الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكائن الايديولوجي

سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)

2021 / 2 / 16
الادب والفن


الكائن الأيديولوجي

من أغرب ما صادفت
يبدو ليناً ظاهراً لكنه من الداخل كونكريت مسلح لا مجال فيه للأخذ والرد
يستدير للدنيا والعقل من أجل الدفاع عما يعتقده
وقادة الحزب الشيوعي العراقي الذين عرفتهم عن قرب وبتفاصيل الحياة يتميزون بهذه الصفة، اللين الظاهري والعماء الداخلي.
هنا في الدنمارك أبتعدت عن هذه البيئة وصار الأحتكاك خفيفاً في الأماسي الأدبية التي تقاوم على فترات متباعدة.
ومن خلالها نشأت بيني وبين أبو شروق "جاسم حلوائي" العضو السابق باللجنة المركزية علاقة أستطيع وصفها بالثقافية من خلال حضورنا تلك الأماسي ونشاطنا الحواري. وكان يقرأ النص الروائي من منظور سياسي طريف، هذا ما لمسته من مداخلاته حول نصوص الروائيين الذين كانوا محوراً لتلك الأماسي.
وكنت أود أن أسمع منه قراءة السياسي الشيوعي والقائد والمسؤول إلى حدٍ ما عن تلك الأحداث والمآسي والأخفاقات، لرواياتي لا سيما أن غالبية أبطالها من الشيوعيين أما كانوا أو ماتوا وهم كذلك، فأعرته روايتي -حياة ثقيلة- المكونة من ثلاثة أقسام بثلاث شخصيات من أصدقائي ورفاقي ومصائرهم التراجيدية، فالأول يتحول إلى متدين ويغتال في مكتبته بحي الشعب ببغداد، والثاني نصير يقبض عليه بالأنفال ويقتل سحلا في مجمع بسهل الموصل، والثالث يقضي أنتحارا بالخمرة بعد خطف أبنته في الحرب الأهلية 2005-2007 ببغداد. الرواية محشودة بتواريخ ونضال ومواقف ومآسي فهي تجارب حية وشخصية والثلاثة أصدقائي الشخصيين.
في مناسبة أدبية أخرى أقبل نحوي رفيقي الحلوائي من عمق القاعة وهو يرتجف حاملاً روايتي المفرودة على الصفحة 50 لائماً والزبد يتطاير من شدقيه:
- ليش هيجي رفيق ليش
ضحكت كعادتي وسألته:
- شكو رفيق أش شسويت؟
- يعني معقولة تثبت هذا برواياتك وتطلع قيادات الحزب المحلية عملاء
كدت أنفجر بضحكة عاصفة فقد أدركت بالضبط ما يقصده وهو سرد ثانوي معلوماتي يؤطر حدث تفصيلي حيوي، ذكرت فيه أن عدد كبيرا من محلية الديوانية ظهرت أنها عميلة لأمن البعث في حملة 1979، وعددت ثلاث اسماء منها واحد منهم أعدمه المنتفضون في 1991.
قلت له ببرود وود:
- رفيقي هذه حقائق ووقائع وهي وثيقة
فأختض وراح يرتجف بعنف وأحمرت عيناه وهو يقول لاهثا:
- ما يصير رفيق ما يصير
قضيت عمري بالحزب، هسه عبرت الثمانين وتالي أجد روايه راح تبقى مع الأجيال تصورنه عملاء!.
قلتُ له ضاحكاً:
- هذا مو شغلي شغلي أذكر الحقائق سواء لي أو عليّ
- لا.. لا رفيقي أنت تسيء للحزب
فأنفجرت بضحك عاصف جعله يستدير مبتعداً
تصوروا ترك كل تراجيديا المصائر وتفاصيل النضال والأداء الفني والجمالي لغة وبناء ليعترض على جمل معلوماتية أخبارية
ما أخطر كيان الشخص الأيدلولجي ليس الشيوعي فحسب بل القومي والمتدين والطائفي والأثني.
كيان يفقد إنسانيته
سأعود للموضوع بنماذج ولقطات أخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الادلجه مرض المراهقه-وهي مرحله خطيره-في تاريخناال
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2021 / 2 / 16 - 04:15 )
السياسي-ربما-تخلص منها الغرب مبكرا مع اسقاط النازيه الهتلريه والفاشية الايطاليه-وللاسف نحن المجتمعات المتخلفه بداءنا الادلجه بانواعها الثلاث وبقوه بعد الحرب العالمية الثانيه ولا زالت بعض فضلاتها تسحل رجليها الى قبر التاريخ وبالاخص التاءدلج الديني -تحياتي استاذ سلام


2 - الكائن الأيديولوجي الدوغمائي الموتور (1)
عامر سليم ( 2021 / 2 / 16 - 05:38 )
استاذ سلام :
تريد الصدك؟ تره ظلمته للأستاذ الـــ الحلوائي , الرجل عاتبك عتاب الأخ والصديق وببضع جمل لاتزيد عن بيت شعر , الحلوائي يعتبر ملاك جميل وهادئ بالنسبه الى البعض!
فما قولك بمن يرد على مجرد صاحب رأي يقول: ( انكشف أمام العالم كله الفشل الذريع للنظرية الماركسية-اللينينية في حل مشاكل المجتمع الأنساني!)
اقرأ معي هذا الرد على رأى صاحب الرأى المكرود , رد يعتبر قطعه من جواهر الأدب الرفيع في الحوار العقلاني ! واعلم انني انقل لكم هذا الرد كما هو دون اضافة حرف واحد من عندياتي , ومالك عليّه يمين.
سمفونية الرد :
(انتم شيوعيو التفاهة والامبريالية , متثاقفو البرجوازية الصغيرة , المدمنون على العبودية والذل , ملعلعي ألسنتهم كالزعران , وهم بالذهان مصابون, تخشون الحرية كخشيتكم الموت , يتلذذون بالعبودية بل ويدمنون عليها , انكم أقزام الليبرالية والرجعية وحثالات الصهيونية والمشبعين بكل عقد النقص من حقد وكراهية , المدمنون على لعق مؤخرة عمهم سام.
قطعان وبهائم الصهيونية والفاشية التي تتلبس لباس الليبرالية والمدنية والحداثة, مذلون مهانون, انهم اعداء الحداثة وحرية الانسان وكرامته لانهم يلغون عقولهم
يتبع


3 - الكائن الأيديولوجي الدوغمائي الموتور (2)
عامر سليم ( 2021 / 2 / 16 - 05:43 )
ويهرولون مع القطيع حالهم حال كل اصناف الفاشية. انهم إفرازات الرأسمالية ومخلوقاتها التافهة والبليدة كما تنبأ بذلك نيتشه قبل اكثر من مائة عام.
انهم مفصومون نفسيا كما يوضح المحلل النفسي اليونغي!
لكونهم حرافيش وزومبيات , فانهم لم يسمعوا طبعا بمقولة عالم النفس السويسري :
Théodore Flournoy
انهم يهتمون بالذهب كمعادل للبراز كما يقول فرويد ( يعني بالعراقي جهال تلعبون بخراكم!)).....الخ )....
وبهذا أكتفي , واعلم ان ما اوردته مجرد ماتيسرلي حفاظاً على وقت القرّاء من هذا الهراء , لأن آية الرد اطول من سورة البقره بل قل اطول من كل سور القرآن مجتمعةً!
والآن , عزيزي سلام الا تعتقد معي انك مدين بالأعتذار للحلوائي على عتبه الملائكي لك؟ وخصوصاً حين تعلم ان صاحب جواهر الأدب في الرد هذا هو دكتور يعيش في دولة ديمقراطيه من دول الرفاه!
المصدر :
https://www.youtube.com/watch?v=-h58G2VOFBM
لكم خالص تحياتي


4 - العزة بالاثم
منير كريم ( 2021 / 2 / 16 - 06:56 )
تحية للاستاذ المحترم
اضافة لما كتبته وما كتب المعلقان المحترمان اقول بان التركيب النفسي الديني والقبلي الكامن في النفسية العراقية يجعل التراجع عن الراي عار وانت اديب وستجد المفردات العراقية التي تقال في هذه المواقف من قبيل (الاخ كالب او قالب ) وغيرها
نحن بحاجة الى الفكر الحر لمقاومة الايديولوجيا
شكرا لكم


5 - تشهير يعاقب عليه القانون
عبدالله عطية شناوة ( 2021 / 2 / 18 - 19:16 )
ية مروءة في أن يستخددم كاتب يتمتع ببعض الشهرة شهرته التي تتيح له الوصول الى عديد من المواقع الألكترونية للتشهير بشخص آخر والإساءة أليه، لمجرد ان الشحص المقصود أختلف معه في تقييم آحد أعماله؟ والأدهى من هذا أن ينشر صور الشخص المعني دون إذن منه، وهو يعرف أن ضحيته لوكان في عمر الشباب لما توانى عن مقاضاته على عملية التشهير بالأسم والصورة، لكنه يستغل هذا الأمر في الأمعان بالإساءة من خلال إيراد حوار لا شاهد عليه سوى ناقله الروائي. مستخدما أسلوبا قصصيا لوصف المساء أليه، وهو يعرف أن لا أحد سيصحح الصورة التي يرسمها.


يبدو أن الشهرة حتى وإن كانت محدودة تجعل البعص يفقدون توازنهم، ويتوهمون إن بأمكانهم ,الإساءة ألى الآخرين. وهم في الحقيقة لا يسيئون سوى الى أنفسه

اخر الافلام

.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي


.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع




.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج