الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدانية التطور الرأسمالي والتحالفات الوطنية

لطفي حاتم

2021 / 2 / 19
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


- تشترط وحدانية التطور الرأسمالي تجديد عدة اليسار الديمقراطي الفكرية وتحديد مهامه الوطنية انطلاقاً من موضوعة مفادها ان بناء الدولة الاشتراكية لم يعد هدفا آنياً بل مطلباً إستراتيجيا تفرضه كثرة من التغيرات السياسية – الدولية التي تنتجها المرحلة الجديدة من التوسع الرأسمالي.
- انطلاقا من ذلك لا زالت رؤية اليسار الديمقراطي حول بناء الدولة الوطنية في إطار المشاريع النظرية الامر الذي يتطلب إرسائها على قاعدة فكرية تستمد شرعيتها من المنهج الماركسي لغرض صياغة برنامج وطني – ديمقراطي تعتمده قوى اليسار الديمقراطي في كفاحها الوطني باعتبارها التيار السياسي الثابت في مناهضة نهوج الرأسمالية المعولمة الحاملة لسياسة التبعية والتهميش.
اعتمادا على الرؤية الفكرية المشار اليها نسعى الى التقرب منها عبر مفاصل أساسية تتمثل ب---
المفصل الأول –الرأسمالية المعولمة والدولة الوطنية.
المفصل الثاني-- اليسار الديمقراطي وقواه الطبقية.
المفصل الثالث–اليسار الديمقراطي والتحالفات الوطنية.
تأسيساً على العدة المنهجية المثارة نحاول تحليل مضامينها الأساسية.
المفصل الأول – الرأسمالية المعولمة والدولة الوطنية.
يتميز الطور الجديد من التوسع الرأسمالي بكثرة سماته التي تشكل اطاراً سياسياً عاماً لتطوره يمكن ملامستها عبر موضوعات عامة مكثفة-
-- يعتمد راس المال المعولم في تطوره على نهوج التبعية والألحاق وما ينتجه ذلك من تحجيم الدول الوطنية ودورها في تطور العلاقات الدولية.
- يسعى الطور الجديد من التوسع الرأسمالي الى تخريب السيادة الوطنية وتأكيد نزعته الكسموبوليتية بدلا من تطور الهويتين الوطنية والقومية.
-- تهدف العولمة الرأسمالية في علاقاتها الدولية الى تهميش الدول الوطنية والحاقها بالتكتلات الاقتصادية الدولية.
- تسعى العولمة الرأسمالية الى تفكيك التشكيلات الاجتماعية الوطنية وتهميش طبقاتها الاجتماعية الناشطة في الإنتاج الوطني.
- تحتضن الرأسمالية المعولمة حركات اليمين الإرهابي ومساندة فعاليته الهادفة الى تخريب كفاح الطبقات الاجتماعية الوطنية وقواها السياسية.
-- تعتمد الرأسمالية المعولمة سياسة التدخلات العسكرية ومساندة نهوج الطبقات الفرعية الوطنية المتحالفة مع الاحتكارات الدولية.
- تسعى الرأسمالية المعولمة الى اشعال الحروب الاهلية ومساندة النظم الاستبدادية بهدف الحد من كفاح القوى الوطنية.
- تميل الرأسمالية المعولمة في علاقاتها الدولية الى إجهاض تطور الدول الوطنية وتمكين طبقاتها الفرعية على السيطرة على السلطة البلاد السياسية.
- تهدف المنافسة الرأسمالية في طورها المعولم الى اثارة الحروب الإقليمية لغرض التدخل في شؤن الدول الوطنية المتحاربة.
إزاء هذه المهام التخريبية للطور المعاصر من التوسع الرأسمالي يتعين على اليسار الاشتراكي بناء تحالفاته الطبقية المرتكزة على برامج سياسية قادرة على بناء دولة وطنية ديمقراطية.
المفصل الثاني -- اليسار الديمقراطي وقواه الطبقية.
يسعى اليسار الديمقراطي في كفاحه الوطني الى بناء تحالفات وطنية عريضة تعتمد المساند الاجتماعية - الفكرية التالية --
المسند الأول - يتشكل التحالف الوطني الكبير من القوى والطبقات الاجتماعية المناهضة لنهوج تفكيك وتهميش الدول الوطنية وتشكيلتها الاجتماعية.
المسند الثاني - تعزيز تحالف اليسار الديمقراطي مع الطبقات الاجتماعية الوطنية -البرجوازية الوطنية والطبقة الوسطى- فضلاً عن البرجوازية الصغيرة الفاعلة في الإنتاج الوطني والعاملة في أجهزة الدولة الإدارية.
المسند الثالث- تسعى قوى اليسار الديمقراطي الى تشكيل تحالفات طبقية واسعة هادفة الى صيانة البلاد من الرأسمال الاحتكاري المعولم ونهوجه المتسمة بالتهميش والالحاق.
المسند الرابع- اعتماد برامج سياسية – اجتماعية وطنية لخوض المنافسة الديمقراطية الانتخابية.
المسند الخامس- تحريم انشاء مليشيات عسكرية وما تحمله من توترات اجتماعية -سياسية واثارة الحروب الاهلية.
المسند السادس- تحريم بناء علاقات طائفية مع الخارج الإقليمي - الدولي وما يحمله ذلك من التدخل في الشؤون الداخلية ومساندة أطراف اجتماعية ضد أخرى.
ان بناء الدولة الوطنية وتحالفات طبقاتها الاجتماعية المنتجة يشكل جوهر الكفاح المناهض لنهوج الرأسمالية المعولمة والمناهض لإثارة الحروب الاهلية وما ينتح عن ذلك من هيمنة الطبقات الفرعية على سلطة البلاد السياسية
المفصل الثالث - اليسار الديمقراطي والتحالفات الوطنية
بداية أشير الى ان وحدة اليسار الديمقراطي لا تتحدد بوحدة فصائله اليسارية فحسب بل تشمل وحدة كافة القوى الوطنية- الديمقراطية المناهضة للرأسمالية المعولمة التي تسعى الى تفكيك التشكيلات الاجتماعية وتهميش قواها الطبقية الكابحة لنشاطها المناهض للوطنية والعدالة الاجتماعية.
ارتكازاً الى ذلك أرى من الضروري تجديد برنامج اليسار الديمقراطي التي اجده في—
1-صياغة برنامج وطني يهدف الى بناء دولة العدالة الاجتماعية الراعية لمصالح الطبقات الاجتماعية الناشطة في الإنتاج الوطنية.
2- ينطلق البرنامج السياسي من مبدا الوطنية الديمقراطية وما يعنيه من التداول السلمي للسلطة السياسية وسيادة الشرعية الديمقراطية الانتخابية في حياة البلاد السياسية.
3- يهدف البرنامج الوطني الى بناء الدولة الوطنية المرتكزة على نهوج التوازنات الطبقية المتضمنة تلبية الضمانات الاجتماعية للطبقات الفاعلة في الإنتاج الوطني.
4- يشترط البرنامج الوطني ضمان الدولة الوطنية لحرية عمل الأحزاب والقوى الوطنية وعدم التدخل في برامجها الوطنية الرامية الى خدمة مصالح طبقاتها الاجتماعية.
5- يسعى البرنامج الوطني الى هيمنة الدولة الوطنية على الأجهزة العسكرية – الأمنية وضمان وظائفها الوطنية المتمثلة بحفظ البلاد من الاعتداءات الخارجية والقوى الإرهابية.
6- يحرم البرنامج الوطني بناء تشكيلات عسكرية حزبيه تعمل على اثارة النزاعات الاجتماعية وتهدف الى إرهاب القوى الوطنية – الديمقراطية.
7- يعمل البرنامج الوطني على سيادة مبدأ الوطنية - الديمقراطية في النزاعات الوطنية وادانة التحالفات المذهبية والسياسية مع الخارج الإقليمي – الدولي.
8- يهدف البرنامج الوطني الى إقامة علاقات وطنية – دولية على أساس احترام مبدأ السيادة الوطنية والتضامن الدولي والمنافع الاقتصادية المشتركة.
9- يعزز البرنامج الوطني التضامن الدولي المناهض لنهوج التبعية والتهميش وسياسية راس المال المناهضة للديمقراطية والمصالح الوطنية.
10- يكافح البرنامج الوطني من اجل تعزيز اللحمة الكفاحية بين التيارات الديمقراطية العالمية بهدف تعزيز التطور السلمي للدول الوطنية وقواها الديمقراطية.
ان مضامين البرنامج الوطنية الديمقراطية يساهم كما أرى في صيانة الدولة الوطنية وقوى تشكيلتها الاجتماعية من التهميش والالحاق ويحول الدولة الوطنية الى وحدة أساسية من وحدات تطور العلاقات الدولية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي