الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكمت جميل في مسيرة قاربه

جواد الديوان

2021 / 2 / 19
سيرة ذاتية


ارسل لي مشكورا الاستاذ الدكتور حكمت جميل الجزء الاول ذكرياته "مسيرة قارب من دجلة الى ديترويت" على شكل PDF. وغلافه استفزاز لقاريء مثلي، حيث تبرز صورة علم العراق الذي كتب عليه طاغية العراق بخطه، ورغم اعتماده من قبل مجلس نواب العراق يبقى استفزازا. وذلك لا يعني ان تذوب المشاعر باعتماده من مجلس نواب يختلف القوم عليهم.
يسرد الاستاذ جميل ذكرياته حيث ترعرع، وتخرج من كلية الطب- جامعة بغداد. وضمن السرد بعض الاحداث السياسية وخياراته بالتوجه نحو اليسار في ذلك الوقت، وانسحابه من اليسار او لنقل العمل السياسي في 1961.
وللاحداث بعد شباط الاسود 1963 جزء من ذكرياته، فتم اعتقاله، ونقله قطار الموت الى السماوة، ومن ثم الى نقرة السلمان السجن الصحراوي المعروف. وواجه المجلس العرفي (محكمة عسكرية) وشهد عليه طبيب عسكري! ويذكر اسمه (تخصص في الطب النفسي لاحقا وربما لا يشعر هولاء بالذنب). وحصل الاستاذ جميل على حكم بالسجن. ولم يذكر كلمة شباط الاسود 1963 بشكل واضح اي لم يصفه بالاسود، حيث يعرف الساسة واليسار خاصة تلك الاحداث. وفيها تعرض العراق لهجمة نازية شرسة ابطالها دعاة القومية العربية، ومنها ارتبطت كلمة القومية بالدم الى الان. كما بقت نقرة السلمان وصمة عار لحكام العراق وساسته لتلك الفترة، ولم يقدمها الادب العراقي وادب السجون في مفهوم يوازي سجن الباستيل في فرنسا.
خفف الاستاذ جميل معاناته الشخصية في هذه الفترة المظلمة بامثلة مثل ضربه المحقق بعصا على ظهرة عند خروجه من غرفة التحقيق، اما الحرمان من التبول والتبرز والنوم، فقد مر عليها مرور الكرام. وهذا موقف لصالح الاستاذ جميل لا عليه، انه يقدم مثالا للمسامحة والغفران.
لم تغفر له السلطات باختلافها التوجه اليساري في عمر ما، فكانت العذر الاكبر لمنافسة غير شريفة، ومنها استبداله في معمل السكائر بتهمة كيدية! ومن اخذ مكانه طبيب تربع وزيراعلى وزارة الصحة لاكثر من عقد من السنوات! الا ان الاستاذ جميل يذكر الحدث مرورا. ان من يمارس التنافس بذلك الشكل يحتل المناصب القيادية في الدولة، لينقلها الى مواقع النجاح! فيكرس الفشل، ولم يقدمها الاستاذ جميل امثلة من العراق. والذكريات ليست تسجيل احداث، انها تختلف عن الرواية، ولم تكن صياغة ذكريات جميل رواية.
لم يغفر له نظام البعث في الثمانينات وفي التسعينات توجهه القديم لليسار، فهناك احداث اعتقالات في الامن والاستخبارات وصفها الاستاذ جميل ببساطة دون ادانتها، انها اشتباه او غيرها. ومنها يمر على مشاغبات اساتذة من البعث لابعاده عن نشاطات محددة مثل قيادة او اشراف على الاستعدادات لمؤتمر! المهم اسم بعثي في الواجهة وليس اخر! ويرد الاسماء وربما جزء من البوح للتخلص من التوتر، ولكنه يترك ذلك عائما دون التعمق بالموضوع. ومن وردت اسمائهم عملوا ومارسوا انتهاكات لزملائهم في بعد شباط الاسود، والمؤسف من شهد ذلك لم يوثقها للاجيال، وهنا لا اقصد الاستاذ الجميل، فكان معتقلا بعيدا عنهم.
وربما تصورت ان هذه الذكريات هي راءة ذمة للتاريخ فتغسل ادران واوساخ البعض في تاريخ العراق. واقول مرة اخرى هذا موقف يحسب للاستاذ جميل، وخاصة اذا استحضرت الاشكاليات التي حصلت له في منتصف التسعينات، وهي رد فعل على نجاح علمي متميز له، وسببت تقاعده وهجرته لامريكا.
يسرد الاستاذ جميل تجربته في بريطانيا وحصوله على الماجستير والدكتوراة ليصل القاريء ان النجاح حليف الجهد والمثابرة وليس حليفا للعلاقات والاتجاهات السياسية. وتخصص في الطب المهني، واثر ايجابا على العراق.
ساهم الاستاذ جميل في تطوير الدراسات العليا في كلية الطب- جامعة بغداد، واسس لدراسات في الطب المهني الدبلوم العالي والماجستير، ثم الدورات للاطباء العاملين في المصانع وغيرها. وربما من الافضل الاشارة الى مساهمته في تطوير دراسة الوبائيات في كلية الطب-بغداد.
ساهم الاستاذ جميل في تطوير تاثير كلية الطب المجتمعي فاسس لعلاقات مع اتحادات العمال والجمعيات والاعلام وكذلك النشر الطبي.
لم يساهم التقديم للكتاب في اظهار قيمة الذكريات، ولكنه رائع ادبيا. كل الاحترام والتقدير للاستاذ الدكتور حكمت جميل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن