الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المناضل علي مَدان.. رمز الوطنية والإرادة الحديدية!

محمد علي حسين - البحرين

2021 / 2 / 16
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


لكتابة هذا الموضوع بحثت عن المصادر موثقة من أجل المصداقية وإعطاء القارئ معلومات صحيحة.

لكن مع الأسف الشديد اكتشفت بعض الأخطاء عن جبهة التحرير الوطني البحرينية وبعض مؤسسيها.

مع أنني كنت عضو في الجبهة منذ عام 1961، استغرب لماذا سميت "جبهة التحرير الوطني البحرانية" بدلاً من "جبهة التحرير الوطني البحرينية"؟!.

كما شاهدت خطأ في عنوان أحد المواقع "علي دويغر مؤسس جبهة التحرير ". والصحيح هو "علي دويغر أحد مؤسسي جبهة التحرير".

حسب معلوماتي وعلاقاتي مع قادة الجبهة، "حسن نظام" هو مؤسس الجبهة بسبب تاريخه النضالي وتجاربه. لقد كان من كوادر حزب توده الايراني، وبعد مطاردة "السافاك" هرب إلى البحرين، وأسس جبهة التحرير بمشاركة علي مدان والمناضلين البحرينيين، أمثال أحمد الذوادي، وابراهيم جمعة ديتو، وعلي دويغر.

بعد تأسيس جبهة التحرير في 15 فبراير 1955، غادر حسن نظام إلى ايران، حيث تم اغتياله في طهران من قبل "السافاك" عام 1958. وكان اغتياله صدمة كبيرة على رفاقه في البحرين وخصوصاً على مدان الذي بكى كثيراً من شدة الصدمة.

لا أعلم من هو مدوّن هذه المعلومات في موسوعة ويكيپيديا الذي بدأ بكتابة "جبهة التحرير الوطني البحريني" بدلاً من "البحرينية". و"إريك منصوريان" بدلاً من "آرميك منصوريان" الذي تعرفت عليه أواسط الخمسينيات في البحرين، وكنت أراسله بعد نفيه إلى ايران حتى وفاته.

لقد كُتب عنه بأن لقى حتفه. وهذا خطا. لأنني زرت منزلهم بعد وفاته في مدينة اهواز الايرانية، حيث أخبرتني زوجته بأنه توفى بسبب الفشل الكلوي!؟.

كما هناك خطأ في لقب "علي مدان" حيث كتب "مدن". و"أحمد الذوادي وسيف بن علي". والصحيح هو "أحمد الذوادي الملقب بـ"سيف بن علي".

رابط جبهة التحرير الوطني – البحرين – مع أخطاء في موسوعة ويكيپيديا
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D9%87%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A_-_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%86


تعرفت على علي عبدالله مدان ورفيق دربه ومعلمه حسن نظام بواسطة أحد أقربائي عام 1954، وثم على الكادر والرفيق الراحل محمد كشتي الذي شجعني على الانضمام إلى جبهة التحرير.

بعد الأحداث السياسية في البحرين عام 1956، والاحتجاجات والمظاهرات ضد الاستعمار البريطاني والعدوان الثلالي، وتضامناً مع الشعب المصري، اعتقل آرميك منصوريان مع أصدقائه الايرانيين وتم نفيهم إلى ايران، بسبب بعض الرسومات واللافتات السياسية التي رسمها آرميك منصوريان، التي رفعت بواسطة المحتجين في المظاهرات.

محمد علي حسين

**********

حتى لا تغيب الحقيقة

كان علي مدان من مناضلي جبهة التحرير الوطني البحرينية الأوائل، وقد عرفته منذ السنوات المبكرة لحياته، عندما كان يعمل مع والدي في البناء، ثم توالت الأحداث وقسى عليه الزمن بعد اعتقاله عام 1957 لمدة شهرين، واعتقاله مرة أخرى عام 1960 مع أخيه حسن، والحكم عليه بالسجن خمس سنوات مع الأعمال الشاقة، وثلاث سنوات لأخيه حسن، وقد أثارت هذه الأحكام الرأي العام في بريطانيا عندما تناولت الصحف البريطانية حينها موضوع عدم عدالة تلك الأحكام، وبعد انتهاء سنوات سجنه تم نفيه إلى إيران، وقد سبق نفي أخيه حسن، ولكنه عاد متنقلاً بين قطر والشارقة ودبي، وفى عام 1978 عاد إلى إيران على اثر الثورة الإيرانية، ولكنه بعد ما يقارب العامين غادر إيران إلى الإمارات حتى صيف عام 1986 عندما التحق برفاقه في دمشق.
لقد كنا على علاقة إنسانية راقية، حيث كان يقوم بين حين وآخر بزيارتنا في تلك القرية بنواحي السيدة زينب بريف دمشق، ويقضي أياماً معنا، لم أجده إطلاقاً منذ قدومه من سوريا أن اشتكى رفاقه، وكان شديد التواضع والبساطة إلى درجة الطفولة لرجل كان يشع نضالاً وثقافة وإخلاصاً لمبادئه وقيمه، فهل يجوز القول انه غادر منفاه في دمشق إلى بلجيكا دون أن يملك خمسين دولارا في جيبه، وحتى لا تغيب الحقيقة من الضروري أن أبين كيف غادر المناضل علي عبدالله مدان دمشق إلى بلجيكا باعتباري أحد الأشخاص الذين قاموا بترتيب إجراءات سفره إلى أوروبا.
لقد عقدنا اجتماعاً لبعض شخصيات لجنة التنسيق، وكان ذلك صباح يوم الاثنين 29/5/1993 في بيت ” أبو قيس ” بمنطقة صحنايا بريف دمشق، وتباحثنا في إمكانية ترتيب اللجوء السياسي لبعض من رفاقنا، من خلال تقديم الطلبات للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين للأمم المتحدة، إضافة لمعالجة الحالة المستعجلة لرفيقنا مدان بسبب المرض، لذا تم الاتفاق على ترتيب السفر واللجوء السياسي لزميلنا علي مدان الذي كان يعاني من سرطان البنكرياس، والتهابات المعدة، علماً أنه قد أرسل من قبل زملائه في جبهة التحرير إلى موسكو للعلاج، وهناك أجريت له عملية جراحية عاجلة، بقي فيها حوالي ٥--- شهور فترة نقاهة ولكن دون جدوى، فقد اشتد عليه المرض، لذا كان من الضروري الإسراع في إجراءات سفره إلى أوروبا، ولتحقيق رغبته وترتيب سفره قمت بناء على تكليف من بعض الإخوة في لجنة التنسيق بإجراء الاتصالات لتأمين هذا السفر، فأجريت الاتصال بالسكرتير العام للاتحاد العالمي للنقابات الأخ ” أديب ميرو” لإبلاغه بقدوم زميلنا علي مدان إلى وارسو في بولندا، كذلك اتصلت بالأخ عزالدين ناصر رئيس اتحاد عمال سوريا، لتسهيل إجراءات خروجه من دمشق إلى وارسو، بالمقابل أجرينا الاتصال بالزميل هاني الريس للسفر من الدنمارك إلى وارسو ليكون في استقباله مع وفد من الاتحاد العالمي للنقابات والمجلس المركزي للنقابات البولونية، وترتيب كل إجراءات سكنه وإقامته المؤقتة في وارسو، ومن جانبهم كان زملاؤه في لجنة التنسيق يجرون اتصالاتهم بعدد من الأحزاب والشخصيات اليسارية في ألمانيا وبلجيكا لاستقباله، والترتيبات الأولية للجوء السياسي، وقد مكث في ضيافة الاتحاد العالمي للنقابات، والمجلس المركزي للنقابات البولونية مدة عشرة أيام، ولأنه لم يملك تأشيرة دخول لاجتياز الأراضي الألمانية، قام رفيقه هاني الريس بمرافقته مشياً على الأقدام أحياناً حتى اجتياز الحدود ودخول ألمانيا، حيث كان في استقبالهم بعض من رفاقهم الشيوعيين الإيرانيين، الذين قد رتبوا بدورهم الإجراءات الطبيعية لسفره إلى بلجيكا بواسطة القطار، وقضوا أياما في ضيافتهم إلى أن استكملت جميع إجراءات حق اللجوء السياسي في بلجيكا.
لم يسعد كثيرا في منفاه الجديد عندما وافاه الأجل في صبيحة يوم الاثنين 27/ ١--- / 1995، مسجلاً قصة كفاح مريرة، وبدوره قام هاني الريس بواجبه في المشاركة بعملية تشييعه ودفنه، وفى اليوم نفسه أصدرت لجنة التنسيق بيان نعي المناضل علي عبدالله مدان جاء فيه: ” تنعى لجنة التنسيق بين الجبهتين احد الرواد الأوائل في جبهة التحرير الوطني البحرانية المناضل الصلب الرفيق على عبدالله مدان”، بيان النعي هذا لا يزال ثابتاً للتاريخ في صحيفة الأمل العدد 34 يناير 1995 ليكون شاهدا على حجم العلاقات الإنسانية بين أولئك الذين عاشوا في المنفى.
هذا المناضل الذي كان يبتسم وهو يتألم، ويبتسم للحياة وهو يستقبل الموت كما كان ” أبو قيس ” الذي كنت أواسيه في لحظات كان يصارع من أجل الحياة وهو مريض، ولكنه كان يعشق الحياة ويبتسم لها، فبالرغم من شدة مرضه عندما كنا في المنافي لم يقف قلمه عن العطاء، وهكذا كان النعيمي الذي رافقته ثلاثين عاماً تحت سقف واحد، ولم نختلف كما يحلو لبعض الانتهازيين ترويجه، لذا أصبح ضرورياً أن أبين لاحقاً حقيقة هذا الخلاف الشخصي المزعوم.
إن هؤلاء رموز شامخة للحياة، وعبر للأجيال، كنا نتمنى أن لا يحط من قيمها وقدرها ونضالاتها، وأن لا يستغل بعضهم للترويج الإعلامي، كالقول إن مدان قد سافر ولم يحمل في جيبه خمسين دولارا، وجعل معاناتهم مادة خلافية يشوه من خلالها أشخاص بما يغاير الحقيقة، بدلاً من تقدير تضحياتهم.

المصدر: الكاتب البحريني محمد المرباطي - موقع المنبر التقدمي - البحرين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخبز يعيد بارقة الأمل الى سكان غزة | الأخبار


.. التصعيد الإسرائيلي الإيراني يضع دول المنطقة أمام تحديات سياس




.. العاهل الأردني: الأردن لن يكون ساحة معركة لأي جهة وأمنه فوق


.. هل على الدول الخليجية الانحياز في المواجهة بين إيران وإسرائي




.. شهداء وجرحى جراء قصف قوات الاحتلال سوق مخيم المغازي وسط قطاع