الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة الفكر العربي من قراءة المشهد إلى توصيف الحالة

طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)

2021 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


تبدو جميع المناقشات المطروحة بشأن القضايا العربية على كافة مستوياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، سواء فى أروقة الأحزاب السياسية والغرف المغلقة، أو عبر وسائل التواصل وبعض قنوات الاتصال، تأتي قرائية للمشهد العربي بكل أزماته المعرفية والميدانية، فيتطابق الخطابان الثقافي المتعالي والشعبوي الذي يتضح مع مرور الوقت أنه أكثر وعيا وإدراكا من خطابات المثقفين والسياسيين. فالمشهد العام يصرخ ويعلو صوته بأزمات التبعية وعدم استقلال القرار الذاتي والحروب بين القبائل العربية. أقصد الدويلات العربية. أقصد ما يطلق عليها مجازا الدول العربية. فلا شئ مقدم عند النشطاء والباحثين سوى قراءة الواقع المزري وإعادة توصيفه بمصطلحات ممكيجة، كي تبدو أكثر عمقا من الخطاب الشعبوي المدرك تماما لأزمات بلادنا. فالقراءة والتوصيف ما هما إلا ركود وكسل معرفي، يتقنه المنظرون ويلوكه العوام، دون طرح أسئلة فلسفية كمنطلق معرفي للممارسة الواقعية. تلك الحالة التي يتقنها الغرب الإمبريالي والعصابة الصهيونية. فهم قادرون على طرح الأسئلة التي ينطلقون منها لتنفيذ ذكور وبنات أفكارهم، ومازلنا على حالة الثبات المعرفي، فى إعادة تدوير الأفكار التى أكل عليها الدهر وشرب. بالطبع ينجرف الكثيرون تحت مصطلحات الديموقراطية وحقوق الإنسان والحق فى الوجود بكرامة واستقلالية، لكن ذلك أيضا لا يتجاوز القراءة والتوصيف. لم نرى من يطرح أسئلة الانطلاق حتى وإن كانت غبية وساذجة، فالطرح الأبله أفضل من الموات الإكلينكي. هب أن أحدهم طرح فكرة النهوض من قمصان النوم والكلوتات، شريطة أن تكون من مصانع غزل المحلة، والله إن لطرحه طعم، عن حوارات الغرف المغلقة التى تحمل جملا من باب : معطيات الوجود الكينوني محل نظر الطرح الوجودي لإنزيمات عصير القصب. بيد أننا نتآمر ذهنيا على أنفسنا أكثر مما يتآمر علينا الأعداء، وبيد أنه على المرء فى حالة التفكك هذه، أن يعيش حالته الذهنية وأسئلة وجوده بذاته ولذاته وليبتلع لسانه وسط هذا الكم من التنظير القرائي الوصفي. على أقل تقدير فأنا أمارس ذاتيتي برؤية حكام العرب اشباه رجال. موظفون لدى العصابات الصهيونية والرأسمالية، وعليه فلا قيمة لهم عندي ولا لمؤسساتهم التي يصدرون لك أنها تمثلك كمواطن. كل هذا التهافت لن يغير من موقف المفكرين والسياسيين الضائع بين القراءة والتوصيف، والشعوب التي كفرت بالنخبة وأطروحاتها. سأظل أطرح أسئلتي الخاصة ولو كان الجنون والهوس الذهني هما صديقاي، بديلا عن إعادة التدوير والموت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا حققت إسرائيل وحماس؟


.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: لم نتهم حزب الله بشأن مقتل باسكا




.. قطر: لا مبرر لإنهاء وجود مكتب حماس | #نيوز_بلس


.. بكين ترفض اتهامات ألمانية بالتجسس وتتهم برلين بمحاولة -تشويه




.. أطفال في غزة يستخدمون خط كهرباء معطل كأرجوحة