الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة سيمولوجية أولية في فيلم - الآزرق هو أدفئ الألوان: حياة أديل-

محمد احمد الغريب عبدربه

2021 / 2 / 12
الادب والفن


امتلئ الفيلم بنواحي سيمولوجية متعددة، فالافلام منها ما يمتلئ بالعلامات الاشارية المتعددة، ومنها ما ينقص فيه ذلك النوعي السيمولوجي، ولكن فيلم المخرج التونسي الفرنسي عبد اللطيف كشيش يزدهر بالعلامات السيمولوجية والابعاد الثقافية والاحتواء الحياتي العلاماتي، وهو اتضح في اكثر من فيلم له ومنها فيلم فينوس السوداء، وافلام اخري له فهو حافل بالاشارة الي العلامات في الحياة وفي الصورة السينمائية، وفي السياق التالي مجرد مقاربة اولية للابعاد السيمولوجية لفيلم اديل، او مقاربة لبعض الابعاد العلاماتي في تحليل الفيلم.
العلامات العرفية والطبيعية
للعلامات والسيميولوجيا أو الدول اللغوية أو الرمزية نوعين سواء أكانت طبيعية أم اصطناعية عرفية تم الاتفاق عليها بين البشر مثل اللغة الإنسانية ولغة إشارات المرور، والطبيعة هي التي وجدت بشكل عفوي مثل الحيوانات واصواتها وظهور عناصر الطبيعة والمحاكيات الدالة على التوجع والتعجب والألم والصراخ، ويلاحظ ان الفيلم حظي بهذين النوعين من العلامات، فهناك العلامات الطبيعية، مثل تعبيرات الوجوه ونظرات العيون وذلك ظهر في التمثيل في الفيلم. وايضا الكثير من السيمولوجيات الطبيعية، وسيتم سردها في السياق التالي ومنها السيمولوجيا السحاقية، والسيمولوجيا الماركسية، وسيتم ايضا التطرق الي السيمولوجيات العرفية الاصطناعية وهي الجانب الاخر من تصنيف علم العلامات.
سيمولوجية سحاقية
فهناك ايضا مشاهد الايروتيك بين اديل وايما والتي تكررت اكثر من مرة، في مشاهد طويلة، وهي تحيي بعلامات ايروتيكية طبيعية بحتة، فليس هناك اثارة اصطناعية، او علامات رمزية، انما هناك سيمولوجية ايروتيكية مباشرة وصريحة، وهي جماليات فيلمية صريحة ومباشرة استخدمها المخرج في سردية فيلمية بشكل نموذجي، فكان سيمولوجية عري الجسد، وسيمولوجية الاهات والصوت، وسيمولوجية المضاجعة السحاقية، فكانت سيمولوجية سحاقية ثورية، اعلان ايروتيكي بحرية المرأة في ممارسة الجنس مع مثيلتها من البنات، سيمولوجية ماركسية سحاقية بين امرأتين لا يخبئان حقيقتهم، الا في بعض المشهدية خاصة من جانب اديل.
سيمولوجية ماركسية
وهناك سيمولوجية ثورية تمثلت في المظاهرات التي شاركت فيها اديل للمطالبة بحقوق العمال ورفض تسريحهم ورفض ايضا مشروعات الخصخصة، واضافة ميزانية اخري للتعليم ومطالب اخري مرتبطة بالريف والمدينة والنبذ الاجتماعي في المظاهرة، فهي دلالة ثورية لاثبات الحقوق، وهذه المشهدية الثورية تضعنا امام سيمولوجية ماركسية تنسجم مع السيمولوجية السحاقية، فالايروتيك والاحتياج الجنسي مطلب ثوري، والحياة الاقتصادية وحقوق العمال والثورة العمالية ايضا مطلب ثوري، وهي اشارة ودلالة وربط بين الجنس والاحتياج الاقتصادي، واشارة لوجود مطلبين ثوريين، حرية الجنس وحرية المعيشة وتحقيق العدالة الاقتصادية، وكلها اشارات ثورية واضحة ومباشرة في المشهدية.
اشارية افتتاحية
نجح المخرج في الاشارة الي موضوع الفيلم من خلال مناقشة رواية تتعرض لعلاقة الحب بين الطرفين، ودور المرأة،وذلك خلال حصة في المدرسة الثانوية التي تدرس فيها اديل بطلة الفيلم وهو اذعان اشاري عن مجريات الفيلم واحداثه، أنه فيلم عن الحب، ممارسة سينمائية للتعبير عن قصة حب قادمة، بالاضافة الي اشارة الي بداية مثلية اديل، خلال قيام احد فتيات الفصل في المدرسة الثانوية بتقبيلها ولكنها رفضته وقالت لها انها قبلة عابرة، فشعرت بحيرة وانها تميل الي نوع جنسها وه>ه اشارة ثانية للافتتاحية الفيلم وقصته. وهي علامات اشارية للافتتاحية بشكل سردي، وليس ايقونية العلامات او هناك صورة او مناحي جمالية لعلامات الفيلم.
السحاقية الفرجية
يلاحظ ان طول مشاهد الايروتيك بين ايما واديل ليست دعوة نحو الفرجية الجنسية البحتة، ولكنها متناقضة بعض الشئ، فهناك علامة ودلالة للاصطناعية، خاصة ان الابعاد الرومانسية منسحبة للغاية، بجانب دسامة ورتابة النواحي والتفاصيل الجنسية، وتساوي مهارتين في الممارسة السحاقية، رغم وجود خبرات اوسع لدي ايما بعكس اديل التي لم تحظي باي خبرات سحاقية سابقة، وهنا دلالة علي سحاقية بورونوغرافية في التنفيذ الاخراجي وليس الرؤية الاخراجية او السياق الفيلمي العام، ووفقا للنظرية البارتية في العلامات الامر هنا يقترب نحو الفرجية السحاقية ولكن بنحو متوسط، فالامر ليس عرضا تشكيليا واثاريا للجنس السحاقي، انما عرضا ثوريا وتقدميا للجنس السحاقي، فبارت الفرجي الاصطناعي تحقق هنا في المشهدية السحاقي لدي كشيش بنحو المنتصف فقط.
الابعاد الثقافية
يمتلئ الفيلم بالابعاد الثقافية والنواحي العلاماتية للحياة، فهناك تفاصيل واشارات لحياة الطلاب في المدرسة الثانوية، وهي تفاصيل للتعبير عن ثقافة ما، وايضا عن اشارات ثقافية وابعاد ثقافية لحياة اسرة اديل وحياة اسرة ايما، ممكن القول ان الفيلم في سردياته واحداثه يسير عن النهج الثقافي في عرض قصة الفيلم، وليس قصة درامية معتادة، ولكنها تغوص في تفاصيل الحياة الفرنسية، بين اسرتين، وبين قصة مثلية بين بنتين، وايضا عن ابعاد ثقافية عن ايما، فيام يتعلق بعلاقتها بالفنون والرسم، وعلاقاتها في المجال ومع اصدقائها الرسامين الاخريين، ومدي تأثير مثليتها في مستقبلها في مجال الرسم والفنون التشكيلية.
وهناك اشارة ثقافية مهمة جدا، وهي لون شعر ايما وهو الازرق، وايضا لون الشرشفات في سراير ايما واديل، وعلاقة ذلك بعنوان الفيلم الازرق ادفئ الالوان، وهو يثير سؤال علاقة الازرق بالعلاقة، فهو له دلالة متعددة بحيثيات اللون، فهو يشير انه لون بارد، ويشير أيضا انه دليل علي الاثارة والحماسة ويرتبط بشكلٍ كبير بالسماء الصافيّة والمياه الهادئة، وله دلالة علي الذكاء، والسلطة، والثقة والكرامة. وادراك اللون يختلف من ثقافة الي ثقافة، فبعض دلالاته ترتبط بعلاقة ايما باديل، وهو اللون الحماسي ولكنه اللون الغاضب البارد وهو ما حدث في فقدان علاقتهم، وايضا هو دليلا علي انها علاقة خاصة وليس علاقة سوية منتشرة لا تتعرض للنبذ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-


.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم




.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3


.. فيلم مصرى يشارك فى أسبوع نقاد كان السينمائى الدولى




.. أنا كنت فاكر الصفار في البيض بس????...المعلم هزأ دياب بالأدب