الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات

وقار هاشم
ناشطة مدنية

(Waqar Hashem)

2006 / 7 / 26
حقوق الانسان


كان والدي حزينا ومتشائما بدرجة لم اعهدها لديه , في اخر مكالمة لي معه . وسبب ذلك كان التهجير القسري لعدد من سكان المنطقة الذين عرفهم وعايشهم لسنوات لا يتذكر عددها . وتهجيرهم جاء على خلفية كونهم من " الشيعة " . الحقيقة التي لم يعرفها والدي ولم يجهد نفسه اطلاقا لمعرفتها كل تلك السنوات . فقط الان عرف ان هذه العوائل شيعية , وانه لا يحق لهم العيش في منطقة تسكنها غالبية سنية , والعكس ينطبق على السنة الذين يعيشون في مناطق " الشيعة "اقول الان وبعد " التحرير العظيم " على ايدي قوات الاحتلال وفتح الابواب مشرعة لمليشيات العمائم البيض والسود لتعبث بتاريخ وعادات وتقاليد ووطنية العراقيين .
لقد اعادني حديثي مع والدي سنوات كثيرة الى الوراء , الى اوائل السبعينيات عندما قاطعت والدتي والى اللابد احدى معارفها واعتبرتها عنصرية لانها قالت : " تكرمين مسيحية " حين حدثتها عن احدى جاراتها المسيحيات . انه لفرق شاسع بين تلك الايام وهذه , ليس في موقف الناس والجيران والمعارف من بعضهم طبعا , لانني لا اشك مطلقا في انه مازال على حاله من الالفة والتضامن .. وانما في وجود هذه القوى الظلامية تشرد العوائل في وطنها في وضح النهار دون ان تجد من يوقفها عند حدها , ويمنعها من ممارسة هذا العبث البربري .
ان حديثي مع والدي ايقظني على حقيقة لم تعن لي شيئا قبل هذه اليوم وهي ان زوجي وزوجتي اخوي هم ايضا من الشيعة . فهل سيأتي علينا يوم يكون فيه مصيرنا كمصائر كريمة , ضوية , ام اكرم , ميسون وغيرهن ممن هجرهن نظام صدام الى ايران بحجة التبعية , دون ازواجهن لانهم كانوا " عراقيين " في عرف النظام ؟ هل ينتظرنا الفصل والتهجير نحن ايضا ؟ والى اين في هذه الحالة ؟ وكيف ستكون تبعية اطفالنا , لاية من العمائم يا ترى ..؟ ولا تنسوا حقيقة ان مثل هذا المصير ينتظر الالاف من العوائل العراقية . اية كارثة بشرية ستحل بوطننا حينذاك !!!وما هو الحل ؟
قد ابدو مغالية في التشاؤوم , لمني ااكد بان ما سرح اليه ذهني من صورليس مستحيل الحدوث لان المبدأ في التهجير هو ذاته , لدى صدام القديم والصداديم الحديثة , كذلك الهدف المتمثل في سحق وطنية العراقيين وتفتيت وحدتهم وتشويه تضامنهم وتسامحهم ... هو ذات الهدف الذي سعى اليه الدكتاتور القديم طوال سنوات حكمه الغابرة , والذي يسعى اليه الدكتاتوريون الجدد .
ان المطلوب لدرء حدوث هذه الكارثة ليس حدوث معجزة ما , وانما حدوث الوحدة الوطنية الحقيقية بين من يفترض انهم قادة المسيرة الجديدة للوطن وشحذ هممهم بجرعات عاليو من الوطنية والمزيد المزيد من حب الوطن والشعب كما هو بكل فسيفسائه ... لان هذا هو الدواء الشافي . ولا تقولوا ان هذا هو المعجزة بعينها , لان الكارثة حينذاك حالة بنا لا محالة !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا


.. عائلة فلسطينية تقطن في حمام مدرسة تؤوي النازحين




.. الفايننشال تايمز: الأمم المتحدة رفضت أي تنسيق مع إسرائيل لإج


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب




.. الوضع الإنساني في غزة.. تحذيرات من قرب الكارثة وسط استمرار ا