الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبي.

عبداللطيف الحسيني
:(شاعر سوري مقيم في برلين).

2021 / 2 / 17
الادب والفن


أخافُ عليكَ من جهل الجاهلين وأميّة المتسلّقين ورداءة القوّالين, وهم كثرٌ جداً –يا أبي – بحيث لا تستطيعُ عَدّهم ولا أستطيعُ . لا أريدُ منكَ شيئاً – يا أبي- فقط وددتُ أنْ تسلّطَ شُعاعاً من نوركَ الفيّاض على تلك الزاوية المُعتمة من البيت , فليس فيها إلا -"ملائكةٌ سودٌ-" , حيث أقبعُ أنا مُكسوراً وهشّاً ومطعوناً ومهزوماً .
... آ هٍ يا أبي , لقد سألتَني قبلَ سنةٍ من الآنَ , في مثل هذا اليوم تحديداً عمّا يجري ؟, فقلتُ لكَ :(إنّها الأرضُ التي تجري من فوقِها ومن تحتِها الدماءُ طاهرةً) . فقلتَ لي بانكسارٍ عميقٍ لم أكَدْ أتبيّنُه ,أجاءَ من بئر لا قرارَ لها ,أم تفوّهتَ به أنتَ؟, قلتَ وقولًكَ الحَقُّ:(نحن يتامى) . اسمحْ لي- يا أبي- كي أشكرَ الإلهَ - مَرّةً واحِدة في الحياة- لأنكَ كليلُ العينين والأُذنين , أشكرُه لأنكَ لا تسمعُ ولا تَرَى, أشكرُهُ على هذه (النعمة)التي أنتَ فيها يا أبي.
يمكنُكَ أنْ تضعَ حَجَراً, وأنا أتكفّلُ برميهِ إلى أبعد نقطةٍ في الأرض , ما رأيُكَ يا أبي ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية


.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-




.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ


.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ




.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني