الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عوار الإقحام الإيديولوجي في الميدان المعرفي

مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)

2021 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع في لندن مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: ما هي وجهة نظرك فيما يراه البعض في نهجك المعرفي والفكري من حمولة «جذرية» للعالم منبثقة من أيديولوجية ثورية ماركسية؟

مصعب قاسم عزاوي: أحاول الالتزام دائماً بالابتعاد عن تقديم أي تصور أيديولوجي لما يجب أن تكون حال أي مجتمع عليه. فذلك الموضوع يجب أن يكون دائماً وأبداً نتاج جهد جمعي ديموقراطي يتشارك فيه كل المتشاطرون في ذلك المجتمع بصياغته بأي منهجية يتفقون عليها تضمن المشاركة المتكافئة والعادلة لكل منهم في صياغة ذلك التصور الأيديولوجي.
وبشكل مختصر أعتقد بأن القولبة التأطيرية، والميل العفوي لتصنيف أي مقول معرفي و إقحامه قسراً في خانة أيديولوجية، هو خطل بنيوي في نهج تفكير أي شخص عاقل، وهو استطالة نكوصية لذلك النموذج «القَبَلِيِّ العشائري» في الميدان الفكري لتصنيف وحشر أي نتاج ثقافي في «عشيرة» لا بد من نسبه إليها.
ولزيادة التوضيح فكارل ماركس نفسه لم يخف وإنما افتخر بأن نموذجه الفلسفي استلهمه من فردريك هيغل بشكل قويم استبطن و هضم و أعاد إنتاج نتاج ذلك الأخير «بوضعه على قدميه بعد أن كان واقفاً على رأسه»، وأن رؤيته ونقده الاقتصادي مبني على النتاج الثري لآدم سميث وديفيد ريكاردو، وأن رؤيته المادية التاريخية «بالتعاضد مع نتاج فردريك إنجلز» تمثل إيضاحاً في الميدان التاريخي لنتاج تشارلز دارون في الحقل العلمي والتطوري، وأن تصوره الثوري للمجتمع الجديد وطبيعة العلاقات القائمة فيه في الميدان الاجتماعي، مستلهم بشكل غير خاف لأي قارئ مدقق من الرؤية «الجذرية» لجان جاك روسو عن «العقد الاجتماعي» الذي لا بد منه في «مجتمع ما بعد الثورة اللازمة موضوعياً وتاريخياً».
وفي الواقع ليس هناك انقطاع فكري في نتاج البشر في صيرورة تطورهم، إذ أن المعرفة البشرية هي سلسلة من التعاقب الإبداعي، والاستشراب العرفاني، والهضم الفكري، وإعادة الإنتاج المفهومي بشكل أكثر نضجاً في كل مرحلة زمنية عن أي حقبة سالفة لها.
ومن الناحية الشخصية، فإن لدي «حساسية تَأَقِيِّةً متأصلة» من كل ما يقترب من تصور كارل ماركس «الجذري» وإخراجه «اللينيني» الأكثر شيوعاً عن تطبيق رؤيته لماهية «ديكتاتورية البروليتاريا» مجتمعياً؛ والتي أظن بأنها تتناقض جوهرياً ومنطقياً مع حق البشر جميعاً في كل الحريات الأساسية دون أي قيد أو شرط يرى في جُلِّهِم «قطيعاً من الرعاع الجاهلين» لا بد لهم من الاستلام والتسليم بطهرانية «الطليعة الثورية العارفة بما يصلح لهم أكثر من أنفسهم».








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي