الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومات التكنوقراط والخبراء

مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)

2021 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: ما هو سبب رفضك لحكومات التكنوقراط والخبراء؟

مصعب قاسم عزاوي: إدارة المجتمعات تتم عبر السياسة التي لا يمكن أن تكون مبنية على آراء الخبراء «الزاعمين حيادية غير حقيقية وغير مفيدة إن وجدت». والسياسة يجب أن تكون معبرة عن مصالح الشعوب والمجتمعات التي تتحرك في فضائها، عبر مشاركة تلك الفئات الشعبية بشكل فاعل ومستدام ونقدي في صناعة تلك السياسة بكل تفاصيلها، وهي جوهر فكرة الديموقراطية التي استنبطها «المجتمع في أثينا مهد مفهوم الديمقراطية»؛ وهي السياسة بذلك الشكل لا يمكن أن تكون حيادية مبنية على الأرقام والخطط العلمية المحضة. فالديمقراطية الحقة، والحراك الاجتماعي المنعتق في كنفها لا بد أن يفضيا إلى رؤية جمعية للاتجاه الذي لا بد من سعي المجتمع تجاه تحقيقه وصياغة الملامح العامة لذلك التوجه بمشاركة كل المتشاركين في فضائه الجغرافي المجتمعي بشكل إرادي فاعل عارف ومستبصر بشروط الواقع المعاش، واحتمالات مآلات «السعي في ذلك الاتجاه»، وهو ما يعني من الناحية الفعلية «إرادة سياسية» ورؤية «معرفية إيدلوجية» مثلت المفتاح الأكثر نضوجاً في تغيير أنماط حياة الشعوب خلال مسيرة نهوض الجنس البشري سواء باتجاه أكثر في حضارية وإنسانية أو تقهقراً وتراجعاً ووحشية وبربرية.

ومن ناحية أخرى، أعتقد «بهرائية» مصطلح «الخبراء والتكنوقراط» في الميدان السياسي حسب شروطه «الراهنة كونياً» إذ يمثل ذلك الميدان بشكله العياني المشخص على المستوى الكوني حقلاً من حقول «هيمنة القلة من الأقوياء الأثرياء على طوفان المفقرين المستضعفين المسلوبين من كل قدرات الدفاع عن حقهم في حياة كريمة». وهو ما يعني بأن أولئك الخبراء وحتى إن كانوا أكثر أبناء البشرية «حيادية وطهرانية» عاجزون عن تحقيق أي فعل حقيقي إن كان يخالف مصالح «الأقوياء» الذين يريدون «التلطي» خلف «ستار التورية بحيادية التكنوقراط» لإخفاء جوهر أهدافهم المضمرة وآلياتهم الخبيثة في الحفاظ على هيمنتهم المطلقة على المجتمعات في أرجاء الأرضين، ووأد أي إمكانيات أو احتمالات لتقويض تلك الهيمنة.

وقد يكون هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية الأسبق، والذي يستحق برأي الكثيرين لقب «عراف هيمنة الأقوياء الذي لا ضير في منظاره بأي وسيلة مهما كانت خبيثة في سبيل تحقيق وتوطيد تلك الهيمنة»، أكثر بني طبقته من الأقوياء الأثرياء صراحة حين عَرّفَ «الخبير» وظيفياً بأنه «الشخص القادر على الإفصاح بلاغياً وعملياً عن الإرادة الجمعية لأولئك المتحكمين الفعليين بالسلطة»، وهو ما يسقط «ورقة التوت» عن أطروحة التكنوقراط في حيز السياسة العياني المشخص، و يُعرِّي عِوار ذلك الستار الخلبي الإيهامي بخبراءٍ «تلفيقيين» ما هم إلا «أبواق إعلامية ومفاتيح تنفيذية» يتحكم بها الأقوياء لإدامة «استبدادهم وطغيانهم وفسادهم وإفسادهم وغيهم» بأشكالها و تلاوينها المختلفة التي لا تغير من جوهرها القبيح الدميم شيئاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل دعا نتنياهو إلى إعادة استيطان غزة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تكثف الضغط على الجبهات الأوكرانية | #غرفة_الأخبار




.. إيران تهدد.. سنمحو إسرائيل إذا هاجمت أراضينا | #غرفة_الأخبار


.. 200 يوم من الحرب.. حربٌ استغلَّها الاحتلالِ للتصعيدِ بالضفةِ




.. الرئيس أردوغان يشارك في تشييع زعيم طائفة إسماعيل آغا بإسطنبو