الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على دروب الذكريات

ياسر إلياس
شاعر

2021 / 2 / 12
الادب والفن


يا مَنْ أخذتِ أخا الهوى عن نفسه

حتَّى غَدوتُ كأنَّني ذاتانِ

ما بينَ بارحةٍ مضتْ وَ غدٍ أتى

سالَ الدَّمُ القاني على الصُّلبانِ

عُودي إليه وَدودةً مودودةً

ما أصعبَ الهُجرانَ بعد تداني

أشكو الزَّمانَ لأهلهِ مِن أهله

إنَّ الزَّمانَ كأهلهِ أضناني

ألمُ النَّوى بعد الوِصالِ شِقاوةٌ

إنَّ الفؤادَ ينوءُهُ جمرانِ

لو أُلْقِيَتْ مِن بعضِ ما بِي ذرَّةٌ

للنَّاس لانسكبوا مِنَ الذَّوبانِ

إنِّي أروِّضُ مهجتي لكنّه

ماذا يروِّضُ فورةَ البركانِ

أنا مُنذُ جاستْ فيكِ عينيَ مرةً

سافرتُ في دُنيا من الهذيانِ

أنا كيفَ طاوعتُ الفؤادَ وَ لم يكنْ

عشقُ الصَّبايا و الهوى من شاني

لكنَّها النَّفسُ التي جُبِلتْ على

رَهقِ الصَّبا و مشقَّةِ الهَيَمَانِ

كمْ مِن قتيلٍ خرَّ في ساحاتِه

همِداً و طاحَ أشاوسُ الفُرسانِ

و كبا جَوادٌ عنْ جَوادٍ دونه

و مُناهُ فيما رامَ مَيْنُ أماني

لذَّتْ بِفِيهِ الشَّاربينَ سُلافُها

وَ زُعافُها في رَغوةِ الفنجانِ

حَسُنتْ بعين النَّاظرينَ شموسُها

وَ جحيمُها غُولٌ بلا أسنانِ

كالشَّوكَرانِ يميسُ في لألائه

وَ عُروقهُ ملأى مِن القطرانِ

أوْ مثلَ دِفلى الزَّهرِ في إشراقها

وَ لديغُها قلبٌ بلا خَفَقانِ

عذلوا بلا عُذرٍ وَ لو عَرفوا لَمَا

عذلوا بلا عذرٍ جنونَ جَناني

أنا عِشتُ عُمري كُلَّه في عِزَّةٍ

أَوَ ما ترينَ مذلَّتي و هواني

إنَّ الَّذي أبلى كُثيِّر َ عزّةٍ

و ابنَ المُلَوَّح في الهوى أبلاني

مهما نسيتُ فلستُ أنسى حينما

عقدَ الأسى يومَ الرَّحيلِ لساني

و عصى الكلام و مقلتايَ اغرورقتْ

و اجْتاحَ بردُ كآبةٍ أحضاني

غُضِّي جناحكِ في الوِداد فإنني

رجلٌ أردُّ العُرف بالعِرفانِ

مُدِّي بِساطَ الأَرْيحيَّة و النَّدى

إنَّ الغرامَ لظىً بِلا تَحنانِ

إنِّيْ إذا ما الذِّكريات قَدَحْنَنِي

أطلقتُ في ريح الحنينِ حِصاني

أنا كلَّما أسلو أثَرْنَ عواطفي

وَ الذكرياتُ مباعثُ الأشجانِ

أيَّامَ كانتْ للشَّبابِ رُعونةٌ

تُغضى و لا بأسٌ على الفِتْيانِ

أفلَ الزَّمانُ و لا أفولَ لطيفه

فطيوفُه تَعصى على النِّسيانِ

قَبعتْ من الأرواح في سِدراتِها

وَ استأثرتْ منها بكلِّ مكانِ

تحثو التُّرابَ سُدىً على أصدائِها

و َ سِياطُها كالجَلد في الأبدانِ

جاشتْ وَ جشتُ و جاشَ من غلوائها

ما جاشَ بالنَّاقوس في الرُّهبانِ

وَ حمامةٍ رقَّتْ لحالي إذ رأَتْ

نَوحاً كَنوحِ القُبَّراتِ عَداني

قالتْ و قدْ لاحتْ عليها عَبرةٌ

ممَّا تُكابد ُ يا فتى و تعاني

فأجبتها أنَّ الصَّبابةَ مُرَّةٌ

و َ تَفُتُّ كالأحجار في الوجدانِ

قالت و قد غصَّتْ وَ بَحَّ هديلُها

وَ رُعاشُها بادٍ على الأغصانِ

اذهبْ فقد أعيا الدَّواءُ أَطبَّةً

في سالفِ الأيامِ و الأزمانِ

يعلو الهوى أبداً و لا يُعلى على

حُكمِ الهوى في كفَّةِ الميزانِ

لا ينضوي إلَّا إلى سُلطانِه

كالبرقِ أوْ كالرَّعدِ و الفيضانِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما