الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
البداية من القمة ( 23 )
آدم الحسن
2021 / 2 / 12مواضيع وابحاث سياسية
تحدث بعض المفكرين و السياسيين و المحللين منذ بضعة عقود من ان العالم سائر نحو أن يكون قرية صغيرة , فهل هنالك حقا انتقال المجتمع الأممي بشكل تدريجي من حالة الحروب و الصراعات المتعددة الأشكال و الأهداف الى مجتمع اممي اصبحت فيه المصالح و المنافع المشتركة هي السائدة على المشهد العام .
و هل بدأت شعوب العالم في الدخول فعلا الى عصر جديد هو عصر ما بعد الأيديولوجية .... ؟
و هل اصبحت صورة المشهد العام للعصر القادم تعطيه تسمية جديدة هي عصر ما بعد التاريخ الذي سيشهد تلاقي و تلاقح الحضارات و المعارف و الثقافات الإنسانية لتنتج كيانا انسانيا جديدا موحدا خاليا من الأيديولوجية و المعتقداتية بكل اشكاها و جذورها ...؟ اذ لا تاريخ بدون صراع بين البشر .
للاقتراب من الإجابة على هذه التساؤلات المعقدة لابد من الرجوع الى اسئلة اخرى فقد تبين ملامح المشهد القادم للعالم بشكل اكثر وضوحا .
هل ان التطور العلمي و التكنولوجي الجاري حاليا هو نطور متسارع و لن يتوقف عند حد ما ... ؟
لا شك ان الإجابة يجب أن تكون : نعم , اذ لن يتوقف تطور العلوم و التكنولوجية الجارية حاليا عند حد ما , و أن ما سيتحقق من انجازات في كافة مجالات العلوم و التكنولوجية في يوم واحد في المستقبل القريب قد يعادل ما تحقق من هذه الإنجازات في قرون عديدة من الماضي القريب .
هل سيرافق هذا التسارع في التطور العلمي و التقدم التكنلوجي تراجع مستمر في الجدوى الاقتصادية من كل اشكال الاستعمار و الهيمنة ... ؟
الجواب يجب أن يكون نعم , اذ من المؤكد من ان الجدوى الاقتصادية للاستعمار و الهيمنة ستتراجع و تنحدر شيئا فشيئا نحو التلاشي بحكم ارتفاع حجم فائض الانتاج و وصوله الى مستويات هائلة .
من اجل فهم ليس فقط العناصر المؤثرة في هذه المرحلة الحالية في العلاقات بين الصين و امريكا او بين الصين و اي دولة من دول العالم الأخرى و انما ايضا فهم مستقبل العلاقات بين الدول لابد من اقرار الحقائق الهامة التي ينكرها بعض المحللين و هي :
أن الكثير من المؤشرات بدأت تدل على عدم وجود جدوى اقتصادية و منفعة حقيقية من الصراع الأيديولوجي بين الدول و خصوصا بين الدول الصناعية المتقدمة و أن حكومات هذه الدول بدأت تدرك تدريجيا حقيقة اخرى و هي :
أن تخلف اي دولة في العالم يصبح تدريجيا ليس فقط غير نافع لأي دولة اخرى و انما يصبح مضرا لدول العالم الخرى و أن تطور اي دولة يصبح في مصلحة جميع دول العالم , و هنالك حقيقية هامة اخرى هي :
أن الدول المتخلفة و الفقيرة لن تستطيع أن تكون جزء من السوق العالمية و بقاء الدول الفقيرة و المتخلفة خارج السوق العالمية لن يكون في مصلحة البلدان المتقدمة و من اجل سحب الدول الفقيرة و جعلها قادرة أن تكون جزء من السوق العالمية لا بد من مساعدتها بكل اشكال الدعم المادي لتخليصها من الفقر و التخلف .
هذه الحقائق بمجموع تأثيراتها هي التي ستعطي للمقولة ان العالم سيصبح قرية صغيرة معنا حقيقيا و واقعيا .
لندع مخيلتنا ترسم بحرية صورة العالم و قد اصبح ما يشبه القرية الصغيرة يعيش فيها كل شعوب العالم بكل تنوعهم الحضاري و الثقافي , قرية صغيرة يسود فيها التعايش السلمي و التعاون في كل المجالات , قرية و قد ترك سكانها خلفهم الأيديولوجية و المعتقداتية بكل اشكالها و صورها .
(( يتبع ))
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الإدارة الأميركية تبحث إنشاء قوات متعددة الجنسيات لحفظ السلا
.. شاهد| دوي اشتباكات عنيفة في محيط مستشفى الشفاء بغزة
.. بينهم 5 من حزب الله.. عشرات القتلى والجرحى بقصف إسرائيلي على
.. بعد سقوط صواريخ من جنوب لبنان.. اندلاع حريق في غابة بالجليل
.. أميركا ترصد مكافأة 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن -القطة ا