الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يوجد فائض قيمة في الاتمتة!

ادم عربي
كاتب وباحث

2021 / 2 / 12
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


ينقسم الماركسيون الى قسمين ، قسم يرى ان الاتمتة تحقق فائض قيمة والقسم الاخر لا يرى ان الاتمتة تحقق فائض قيمة ، سيما وان كتابات ماركس حول الموضوع لا تدعم ايا من الرايين ، الا اننا يجب ان نسال انفسنا لماذا يستخدم الراسمالي الاتمتة ولماذا يُعظم من راسماله الثابت؟ عند انخفاض معدل الربح نتيجة المنافسة الشديدة بين الراسمالين يميل الراسمالي الى اخذ السبق على بقية الراسماليين بغية تحصيل اقصى الارباح ، لذلك يتجه نحو الاتمتة والتي في جوهرها الاستغناء عن العمال والتخلص من تبعات اجورهم وربما التخلص من النقابات وحقوق العمال وحتى الضرائب .
عند المنافسة في الانتاج يضطر الراسمالي الى تخفيض اسعارة لدرجه بعدها لا يستطيع التحمل ، فما نشاهدة اليوم هو منافسة اسعار خاصة اذا كانت المواد الخام تاتي من الصين ودول شرق اسيا والهند ، لذلك يصل الراسمالي الى نقطة مفصليه ، اما اغلاق مصنعه او اللجوء الى الاتمته من اجل تقليل ساعات العمل الضروري والاستيلاء عليه ، ولتحقيق ذلك يبدا بتضخيم راس المال الثابت على شكل الات ، ثقوم مقام العامل ، فهو لديه قدرة انتاج معينه تتطلب مثلا خمسين عاملا وهو يريد ان يحتفظ بتلك القدرة لذلك جهز المصنع بالات تحتفظ بنفس قدرة الانتاج ولكن مع تخفيض عمل اربعين عامل ، اي قام باقصاء اربعين عامل ولم يتبق له سوى عشرة عمال ، الالات استولت على اربعين فرصة عمل من حيث السرعة ووفرة الانتاج ، يكفي الان عشرة عمال مع الالات للاحتفاظ بنفس قدرة الانتاج ، ولنفرض ان الراسمالي كان يحقق نسبة ربح مقدارها عشرة في المئة في النظام السابق بعدما خفض اسعارة تحت مطرقة المنافسة ، الان هو سيستمر بنفس السعر ولكن لدية الان وقت عمل اربعين عامل ، سوف تضاف الى الربح ، ليكون الربح اعلى مع الاحتفاذ بنفس سعر السلعه من اجل استمرار المنافسة .
ما الذي حصل ؟ الراسمالي استولى على وقت عمل ضروري لاربعين عامل ، عن طريق شراء الات من مصانع اخرى تختزن في داخلها قيمة ، واستعمل هذه القيمه بدل العمال ، فالالة تنقل قيمتها الى المنتج الجديد ، وتبقى تنقل قيمتها دون زيادة او نقصان حتى تستهلك نهائيا ، ويتوجب عندها تبديلها وشراء ماكنه اخرى ، ان الراسمالي وضع في جيبه اربعين فرصة عمل هي من مكان اخر ، ان الراسمالي استعمل سلعة مصنع اخر تمتلك قيمة استعماليه وتبادلية قام مصنع اخر بانتاجها وهي تختزن بداخلها قدرة عمل اربعين عامل ، ان الراسمالي ربح ربحا كبيرا ، ولكنه من مكان اخر من فائض قيمة مصانع اخرى لذلك هو مستنزف للثروة الوطنيه بمقدار ما زاد ربحه عن اسلوب انتاجه السابق ، هو عمليا لم يحقق فائض قيمة لاكثر من عشرة عمال ، ولا يعني زيادة ربحه انه يحقق فائض قيمه اعلى اذا ما اعتبرنا الثروة الوطنيه وحدة واحدة ، فبدلا من تنميتها نهش الراسمالي منها .
لكن ممكن ان نسال السؤال التالي على القائلين بان الالة تحقق فائض قيمة ، اذا كان للعامل وقت عمل ضروري من انتاج فائض قيمة ، فما هو وقت العمل الضروري للالة؟ على الصعيد الاخر وهو ان الاله هي حصيلة او سلعة انتجها مصنع اخر وبالتالي تحقق فائض القيمة بانتاجها ، فهل يمكن تحقيق فائض قيمتين لنفس السلعة اذا ما تم استعمالها كما هي ، اي لم تتحول الى منتوج اخر؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بين القديم والحديث 1
محمد البدري ( 2021 / 2 / 12 - 20:55 )
الفاضل العزيز استاذ آدم عربي
قبل ان استهل نعقيبي، لي عتاب علي الحوار المتمدن كونه ادرج مقالك بعيدا عن الواجهه له رغم انه صادر اليوم اي من الجديد لو قارناه لاهميته في الفكر النظري للماركسية بما لاخرين كتبوا عما لا جدوي من الحديث فيه.
شكرا لك وتحياتي لهذا النقد الابداعي في فهم المستجد من الاتمته كطرف من اطراف علاقات العمل المؤدية للربح والفوائض.
سؤالك ما الذي حصل ؟ هو سؤال هام لانه يصب في نشأة الراسمالية ذاتها من حيث جلب كل ما ينتج سلعا الي منظومة عمل ذات علاقات جدل فيم بينها. ولان الراسمالية نشات متزامنة ان لم تكن في وحده واحدة مع بزوغ العلم الحديث فان تكنولوجيا الاتمتة اصبح شانها شأن قوة العمل البروليتاري, تساهم بقدراتها الالية في انتاج السلع بغزارة اكبر وبدقة اعلي وبالتالي غمر اوسع للاسواق. وهنا فان مقارنتها بقوي العمل البشرية يصبح جزءا رئيسيا في التساؤل الماركسي القديم اذا ما كان علينا بحث ازمة الفكر الرأسمالي التي انتقلت الي ازمة الفكر الاشتراكي بعد الاتمته مم حيث نصيب كل طرف في الفائض.
حدد ماركس قيمة الاجر بناء علي ساعات العمل وهو معيار يجعل للاتمته السبق ... يستكمل


2 - بين القديم والحديث 2
محمد البدري ( 2021 / 2 / 12 - 20:55 )
في حيازة الفوائض فالعلم والتكنولوجيا اصبحا ضمن الثروة الوطنيه وفي وحدة واحدة. ظلت قوي اليسار تكافح من اجل ساعات عمل الانسان بينما الفوائض الاكثر غزارة باتت تنتجها الاتمتة ولا يستولي عليها الا الراسمالي وعندها تضاءل اليسار وزاد الفقر واشتد غني اصحاب العمل.
انها معادلات جديدة لم تكن بهذا القدر من التعقيد زمن ماركس مثلها مثل معادلات شرودنجر التي لم تكن موجوده زمن نيوتن عند انتقال المعرفة من الاجسام البسيطة الي المعادلات الموجية.
تحياتي واعتزازي بطرحك لما يستجد


3 - الصديق محمد البدري
ادم عربي ( 2021 / 2 / 12 - 22:24 )
شكرا جزيلا على الاطراء ، اما موضوع الحوار المتمدن في تعامله مع مقالاتي يُجسد ويُعزز اطروحة الكاتب الكندي آلان دونو ، بالتالي قرائي يبحثون عني ، لذلك ما من مشكل عندي


4 - الصديق محمد البدري
ادم عربي ( 2021 / 2 / 12 - 22:37 )
الاتمتة على اهميتها في تحقيق اقصى الارباح لدى الراسمالي لكن تبقى محل شبه في انتاج فائض القيمة لكثير من الماركسين بسبب ان السلعة تاخذ قيمتها من عدد ساعات العمل الحي امخزون فيها وبالتالي هذا لا ينطبق على الريبوت ، في الطرف الاخر وكما ذكرت حضرتك ان الراسمالي يهمه الربح وراس المال الثابت او الريبوت جزء اساسي في عملية الانتاج ويراكم المال جنبا لجنب مع بقية وسائل الانتاج ، من الطبيعي ان يطرح رفيق السؤال التالي - ما المشكلة في ان مصنعا ينتج علبا معدنية للبيع ويستخدم الماكنات؟ لماذا لا ينتج فائض قيمة؟ وتجد في الطرف الاخر رفاق يطرحون الشؤال التالي- ما شكل المجتمع الذي لا يوجد فيه دخل لافراده لان الالة سحبت منهم رزقهم؟- وهم ايضا محقون...مودتي لك


5 - فلنفترض فرضية
محمد البدري ( 2021 / 2 / 14 - 03:16 )
أخي العزيز آدم عربي
تحياتي مجددا
في لحظات كثيرة يجمح بنا الخيال لكن ما سياتي قوله ممكن الحدوث.
ما رأيك في شكل المنظومة التالية:
راسمالي يمتلك مصنعا يدار باكملة بالروبوتات والاتمتة والميكنة فائقة التكنيك وليس لديه من عمالة بشرية سوي من يقومون بالخدمة ويعدون علي اصابع اليدين. يقابل هذا سوق متسع يسمح بامتصاص جميع منتاجات المصنع وادرار عوائدعالية.
فمهما اغدق بكرم زائد علي تلك العمالة ووفر لها كل ما تحتاجه ليس فقط من ضرورات المعيشة بل ولتمكينهم من حياة ذات رفاهية عالية فماذا سيكون مصير الباقي من عوائد السوق بعد خصم تكلفة الانتاج بكامل مشتملاتها؟
ومن يا تري يحق له المطالبة بتلك الفوائض؟
مع وافر مودتي واحترامي


6 - الصديق محمد البدري المحترم
ادم عربي ( 2021 / 2 / 14 - 08:52 )
ما ذكرته من مثال هو طابع الراسمالية بالبحث عن اقصى الارباح ، فيتم توظيف التكنولوجيا لهذا الغرض ، هناك جامعات ممولة من الراسمال لهذا الغرض ..الخ ، لكن قولك يغدق المال على بضعة عمال، لماذا؟ اشك ان يغدق عليهم المال الا اذا كانوا مصدر رزقه واساسيون في عملية الانتاج ، اما من حق من توزيع العوائد ؟ فمن حق الراسمالي ، لا ادري هل انت تعتبر بهذا المثال ان المال الفائض جاء عن طريق العامل الريبوت وبالتالي ليس من حق الراسمالي؟ تحياتي


7 - سؤالي انحصر فيمن ستؤول اليه الفوائض؟
محمد البدري ( 2021 / 2 / 14 - 19:29 )
العزيز آدم عربي
نحن لم نختلف اطلاقا علي طابع الرأسمالية في تحقيق الربح، فهذا امر بديهي وهو ذاته الذي وجه نظر ماركس بعد رصده بؤس الطبقات الاخري الي السؤال عن اين تصب الارباح او علي وجه الدقة الفوائض بعد تقسيم العوائد من وجه نظر اصحاب العمل.
موضوع مقالك هام لسبب هو دخول الاتمتة كاحد عناصر الانتاج، وجاء سؤالي عن مدي استحقاقها لعائد حسب عنوان هذا التعليق.
بلا شك فهناك فائض ساهمت في انتاجه الاتمتة والريبوتات كونها عنصر ضمن عناصر الانتاج وهو بلا جدال فائض ليس من حق الراسمالي، ولأن الريبوتات وحتي الان لم يظهر لها ماركس الخاص بها او علي الاقل تنظيم اجتماعي سياسي يطالب بحقوقها فان نصيبها سيؤول قطعا الي صاحب العمل. بكلمات اخري ان التكنولوجيا الحديثة بكافة اشكالها ساهمت في ثراء الراسماليين باكثر مما كان في زمن الفحم والبخار.
مع وافر امتناني وتقديري


8 - الصديق محمد البدري
ادم عربي ( 2021 / 2 / 15 - 09:24 )
انت تقتنص الفكرة ، حقا الريبوت بحاجة للتوقف اكثر ومساهمة الكتاب في النقاش ، لكن مع الاسف الحوار المتمدن لا يعطي المقال الزمن الكافي بسبب رميه في الاسفل


9 - فلنجبر الحوار اذن
محمد البدري ( 2021 / 2 / 15 - 14:43 )
اذا كان الحوار يساريا بالمعني التقليدي فلنجبره علي ان يطور فكره ليكون متوافقا مع المستجدات. وهنا سوف اكمل تعليقي رقم 7 بالقول:
.... بكلمات اخري ان التكنولوجيا الحديثة بكافة اشكالها ساهمت في ثراء الراسماليين باكثر مما كان في زمن الفحم والبخار وفي تحجيم البروليتاريا بل وفي احداث فوائض بشرية لا تتسع لها هياكل الانتاج باكثر من طرد اصحاب العمل للعمال، بمعني ان التكنولوجيا اذا كانت آفة الرأسمالية هي الفقر والبطالة للطبقات الادني فالعلم ومنجزه التكنولوجي اشد قسوة من الراسمالي ذاته وعليه فعلي من دعا ماركس عمال العالم لان يتحدوا؟!
تحياتي


10 - الصديق محمد البدري
ادم عربي ( 2021 / 2 / 15 - 16:39 )
المتخصص الأمريكياني في تصنيع الحواسيب مارتن فورد يتوقع ان تصل نسبة البطالة الى 75% في نهايةة القرن الحالي وان الاعمال او المهن التي ستنفد من البطالة هي فقط تلك التخصصات في التكنولوجيا الرقمية. لذلك فان التباين الطبقي فيسزداد وسيكون لذلكى تأثير كبير على النمو الاقتصادي وما سيواجه العالم كنتيجة ذلك هو كارثة غير مسبوقة انها ليست ككوارث الناتجة عن تسخين الغلاف الجوي و الكوارث الطبيعية ، بسبب التغيرات التكنولوجية المتسارعة التي يصعب على الاقتصاديين والمجتمع التبو بها


11 - الصديق محمد البدري
ادم عربي ( 2021 / 2 / 15 - 16:57 )
الاقتصاديون في الدول الراسمالية لا زالوا يفكرون بافضلية اقتصاد السوق ، ، لذلك وجود الروبوت محل العامل وحتى هجرة راس المال بنظرهم ادوات شرعية لتحقيق أقصى الارباح ، بالتالي لا يجوز تحميل الراسماليين والراسمالية ما آلت اليه الوضاع ، ولهذا لم يوجهوا في معالجاتهم النظرية و الفكرية لمصائب عمالهم المتعطلين لم يوجهوا النقد لحكوماتهم عن تجاهلها وعدم مبالاتها تجاه هذه الهجرة وعن تبعات تسريح العمال .وفي هذا الصدد حاول الاقتصادي الامريكي وهو حائز على نوبل ، بول كروكمن، معالجة هذه المعضلة ، فيطرح ان الشركات التي استغنت عن العامل بالريبوت ، تحقق أرباحا طائلة من وراء ظهر العمال ، يقترح كروكمن استحداث نظام منافع مجتمعية تضمن حياة كريمة وتمول من الضرائب التي يجب ان تفرض على الشركات التي تستخدم الروبوت بدل العمل المأجور وتحقق ارباحا عالية.


12 - لهذا تمنيت ابقاء مقالك في الواجه العلوية
محمد البدري ( 2021 / 2 / 16 - 00:38 )
شكرا جزيلا لادراجك ما قاله مارتن فورد عن اعادة التشكيل الطبقي (تـ 10) ليكون متوافقا من التكنولوجيا الحديثة مما سيؤدي لاضطراب شامل في البناء المجتمعي حيث البطالة ومعها الفقر والجهل والعطالة لفئات هي الاعرض والاوسع ويقابلها توحد من تم انقاذههم من عمالة ذات قدرات تتفق والتكنولوجيا مع الرأسماليين لتحقيق الارباح من سوق معظمه فقراء!!
وهذا هو سبب ما تمنيته لابقاء مقالك في الواجه العلوية لصفحة الحوار لان الصراع الجدلي بهذه الصورة طبقا لقوانين ماركس لم يكن بهدف ان يرعي طرف تحالف التكنوقراط والراسماليين كوحده يسري عليها داخليا صراع الجدل لان يقوموا بنشاط ملخصه الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ كمنافع مجتمعية مثلما اقترح كروكمن الحائز علي نوبل!! (تـ11) بينما الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ليسوا سوي امتداد وتوسع لما استشعره ماركس في نظريته.
تلوح لي مخاوف كثيرة بان العودة الي العصور الوسطي امر قابل للحدوث.
تحياتي

اخر الافلام

.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.