الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم الضحايا الغر الميامين .

صادق محمد عبدالكريم الدبش

2021 / 2 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


يوم عصيب وطويل على الظالمين .
بك والذي ضمَّ الثرى من طيبِهم … تتعطَّرُ الارَضونَ والأيام
بك يُبعَث ” الجيلُ ” المحتَّمُ بعثُه … وبك ” القيامةُ ” للطُغاة تُقام .
جال في خاطري .. وتوقفت طويلا أمامه !..
بِمَ أبدأ .. وأَيُن .. ومن هو .. وَبِمَ أَنْتَهي ؟..
التقيتهم هذه الليلة في تلك البقعة المقدسة !.. جميعهم !..
كانوا كما عهدناهم .. أنيقي الهامة وهندامهم الجميل ويعلو وجوههم البشر والفرح والأمل ، يحدوهم بأن نعيش بسعادة ورخاء وسلام ومحبة !..
هكذا أوحوا لي من الوهلة الأولى !..
تقدموا نحوي بكل هيبة ووقار وقوة .. يحملون الشموع مزينة بالأزهار والياسمين وبالغار والكافور !..
وعلى جانبي الطريق كانت تقف عوائلهم ورفاقهم وأصدقائهم والمحبين ومِنْ كل الأعمار من النساء والأطفال والرجال !..
يحيونهم ويستبشرون بأن القادم سيكون جميلا وسعيدا !..
جَمْعُ الشهداء كان كبيرا ومن مختلف المناطق والمكونات والملل والأديان ! ..
متجمعين على شكل مجموعات جغرافية ، من الشمال والوسط والجنوب ومن الغرب والشرق !..
لمحت من بعيد ورغم أن الجمع كان كبيرا ، ولكني لمحت من بعيد الدكتور صفاء الحافظ كما هو بأناقته ولطفه وتواضعه ، وعزيز سيد جاسم وهو يحمل كتاب الحرب والسلام وكامل شياع يحمل كتاب وعاظ السلاطين للدكتور علي الوردي وهو يتطلع بوجه الرفيق فهد .
كذلك رئيت الثلاثة .. الحيدري والعبلي وأبو سعيد يقفون بجوار سلام عادل وفهد وزكي بسيم ، تحييهم جموع الأهل والرفقة والصحب ودعات السلام والتأخي .
تقدمت مع جحافل مدينتي بهرز ،÷ لنلتقي بكواكب ومشاعل وقناديل وأقمار هذه المدينة العريقة !..
تفقدتهم واحدا واحدا !.. برغم الدجى والعدى والدمى !..
فهذا عمي أحمد يقف مع نوري أبوالياس ومع عارف عبد الكريم داوود وكأنهم لم يكبروا ، فما زالوا شباب وبحيوية وأناقة ووسامة وكبرياء ، وكان أبو ثامر بزيه العربي الجميل واقفا مستبشرا يحي زائريه .
تقدمت إلى الخط الثاني فكان يتقدمهم قيس أبو ازدهار ومعه بنات شقيقته كوثر عازبة ورجاء أم سلام متزوجة، وكأنهن حوريات قدمن للتو من الجنان بزهوهن وأناقتهن المعهودة .
كان أشقائي فاروق وثامر وخالد وبن عمي فائق مصطفى وبن عمي ياسين عزيز عبدالكريم هؤلاء أكبر واحد فيهم فاروق مواليد 1950 م والأربعة عازبين باستثناء ياسين أبو سرمد ، وبجنبهم يقف معه بن أخيه فاخر جميل مصطفى ، ويقف معهم الشهيد الرفيق ملازم عادل ماهر عبود مجيد الدبش والقاضي أسعد جبار حاج إبراهيم ومعه محمد رعد قدوري حاج أبراهيم .
وعلى يمينهم يقف الرفاق والأحبة الأصدقاء كل من دهش علوان دهش والرفاق منير جبار يسين أبو الياس أبو يسار ، وسامي الهودراوي متزوج من بنت شقيقة قيس الرحبي ، وفيصل خماس البغدادي أبو رافد ، وحميد محمد النوفة أبو مروج ، والرفيق عبد الرزاق الداغر ، والرفيق هاشم مطشر ( العُرْبي ) ونجاح مهدي صالح الصافي ومحمد ماجد نعمان الصافي هؤلاء الثلاثة عازبين ، ماجد نعمان الصافي . حسبالله كريم أل يحي وعامر لطيف أل يخي كان مدير المفوضية المستقلة للانتخابات في ديالى .والأديب الشاعر خليل المعاضيدي يقف معه وبجواره الرفيق نجاح حمدوش أبو ولاء ويتوسط هؤلاء الرفيق سعدون محمد .. وضاح حسن عبدالأمير أبو كفاح .
كان لكل هؤلاء الشهداء قصة وحكاية ورواية ويطول الشرح فيها ، والتساؤلات عن أسباب قتلهم وبغل وكراهية وحقد وسادية صبيانية نازية إرهابية .
لو تمعنت قليلا عن أسباب نحر هذه الزهور المتفتحة من الشبيبة والشابات ، لتجد السبب الرئيس هو الخلاف في الرؤى والتفكير ، والتعصب والأنانية وفلسفة الإلغاء ورفض الرأي الأخر .
هؤلاء الشهداء وغيرهم ، لم يحملوا سلاح يقاتلون فيه خصومهم ، ولن يرتكب أي منهم خطيئة أو جرم أو جنحة أو ذنب !..
فلماذا كل هذا الانغماس في وحل الكراهية والتجبر وتغييب للقانون والعدل ؟..
إن سببه المباشر هو اللهاث وراء مغانم السلطة والمال والجاه ، والتفرد في اتخاذ القرار والأنانية المفرطة والتعدي على حقوق الناس وحقهم الطبيعي في الحياة الحرة الكريمة وبكرامة وعدل ومساواة ومن دون تمييز .
هذا النهج المدان والمناهض للحقوق والحريات وللديمقراطية وللسلم المجتمعي ، كانت تمارسه الأنظمة المتعاقبة والتي كانت السبب المباشر لاحتلال العراق في 9/4/2003 م من قبل الولايات المتحدة الأمريكية .
وكانت الناس تأمل بأن يقوم على أنقاض نظام البعث الإرهابي الدكتاتوري ، نظام عادل يعيش فيه الناس بأمن ورخاء وسلام ، دون إرهاب وقمع وحروب وجوع وخراب ، ,لكن الذي جرى كان أسوء من الذي سبقه !..
ومازال القمع والدكتاتورية والفساد والمحاصصة والطائفية السياسية على أشدها ، ناهيكم عن تغييب للدولة والقضاء العادل وللدستور والقانون وغياب الأمن والخدمات والحريات والحقوق والديمقراطية .
موضوع الشهداء وإنصافهم وإعادة الحقوق لهم ولعوائلهم ، حق وواجب على من كان يدعي زورا وكذبا الدفاع عن هذه الحقوق لتلك الشريحة المناضلة التي جادت بالنفس والنفيس لإعلاء راية الشعب والوطن عاليا ومن أجل وطن حر وشعب سعيد !...
هل تم البحث والتنقيب الشفاف والعادل عن رفات هؤلاء الضحايا وتحديد أماكن دفنهم لإعادة رفاتهم لأهلهم وذويهم ؟..
هل تم فتح تحقيق عادل وشفاف مع من قام بارتكاب تلك الجرائم وإحالتهم إلى المحاكم لينالوا جزائهم العادل وتحقيق للعدالة والإنصاف .,,
ليس الغاية الانتقام والثأر للضحايا ، ولكن لإجراء مكاشفة حقيقية ومن أجل المصالحة المجتمعية ، وغلق هذه الملفات العالقة ، التي تشكل عقد حقيقية تقف حائلا أمام البدء في عملية التعايش والمصالحة ، وإضفاء فبسفة ونهج التعددية الفكرية والسياسية والثقافية ، والتي من دونها لا يمكننا بناء دولة مواطنة وقبول الأخر ، دولة ديمقراطية علمانية اتحادية موحدة مستقلة حرة رخية سعيدة .
المجد والذكر الطيب والراحة الأبدية للشهداء الكرام ، ضحايا القمع والإرهاب والدكتاتورية والظلام .
المجد للضحايا الشيوعيين ولحزبهم المجيد .
المجد لثورة الأول من تشرين الأول ، ثورة الشعب في 1/10/2019 م ولشهداء هذه الانتفاضة المباركة والشفاء للجرحى والمصابين .
الحرية للمختطفين والمغيبين والمعتقلين .
النصر حليف كفاح شعبنا من أجل الحرية والانعتاق والخلاص والتقدم والتحضر والنماء .
الهزيمة المنكرة لقوى الظلام والتخلف والعنصرية والطائفية السياسية ، المعادين لدولة العدل والمساواة والتعايش والديمقراطية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا