ، وبعد يوم يتقادم ، ( يصير أمس الأول ) ، وهكذا في سلسلة غير منتهية .
أو لا يمكننا معرفة نهايتها ، ضمن شروطنا الحالية .
....
....
الواقع الموضوعي 2 _ ف 2
1
الحياة لا تعود إلى الوراء .
عودة الشيخوخة إلى الشباب وهم قديم ، قدم الإنسانية والمعرفة .
هذه الحقيقة المرعبة : الموت في النهاية ، مصدر ثابت لإنكار الحقيقة أو الواقع الموضوعي .
لا أريد الدخول في جدالات عقيمة ، فقط أشير إلى أن هذا النص يتبنى المنهج العلمي كمرجع أول للحقيقة الموضوعية . بدوره المرجع العلمي يتمحور حول الدليل التجريبي ، أو المنطقي في حال تعذر التوصل إلى دليل تجريبي . بعبارة ثانية ، المنطق والفلسفة والآداب والفنون ومعها الأديان والتنوير الروحي وغيرها ، لها تعبيراتها وأدواتها الخاصة عن الحقيقة بدون شك ، ولكنها دون المعرفة العلمية بطبيعتها ، وأدنى منها بدرجة .
....
عبارة الحياة لا تعود إلى الوراء تمثل نصف الحقيقة ( أو الواقع الموضوعي ) .
وينبغي تكملتها بعبارة ، الزمن لا يعود إلى الوراء أيضا .
والمعنى الصحيح والمتكامل للعبارتين ، لا يمكن العودة إلى الماضي ولا القفز إلى المستقبل .
ومع ذلك نحن لسنا عالقين في الحاضر ، بل نعيش في الماضي والمستقبل بالتزامن .
2
تتكشف المشكلة اللغوية بوضوح عبر وضع العبارتين معا .
الحياة لا تعود إلى مرحلة سابقة ، ولا يمكن فعل ذلك .
تسلسل حركة الحياة : 1 _ ماض 2 _ حضور ( حاضر ) 3 _ مستقبل .
الحضور ينتقل في اتجاه ثابت : من الماضي إلى الحاضر ، فالمستقبل أخيرا .
أو الماضي الحي ينتقل نحو اتجاه وحيد إلى الحضور والحاضر .
هذا الاتجاه الثابت للحياة في أي مكان وزمان ، وبلا استثناء ( من الماضي إلى المستقبل ، ومرورا بالحاضر ) .
الزمن لا يعود إلى الوراء ، أي أن الزمن لا يعود إلى مرحل سابقة ، ولا يمكن فعل ذلك .
تسلسل حركة الزمن : 1 _ مستقبل 2 _ حاضر ( أو حضور ) 3 _ ماض .
الحاضر الزمني ينتقل في اتجاه وحيد : من الحاضر إلى الماضي .
أيضا المستقبل ينتقل في اتجاه وحيد : إلى الحاضر والحضور .
هكذا يلتقي الحاضر ( الزمن ) مع الحضور ( الحياة ) خلال مكان ( محضر ) .
هذه الظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ، ما يحولها إلى حقيقة علمية .
3
تتولد أسئلة جديدة عن مصدر الماضي ومصدر المستقبل ، أو بعبارة أوضح عن مصدر الحياة ومصدر الزمن ؟!
ليس لدي أية أفكار في هذا الجانب ، وأعتقد أنها سوف تكون الأسئلة المحورية في علم الزمن ، الذي آمل أن لا يتأخر تأسيسه ... أسوة بعلم النفس الصناعي مثلا ، أو بالذكاء الاصطناعي .
....
الماضي حياة وزمن ، الحياة بالتزامن مع الزمن وربما تسبقه .
المستقبل زمن وحياة ، الزمن بالتزامن مع الحياة وربما يسبقها .
بينما الحاضر والحضور والمحضر متلازمة ، تشكل ما يسمى بالواقع الموضوعي .
هذه الفكرة استنتاج منطقي ومباشر ، تقبل الملاحظة والتجربة .
4
الزمن لا يقبل العودة إلى الوراء .
تعني العبارة ، أن الحاضر لا يمكن أن يعود إلى المستقبل .
هذه الفكرة جديدة بطبيعتها ، وتختلف عن الثقافة السائدة .
تعذر عودة الحياة إلى الوراء ، تعني عدم إمكانية عودة الحاضر إلى الماضي بدلالة الحياة فقط ( الزمن بطبيعته يتحول من الحاضر إلى الماضي ) .
بكلمات أخرى ،
الوجود ( حياة وزمن ومكان ) يحدث هنا _ عبر الحاضر والمحضر والحضور بالتزامن .
هنا مزدوجة ، بل ثلاثية بطبيعتها ، حيث تتضمن هناك ( المزدوجة أيضا ) في اتجاهين الماضي والمستقبل بالتزامن .
أتفهم عسر الفقرة ، أو ركاكتها ربما !
....
حركة الواقع الموضوعي لها سرعة ثابتة ، وفي اتجاهين متعاكسين ( الحياة والزمن ) .
لكن توجد مشكلة ، غير محلولة بعد حول حركة الحياة .
هل للحياة حركة تعاقبية أيضا ، تعاكس الحركة التعاقبية للزمن ؟!
الأرجح كما أتصور ، أن حركة الحياة تختلف عن حركة الزمن بعدم وجود حركة تعاقبية ( خطية ) ، تعاكس حركة الزمن ، بل تقتصر حركة الحياة على رد فعل على الزمن .
( هذه الفكرة جديدة ، وما تزال في طور البناء ، سيتوضح الموقف منها خلال الحوار ...) .
....
ملحق 1
الانسان ....
يوجد الانسان في العالم عبر 3 مستويات :
1 _ المستوى الفردي .
2 _ المستوى الاجتماعي .
3 _ المستوى الإنساني .
يقابلها في الدماغ الحالي للفرد ، 3 مستويات أيضا :
1 _ دماغ الزاحف .
2 _ الدماغ الاجتماعي .
3 _ الدماغ الإنساني .
هي مختلطة صحيح ، لكنها منفصلة أيضا .
يميز بينها طالب _ة طب في السنة الثانية وبسهولة .
....
دماغ الزواحف يتحكم بالآن ، والحاضر ، على شكل مشاعر وأحاسيس ورغبات .
وهو الأخطر ، لأنه يتحكم بالعمليات اللاإرادية مثل حركة القلب والتنفس وغيرها .
الدماغ الاجتماعي يتحكم بالعمليات اللاشعورية .
ويتحكم بالماضي والعواطف .
الدماغ الإنساني يتجه نحو المستقبل بطبيعته .
....
الفرق بين فرد وآخر ، هو في درجة استخدام الدماغ الإنساني .
يتنوع الفرد الإنساني بين حدين : أسوأ كائن حي على الأرض والكون أيضا ( الجانب الشيطاني في الانسان ، وبين أفضل كائن في الكون ( الجانب الإلهي ) .
هذا الموقف أكثر من رأي ، وأقل من معلومة .
....
....
الواقع الموضوعي 3 _ ف 3

من أين يأتي المستقبل ؟!
....
الثقافة العالمية الحالية رباعية البعد ، وتنطوي على مشكلة مزمنة ، معقدة ومركبة :
الغرق في التفاصيل مشكلة العلم .
القفز فوق المتناقضات مشكلة الفلسفة .
تفضيل الموت على الحياة مشكلة الدين .
إنكار الواقع الموضوعي ، الماضي والمستقبل خاصة ، مشكلة التنوير الروحي .
....
المستقبل يشبه الماضي في المكونات والحدود ، ويعاكسه في الاتجاه ، ولهما نفس سرعة الحركة وهي التي تقيسها الساعة ( الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت ) . ويشتركان في الحاضر ، كيف ولماذا ؟!
ما تزال هذه الأسئلة ، وغيرها في مجال المسكوت وعنه وغير المفكر فيه لا في العلم ، ولا في الفلسفة ولا في الثقافة العامة الأدبية والفكرية والفنية وغيرها ، فقط في أفلام الخيال العلمي ، حيث تطغى البهرجة مع العاب الخفة التي تقارب الشعوذة بالفعل .
فكرة السفر في الزمن كمثال ، يحبها الجميع وبنفس الوقت يعتبرون أن الزمن مجرد تركيب عقلي وثقافي مثل اللغة والرياضيات ، وليس له وجود واقعي وموضوعي .
يأتي المستقبل من مصدرين وجهتين متعاكسين :
1 _ المصدر الأول مستقبل المستقبل ( أو الأبد ) يتعذر معرفته .
مصدر المجهول والطفرة والصدفة والاحتمالات ، وهو غير مباشر ، غامض ومبهم بطبيعته .
2 _ المصدر الثاني ، الحضور والحاضر الحي يتحرك في اتجاه المستقبل بسرعة ثابتة ، هي نفس سرعة ابتعاد الماضي عن الحاضر _ وهي التي تقيسها الساعة .
....
بعد تحديد أصغر من أصغر شيء ( اللانهاية السالبة ) ، مقابل أكبر من اكبر شيء ( اللانهاية الموجبة ) ، بالتزامن مع محاولة فهم الصفر ( طبيعته وحدوده ومكوناته ) ، تتكشف طبيعة الواقع الموضوعي ، بدرجة أعلى من الوضوح والدقة .
عرفت الصفر من خلال لعبة الورق ( الشدة ) ، أكثر مما عرفته ، أو عرفت عنه ، خلال دراستي كلها من الابتدائية إلى الجامعة وما بعدها .
يميز لاعبو الشدة بين ثلاثة قيم للصفر ، هي من الأعلى على الأدنى :
1 _ الصفر الموجب .
وهو يمثل المرحلة الأولى ، عندما تكون نتيجة اللاعب تتناقص من الموجب إلى السالب .
يتضح تماما في بداية الخسارة ، بعدما تتجاوز الصفر إلى القيم السلبية .
2 _ الصفر الحيادي .
أو المرحلة الثانية ، لا وجود لها في لعبة الشدة ، ولا في ألعاب الحرب أيضا ، بما فيها الجدال والنقاش وبقية أشكال الحروب الكلامية السائدتين في الثقافتين العربية والاسلامية وغيرها .
3 _ الصفر السالب .
وهو يمثل المرحلة الثالثة ، عندما تكون نتيجة اللاعب الخسارة الصريحة .
لكنه يتضح في اتجاه الربح ، حيث الانتقال من القيم السلبية إلى الإيجابية .
....
تحديد الماضي أو المستقبل ، وأنواع العلاقة بينهما ، بشكل علمي ( منطقي أو تجريبي ) تشبه عملية تحديد اللانهايتين السلبية والايجابية بدلالة الصفر .
ومن المعروف ، البديهي والمتفق عليه ، أن الحاضر يمثل _ ويجسد _ الحيز بين الماضي والمستقبل ( العتبة أو الفجوة أو الجسر ) . من بين المصطلحات العديدة ، التي تمثل الحاضر والحضور والمحضر ، أفضل مصطلح العتبة واعتقد أنه التمثيل الصحيح للحاضر ( طبيعته وماهيته وحدوده ) .
الحاضر يغلب عليه الجانب النسبي ، أو الصفة الراجحة ( بحسب مصطلحات ماندل أحد أوائل مؤسسي المنهج العلمي ) ، بينما الحاضر الموضوعي يمثل الصفة المتنحية في الحاضر .
يمكن التعبير عن الحاضر بالصيغة الثنائية : حاضر سلبي وحاضر موجب .
لكن الأكثر دقة ، التعبير عنه بالصيغة الثلاثية ( المزدوجة أيضا ، حيث تتعاكس بين الزمن والحياة ) :
الحاضر بدلالة الحياة :
وفق التسلسل 1 _ الماضي 2 _ الحاضر 3 _ المستقبل .
1 _ المرحلة الأولى ( الماضي _ الحاضر ) ، او البداية .
2 _ المرحلة الثانية ( الحاضر 1 _ الحاضر 2 ) ، أو المباشر ( الراهن والحالي وغيرها ) .
3 _ المرحلة الثالثة ( الحاضر _ المستقبل ) ، أو النهاية .
بدلالة الزمن على العكس تماما ، وفق التسلسل :
1 _ المستقبل 2 _ الحاضر 3 _ الماضي .
والمراحل متعاكسة أيضا ، بينما المرحلة الثانية مشتركة ، حيث أن الحياة والزمن نخبرهما في المرحلة الثانية فقط ، ونجهلهما في المرحلتين الأولى والثالثة بشكل مباشر .
....
ملحق
كيف يمكن التمييز بين النسبي والموضوعي بدلالة الحاضر مثلا ؟!

اليوم الحالي 11 / 2 / 2021 ....الخميس .
هل هو يمثل الحاضر الموضوعي أم الحاضر النسبي ؟
المفارقة أنه يمثل الاثنين ، لكن مع أرجحية للنسبي على الموضوعي .
وعلى عكس ذلك ، بالنسبة إلى الماضي أو المستقبل حيث الأرجحية للصفة الموضوعية على حساب الصفة النسبية .
مناقشة هذا الأمر سوف تكون على مراحل متتابعة ، بسبب صعوبة الموضوع ، والأكثر أهمية بسبب المشكلة اللغوية التي تتطلب الحل الفردي ، طالما الحل الاجتماعي _ الثقافي مؤجل ولا أحد يعرف إلى متى .
بعبارة ثانية ،
المشكلة اللغوية تمثل فرض عين على كل كاتب _ة بالعربية ، وأعتقد أن المشكلة نفسها تتعمم على جميع اللغات ، والفرق بالنسبة لا بالنوع .
مشكلة اللغة ( الزمنية ) تشبه مشكلة اللغة ( الذكورية ) ، حيث في اللغات الحديثة تخف المشكلة لكنها تبقى موجودة ولو بدرجات متفاوتة بين لغة وأخرى .
....
اليوم الحالي ( الخميس 11 / 2 / 2021 ) يجسد الحاضر والحضور والمحضر بالتزامن خلال 24 ساعة ، تنتهي الساعة 12 مساء .
بعدها يصير في الماضي _ إلى الأبد .
قبل ذلك كان يمثل المستقبل بدلالة الحياة ، والماضي بدلالة الزمن .
أعتذر من القارئ _ة الجديد _ة ...يصعب فهم هذا النص بدون الاطلاع على ما سبقه .
....
....
المشكلة اللغوية بدلالة الزمن :
في الحياة نادرا ما تتحقق المعادلة النظرية : 1 + 1 = 2 .
فهي تتواجد غالبا في إحدى الحالتين : إما أكبر أو اصغر من 2 .
بينما المساواة ، هي حالة خاصة وافتراضية ، اكثر منها حقيقة موضوعية .
بالعودة إلى المثال السابق ، طالب _ة في صف ، في أحد الوضعين :
1 _ حالة وجود ثلاثة طلاب يحملن _ ون نفس الاسم : سام أو سلمى .
بهذه الحالة ، يكون عدد الطلاب والطالبات عشرة بينما عدد الأسماء سبعة فقط .
وتتوافق مع المعادلة :
1 + 1 = أقل من 2 .
2 _ حالة وجود ثلاثة طلاب يحملون عدة ألقاب ـ بالإضافة إلى أسمائهم المختلفة :
عماد وياسر ولؤي ، مقابل سمر وريم وديمة ( هي تسمية الأم أو الأب أو الأخوة ...) .
بهذه الحالة ، يكون العكس ، عدد الطالبات والطلاب عشرة بينما الأسماء 13 .
وتتوافق مع المعادلة :
1 + 1 = أكثر من 2 .
....
ملحق
المعادلة الشهيرة ، السابقة تنطوي على مفارقة لطيفة ....
الكلمة نفسها مزدوجة ، دال ومدلول ، بينهما فجوة لا يمكن تجسيرها .
بعبارة أخرى الفجوة بين الكلمات والأشياء ، تجعل من المستحيل تحقيق المعادلة السابقة خارج الرياضيات أو المنظومات الرمزية .
مشكلة مزمنة " الفجوة بين الكلمة والمعنى ، مع الأيديولوجيا أو الوعي الزائف " مصدر ثابت لسوء الفهم ، موروثة من ثقافة القرن العشرين ، وما تزال .
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. امتعاض واعتراض وغرامات.. ما رأي الشارع العراقي بنظام المخالف


.. عبد الله حمدوك: لا حل عسكريا للحرب في السودان ويجب توحيد الم




.. إسرائيل أبلغت دول المنطقة بأن استقرارها لن يتعرض للخطر جراء


.. توقعات أميركية.. تل أبيب تسعى لضرب إيران دون التسبب بحرب شا




.. إبراهيم رئيسي: أي استهداف لمصالح إيران سيقابل برد شديد وواسع