الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التصفيق شكل من أشكال الإعتراف

رشيد لمهوي

2021 / 2 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن الأساس الصَّلب الذي يوجه حياة الانسان في حياته هو رغبته في أن يحظى بالاعتراف. أن يكون محط اعتراف من طرف الجميع بوصفه كائن إنساني يتمتع بالاستقلالية ، وقادر على العطاء والمردودية، ويساهم في بناء المجتمع من خلال الدور الذي مُنح إليه، ويعمل بكل تفان وجدية على أدائه وإنجازه إنجازا تاما خال من أي ثغرة أو هفوة قد تصيبه بالإخفاق والتداعي. من هذا المنطلق يظهر لنا جليا أن الوجود الإنساني كوجود في العالم لن يستقيم ويتجذَّر إلا بمنحه هذا الوسام ألا وهو وسام الاعتراف. بدونه سيفقد وجوده ويغدو مثل آلة من ضمن آلات الطبيعة تتحرك وتشتغل لكن بدون أفق غائي يمنحها معنى لحياتها. ومن الجدير بالذكر، وزيادة في التأكيد على أن كل سلوك أو عمل مهما كان حجم عطائه فهو منذور بطبعه الداخلي إلى أن يتلقَّف هذا الوسام الشرفي، وسام الاعتراف المبجَّل، العظيم. يبدو لنا جليا أن محرك الكائن الإنساني هو أن يُعترف به، ويُعترف بما أنجزه وأضافه إلى الوجود، فالإنسان الذي يحظى بنجاح ما في ميدان ما يرغب رغبة شديدة بأن ينال نصيبا وافرا من الاستحسان؛ فالكاتب الذي يصدر مؤلفا يشاركه مع الرأي العام ويود أن ينال نصيه من الاعتراف، والرياضي الذي يفوز بمسابقة ما أو يحطم رقما قياسيا يود من صميم قلبه أن يحظى بالتنويه و التشجيع و الاعتراف، وما عساه أن تكون موسوعة غينيس سوى تجسيدا مثاليا للاعتراف. عموما، فالإنسان بطبعه ميَّال إلى تلقي التقدير والاستحسان. وأي فتورفي عدم إعلاء من شأن قيمته سيحوله إلى كائن مغلف بالكآبة والتذمر. في هذا الصدد يقول فرانسيس فوكوياما: " أن الناس تعتقد أن لهم قيمة وإذا عاملهم الآخرون وكأن قيمتهم أقل من ذلك فإنهم يشعرون بانفعال الغضب. وبالمقابل عندما لا يرفع الناس حياتهم إلى مستوى ما يعتبرونه قيمتهم ، فإنهم يشعرون بالخجل، وأخيرا عندما يقيمون بشكل صحيح يتناسب مع قيمتهم، فإنهم يشعرون بالاعتزاز". (1) إن رغبة الاعتراف في اعتقادي الشخصي قد تصل إلى تخوم اللامتناهي محاولة تخطيه، فلا شيء يردعها ويوجهها إلى الوجهة الآمنة، هي طليقة العنان تدب وتنط كيفما تشاء دون حسيب يحاسبها ولارقيب يراقبها ويرصد تحركاتها العمياء، وهي رغبة تشد الكائن إلى أن يؤمن إيمانا راسخا، شديدا أنه متفوق على الآخرين، هو السيد الذي لا يشق له غبار، هو الآمر والناهي، لا شيء يكون قابلا للتنفيذ إلا بمشورته، وأي خلل في عدم الاعتراف به كونه حدثا استثنائيا حلَّ بالمجتمع الإنساني فهو في نظره حط وتبخيس لكرامته وغروره من خلال اعتقاده الراسخ أنه كائن يعلو على باقي المخلوقات التي تمشي على الأرض هونا. في هذا السياق، تشكل النزعة الترامبية – نسبة إلى الرئيس الأمريكي ترامب- التجسيد المجهري لهذه الرغبة الجامحة في أن يُعترف بكينونته على أنه متفوق على الآخرين الذين من المفروض فيهم حسب زعمه أن يخضعوا له وينحنوا له بوصفه السيد المطلق. على الرغم من أن السيد ترامب يمتلك مشاريع تُدِر عليه أرباحا طائلة على أساس أنه رجل أعمال ناجح، إلا أن الرغبة في مجاراة الأخرين والتفوق عليهم تسكنه حد النخاع، بحيث أن سعيه الدؤوب و المحموم إلى امتلاك السلطة هو مؤشر صريح عن رغبته التي تنحو أن تنال الرضى والاعتراف من طرف المجتمع. وما هذا التمسك المجنون بالمنصب إلى آخر رمق ، وهذا التحكم في المصائر سوى الجري نحو نيل الاعتراف ، اعتراف بالذات واعتراف بالتفوق على الأخرين . إنها رغبة جنونية قد تحفر مسالك خطيرة من أجل الاحتفاظ بالسلطة بما هي مركز حساس ينال بموجبه المرء اعجاب واعتراف من طرف الآخرين سواء على المستوى المحلي أو على المستوى الكوني. كما تلاحظ ترامب شبيه بالسيد عند هيجل ، فعندما تنتزع منه السلطة، يشعر بالخذلان، وأن قيمته قد تسقط في جبّ العدم. " فالسيد الأرستقراطي، يندفع إلى المعركة الدَّامية، بفعل الرغبة في أن يقدره الآخرون بحسب المستوى الذي يعتبر أنه يمتلكه. وهو يثور غاضبا عندما يجري رفض هذا المعنى لقيمته الذاتية".(2) هذا الغضب يكمن في سعي ترامب إلى عدم رفع الراية البيضاء مع بذل كل ما بوسعه، وبكل ما يملك من خزَّان الطاقة والقوة من أجل البقاء في السلطة بما هي معقل جوهري لنيل الاعتراف بوصفه رغبة في الإحساس بالتفوق على الآخرين/ الأنداد. هذا الغضب الذي تُرْجِم إلى الخطاب الذي وجهه إلى مريديه وأتباعه في أن يوحدوا الصفوف ويحجون بكثافة إلى مبنى الكونغرس احتجاجا على ما يسميه بعدم نزاهة الانتخابات، ورفض مراسيم تنصيب الرئيس المُنتخب ديمقراطيا. لا يمكن الحديث عن بنية العلاقات الإنسانية دون الحديث عن الأساس الصلب الذي يعضدها ويشملها وهو الاعتراف. إن غيابه من صلب تلك العلاقات يجعل منها علاقات غفل، خلو من المعنى. ولا يقتصر الأمر على حضور الاعتراف في قلب الحياة السيَّالة ، المتدفقة ، بل الأمر يمتد إلى الموت؛ فالإنسان يقوم بأعمال قد خدمت الإنسانية، وسمت بالرقي الإنساني إلى مداه الممكن، ويعمل المجتمع على تقديم الاعتراف بتلك الاعمال وهو حيٌّ يٌرزق بما قدمه من عطاءات ونكران للذات وتضحية بالغالي والنفيس. وعندما يموت هذا الانسان تلتف حوله الجموع من مختلف الانتماءات لترتيب أبهى شكل من أشكال الاعتراف، حيث تقام له طقوس معبرة تعبيرا أصيلا عن مكانته وإنجازاته التي خلفها من ورائه. توفيت عميدة قضاة المحكمة العليا الأمريكية روث بادر غينسبيرغ ، عن عمر يناهز 87 عاما. والجدير بالذكر أن أعضاء المحكمة العليا في الولايات المتحدة يحددهم رئيس البلاد، ويوافق عليهم الكونغرس، ويبقون في المنصب مدى الحياة. وقد أقيمت مراسم التأبين للراحلة. وكما تلاحظ أيها القارئ الكريم أن مراسم التأبين هو في حد ذاته ينطوي على بنية الاعتراف؛ فحضور الشخصيات البارزة من مختلف الشرائح الاجتماعية المنتمية إلى مختلف الهيئات و التمثيليات ، من وجوه سياسية ، فنية... هو أقصى تتويج لهذا الذي يسمى الاعتراف ، وما لاحظته هو حضور المرشح الديمقراطي جون بايدن بما هو تعبير صريح عن الاعتراف من نخب سياسية مهمة الذي حظيت به الراحلة في حاضرها ، وحتى في مماتها. كل شيء منتقى بعناية، لم تُترك للصدفة أو الحظ الفرصة في أن تستولي على تدبير و تسيير هذا الحفل المهيب، الذي يشد إليه جمهورا متتبعا غفيرا عيونهم مركزة على تفاصيل الحدث. امتد بروتوكول التأبين لساعات، ونرى هيمنة اللون الأسود على المشهد، الكل يرتدي بذلة متَّشحة بالسَّواد، السيارة الحاملة للنعش الملفوف براية البلاد من حيث هي رمز الأمة مغلفة بالسواد الداكن، حتى الكمامات مرصَّعة بالسَّواد. كل شيء منظم بعناية ودقة بحيث يجب على البروتوكول أن لا يخرج عن جادته وينحرف إلى ما لا تحمد عقباه، يجب السير على النهج الموضوع سلفا ، وأي اجتهاد قد يجعل الأمور تنزلق وتنفلت عن السيطرة. فالدقة تبدأ من اللحظة التي يُحمل فيها النعش على أيادي مجموعة من الأشخاص بحيث نراهم يسيرون بخطى محسوبة بدقة متناهية. و ما زاد من تعقد مراسم التأبين هو الخشية من هذا الكائن غير المرئي الذي بات يهدد وجودنا، ويمتص حيويتنا في الحياة؛ إنه العدو اللدود للإنسانية المعاصرة بامتياز. إنه كوفيد19 ، الذي أصبح يراود مخيلة الناس ويقض مضجعها، ويتسلل بلا حياء إلى أحلامها محولا إياها إلى كوابيس مرعبة يشملها الظلام الدامس بدون أفق ينبعث منه وميض الخلاص. فرض وباء كورونا على المرء أن يلتحف عمامة الكمامة، علما أن الوجه هو المساحة الظاهرة التي ينكشف من خلالها عمق الحزن الإنساني. لكن رغم ذلك تبقى لغة العيون تجسيدا صريحا و ترجمة عفوية عن العمق الداخلي للإنسان. في خضم مراسم التأبين شكلت حركات الجسد والكلمات والموسيقى البنية الثابتة للاعتراف. فحركة الجسد كما قلت سابقا محسوبة من خلال فكرة البروتوكول المعدة سلفا، هذا البروتوكول بما هو اعتراف صريح بقيمة المتوفى في عيون المجتمع الذي ينتمي إليه. أما فيما يتعلق بالكلمات ، أقصد بها تلك التصريحات التي قُدمت من طرف مجموعة من الفاعلين الحاضرين لتوديع الراحلة. وهي كلمات يغلب عليها طابع التذكير بالأعمال والإنجازات التي قدمتها غينسبيرغ في حياتها لصالج المجتمع الأمريكي، ومدى قيمة تلك الإنجازات والعطاءات في استمرار حياة المجتمع، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بمفهوم هو من الأهمية بمكان وهو مفهوم العدالة بما هي قيمة إنسانية يتوقف عليها الوجود الإنساني برمته. بين معزوفة على آلة البيانو، وبين صوت يصدح في الأرجاء تمخض انسجام مطلق؛ انسجام ممزوج بصمت الحاضرين الذين يستعيدون شريط ذكرى الفقيدة. الحاضرون يستمعون بقلب منفطر إلى الإيقاع المتناغم لصوت البيانو المتوازي مع الغناء، صوت يتخلله حزن عميق مترجما بشكل واضح الفقدان والغياب والوداع الأبدي. أومن إيمانا شديدا أن الانسان في اللحظة التي يُقذف بها إلى مسرح العالم الخارجي وهو محمل بهذه الرغبة التي تسكن جوارحه وتقيم، وهي أن يحظى بالاعتراف به من طرف الناس والمجتمع بكل أطيافه، وهناك عدة تعبيرات يترجم من خلالها الاعتراف وهي لا تعد ولا تحصى، على سبيل المثال لا الحصر الشهادات التقديرية، موسوعة غينيس ، الجوائز مثل جائزة نوبل، الأوسكار، البوكر... ، إلى غير ذلك من الأمثلة. لكن في اعتقادي الشخصي أن ثمة شكل آخر من أشكال الاعتراف الذي ربما لم نفكر فيه أو على الأقل نضعه موضع تساؤل وهو التصفيق. هذه الحركة الجسدية البسيطة التي تصدر عن ذواتنا والتي ننجزها بشكل عفوي بدون أن نطرح على أنفسنا سؤال لماذا. بمعنى ما من المعاني، ما الذي يدفعنا إلى أن نصفق؟ هذه الحركة الجسدية البسيطة التي نؤديها بوعي معطَّل، هي في عمقها تحمل دلالة الاعتراف. ففي حركة التصفيق يثوي الاعتراف؛ فثنائية التصفيق والاعتراف هما بمثابة وجهان لعملة واحدة لا يمكن الفصل بينهما. إن التصفيق هو الذي يمنح القيمة للحدث. واقصد بالحدث خطاب سياسي، عرض موسيقي، عرض مسرحي، إلى غير ذلك من الأحداث التي تعج بها حياة الناس. فالتصفيق يرفع من شأن الحدث ويضفي عليه طابع الصلاحية والمشروعية. فالخطاب السياسي على سبيل المثال لن يستحوذ على المصداقية والجدية إذا لم يكن مشفوعا بهالة التصفيق التي تنهال عليه من كل حدب وصوب. إن جدية الخطاب في الحقيقة لا تكمن في بنيته اللغوية المنطقية والحجاجية المتماسكة بقدر ما تكمن في عملية التصفيق التي تعضد من لحمته ومشروعيته، وتٌثَمن من قيمته لكي يكون خطابا فعالا ، ومؤثرا على المتتبعين سواء الذين هم في عين المكان أو أولئك المتواجدين خلف الشاشات أو خلف العوالم الافتراضية من فيسبوك وتويتروباقي المنصات الأخرى. نلاحظ أن المنتخبين من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري لرئاسة البيت الأبيض يتنقلون ويصولون ويجولون في مجمل أرجاء الولايات المتحدة من أجل إلقاء خطاباتهم على الجمهور المساند للمرشح. إذا افترضنا جدلا أن خطابه سيوجهه من منبر غير آهل بالجمهور، سيكون خطابا فاترا، جافا، غير ذي تأثير على النفوس المتتبعة بشغف، سيكون مثل طعام شهي موضوع فوق مائدة بعناية يغري بالتهامه التهاما، لكن الطعام الشهي ينقصه الملح. وبالتالي رغم رونق الطبق إلا أنه لن يتم استساغته ،وسيُبلع في هذه الحالة على مضض. نفس الأمر ينطبق على الخطاب الذي يوجهه هذا المرشح أو ذاك، فرغم ما يتضمنه من تماسك منطقي وأهداف ومرامي تفتح شهية الناخب وتعده بمستقبل زاهر، إلا أن ما ينقصه هو حرارة التصفيق المساوقة لنبرات صوته ومضمون خطابه وحركات جسده، وهي كلها مجتمعة تؤثر في الناخب المفترض بحيث يقتنع بالشخص وبأفكاره مما يجعله يحظى بصوته. يبدو أن ظاهرة التصفيق كانت تٌحمل على محمل الجد، والذي كشف أهميتها القصوى هو ما فرضته الوضعية الاستثنائية التي يعيشها عالمنا اليوم من جراء انتشار فيروس كورونا وما خلفه من ضحايا. وقد يتساءل البعض ما علاقة التصفيق بجائحة كورونا؟ . إن المتتبع للبرامج التلفزيونية التي تنقل على شاشات التلفزيون أو عبر منصات التواصل الاجتماعي ، قد يلاحظ التغير الجذري الذي أصابها ، بحيث لم يعد من المباح حضور الجماهير الذي كان فيما مضى يؤثث المكان و يعطي صيغة تشويقية للبرنامج. لنأخذ على سبيل المثال برنامج ألين دي جنيريس أو ما يعرف ب Ellen show، وهو برنامج أمريكي تقدمه الممثلة الكوميدية الين، وهو تابع لمؤسسة إن بي سي العالمية، الذي اعتادت فيه مقدمة البرنامج على استضافة وجوه من مختلف الميادين من تمثيل وموسيقى... مع حضور جماهيري مهم في قلب الاستوديو. ونظرا للوضع الوبائي الراهن، لم يعد بالإمكان استضافة الضيوف الى الاستوديو، واستبدل ذلك باستضافتهم عبر منصات العالم الافتراضي المتنوعة. لكن الامر لم يقتصر على ذلك، بل تمت استضافة جمهورها الوفي ، الكثيف عبر تطبيق زوم كمنصة تواصلية افتراضية. على هذا الأساس ، يظهر لنا جليا حقيقة استحالة الاستغناء عن الجمهور بوصفه ما يضفي على مضمون البرنامج المعقولية، وكذلك يضفي على كلام وأحاديث الضيوف المشروعية والصلاحية. فتلك الصيحات و التصفيقات هي بمثابة تزكية للفكرة ، تزكية للكلام؛ فلا تشويق و لا مصداقية إن لم تكن مقرونة بشكل متين بعملية التصفيق . هذا الأخير هو اعتراف بما يتم التصريح به من طرف المخاطَب واعتراف بقيمة البرنامج عينه. من بين الكتاب الذين أدركوا مغزى وأهمية التصفيق الحيوية في حياة البشر، وحلله بشكل موضوعي د عماد عبد اللطيف حيث اعتبر أن ظاهرة التصفيق ضرورة ملحة على مشهد البرامج والملتقيات، إلى درجة أنه لا يوجد أي مشهد بدون أن يكون مقرونا بتصفيق حار. لهذا تجد عناء الاعداد القبلي للكائن المصفق قبل عرض الحدث. من هنا الفكرة الألمعية للدكتور عماد عبد اللطيف، بمعنى فكرة الضرورة الحتمية للتصفيق ليكون الحدث مكتملا ومقنعا. يقول د عماد عبد اللطيف :" هناك سبل متعددة للتصفيق المعد سلفا، فقد يتحقق بواسطة رسم مخطط لمواضع التصفيق، وتكليف أفراد محددين بتنفيذ التصفيق أثناء الحدث. أو بواسطة تسجيل تصفيق حماسي عاصف، وإعادة بثه أثناء الحدث. على نحو ما كان يفعله فريد الأطرش في كثير من أغانيه؛ فقد كان يقوم بإدخال صوت تصفيق جماهيري عاصف على تسجيلات بعض أغانيه في ختام الكوبليهات وفي نهاية الأغنية. وهو الأمر نفسه الذي نراه في نوع معين من المسلسلات الكوميدية[ كوميديا المواقف] التي تعرض على شاشة التلفزيون، ويتم فيها إدخال ضحك جمهور غير حقيقي وتصفيقه داخل متن المسلسل كما في مسلسل الأمريكي The cosby show، أو دمج ضحك وتصفيق جمهور غير حقيقي كما في المسلسل المصري راجل وست ستات .(3) على الرغم من الفقدان الجذري للجمهور المصفق الذي سببته الجائحة، فقد تشبثت تلك البرامج بآخر رمق لديها لاستعادته، لأنه هو من يضفي على وجودها وخطاباتها المشروعية والاقناع، ما يفتح لها الأبواب الموصدة للاستفادة من صبيب المتابعين و المشاهدين والتابعين ، ولتحصد آلاف الاعجابات. في نهاية المطاف، لا يمكن للكائن الإنساني، الكائن من لحم ودم أن يشعر بوجوده إلا بواسطة الاعتراف به ، كما أن التصفيق الصاخب الذي يستلذ بسماعه هو إيذان علني، صريح بقيمته وبقيمة ما يصرح به أمام الملأ ، ومدى الاعتراف الذي يناله من الآخرين. المراجع: 1 فرانسيس فوكوياما: ( نهاية التاريخ والانسان الأخير)، ترجمة د. فؤاد شاهين ، د. جميل قاسم، رضا الشايبي، الاشراف المراجعة والتقديم مطاع صفدي، مركز الانماء القومي، بيروت، لبنان 1993، صفحة 28. 2 نفس المصدر، ص 168. 3 د. عماد عبد اللطيف: ( لماذا يصفق المصريون؟ بلاغة التلاعب بالجماهير في السياسة والفن، دار العين للنشر، الطبعة الأولى 2009، صفحة 31.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلتنا: مقتل شخص في غارة استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأسود ج


.. مشاهد جديدة من مكان الغارة التي استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأ




.. صحفي إسرائيلي يدعو إلى مذبحة في غزة بسبب استمتاع سكانها على


.. هجوم واسع لحزب الله على قاعدة عين زيتيم بالجليل وصفارات الإن




.. شمس الكويتية تسب سياسيي العراق بسبب إشاعة زواجها من أحدهم