الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزائر تقصف المغرب بالتغيير الدستوري ، وتحرير السجناء السياسيين ، فيما أن الديكتاتورية العلوية تقصفها بالموز

علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)

2021 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


في الوقت الذي مارست فيه قناة الشروق الإعلامية الجزائرية حقها المشروع ، و حريتها في إجراء حوار افتراضي مع دمية مشبهة على مقاس وملامح وجه الديكتاتور محمد السادس الذي أساء للشعب المغربي بشكل خاص من خلال تطبيعه مع الكيان الصهيوني ، ثم تركيعه و استعباده للمغاربة بشكل عام ، فقد سخرت بذلك الديكتاتورية العلوية شرذيمة من المحسوبين على الحقل الإعلامي بالمغرب للقيام بتصوير و أخذ تصريحات من هنا وهناك على ألسنة بؤساء ، ومعوزين و مشردين ، ومختلين نفسيا ، و عقليا للتفوه بمختلف أنواع السب ، والقذف ، و الشتم في حق الشعب الجزائري الشقيق ، ناهيك عن تباهي هؤلاء البؤساء بأكلهم و استهلاكهم لفاكهة الموز المفضلة من لدن القردة ، اعتقادا منهم أنهم بذلك سيستهزؤون بالجزائريين ، و لإيهام أنفسهم المريضة على أن وضعية الشعب المغربي أفضل من وضعية الشعب الجزائري .
إن العكس في ذلك هو الصحيح ، حيث انقلب السحر عن الساحر، حيث أن ملايين من المغاربة من الطبقات المسحوقة بما فيهم طلبة الجامعات لا يعيشون إلا بالقطنيات ، أو بالخبز و الشاي ، أو بالبيض و الطماطم إذا توفر لهم ذلك بعيدا كل البعد عن استهلاكهم للفاكهة التي يعتبر الموز واحد من أنواعها ، لأن المنحة الطلابية أو الدخل اليومي للمغربي لا يسمح له باستهلاك الفواكه و الخضر و اللحوم كما يتبجح العبيد بذلك ، ناهيك على أن المغرب يحتل مرتبة 121 في مؤشر التنمية البشرية لسنة 2020 فيما أن الجزائر تحتل المرتبة 91 ، ومؤشر التنمية البشرية هو مقياس مقارن لمتوسط العمر المتوقع ، ومحو الأمية ، و التعليم ، و مستويات المعيشة بالنسبة للبلدان في جميع أنحاء العالم. بل هو وسيلة لقياس مستوى الرفاه ، والرعاية الاجتماعية ، و خاصة وضعية الأطفال الذين هم رجال الغذ ، فمن يكذب على من ؟.
فإذا استطاعت الديكتاتورية العلوية أن تُجيش شرذيمة من اللقطاء عدمي القيم ، و الأخلاق من هؤلاء البؤساء و منهم المحسوبين على الإعلام المأجور للدفاع عنها أمام ما بثته قناة الشروق الجزائرية في إطار حرية التعبير ، وحرية الصحافة ، ناهيك على أنه قد سبق لمختلف القنوات الإعلامية الدولية أن سخرت من الديكتاتور محمد السادس ، بما فيهم القناة الاسرائلية التي تمكنت من انجاز تقرير عن فضائح الديكتاتور محمد السادس وما يروج داخل قصوره معتبرة إياه بالمفترس من الدرجة الأولى ، مع كل هذا ذلك لم تُحرك الديكتاتورية العلوية ساكنا ، و لم تأمر أقنانها من مختلف الأصناف ، و الرتب ، و المهن للتهجم و الرد عن إحدى تلك القنوات الإعلامية الدولية ، ولكن لما تعلق الأمر بالجزائر فقد انفجر الحقد و الكراهية المغلف بكل أشكال التخلف و العنصرية ، وإقحام الشعب الجزائري بكامله ، و التهجم عليه بوابل من السب و الشتم .
لقد تعمدت الديكتاتورية العلوية أن تقصف جارتها الجزائر بسفاهة وسخافة " الموز البنان " ، كي تخفي حقائق فضائحها و جرائمها ، وغسيلها الوسخ ، وأساليبها النتنة القذرة في تعاملها مع الأحرار من الشعب المغربي التواق للحرية ، و الديمقراطية ، و العدالة ، تلك الفضائح التي تناولتها مختلف المنابر الإعلامية و المنظمات الإنسانية الدولية و على سبيل المثال تقرير منظمة "ووك فري" الأسترالية التي توصلت إلى أن المغاربة العبيد يفوقون 219 ألفا ، وهو ما تطرقت إليه جريدة الأيام 24 يوم الثاني من شهر يونيو 2016
ووفقا لمؤشر العبودية العالمي الذي تعتمده المنظمة، فقد بلغ عدد المغاربة الذين يعيشون وطأة مجهر العبودية 219 ألفا و 700 شخصا ، و قد اعتبرته الجريدة بتقرير خطير بالنظر إلى حديثه عن العبودية في المغرب في القرن الواحد و العشرين . حيث يضيف أن أصناف العبودية التي يعاني منها المغاربة تتمثل في الأعمال الشاقة ، والدعارة ، و الاتجار في البشر، ثم الاستغلال الجنسي ، والزواج القسري تحت الضغط و الإكراه ، وزواج القاصرات ، كما ورد في تقرير المنظمة الاسترالية وجود 100 ألف حالة زواج للقاصرات في المغرب ، وتلك بعض الحقائق المؤلمة ، والصادمة الظاهرة منها ، و الخفي منها أعظم .
إن الرئاسة الجزائرية لم تنزل كعادتها إلى الحظيظ و المستنقع كما تعودت الديكتاتورية العلوية عن ذلك ، بل كانت الجزائر في المستوى المنشود حيث ردت بالصمت ، و بالعمل الجاد لتحقيق مطالب الشعب الجزائري ، عوض مضيعة وقتها في الأخذ و الرد مع الديكتاتورية العلوية ، وجحافيلها من الأقنان ، حيث كان القصف مزلزلا لما أعلن الرئيس الجزائري إقرار الديمقراطية بإعلانه عن تغيير الدستور ، و الحرية بحله للبرلمان ، و إجراء انتخابات نزيهة ، و العدالة بتحرير السجناء السياسيين على الفور .
و هل تمتلك الديكتاتورية العلوية بالمغرب الشجاعة ، وتستطيع بذلك أن تحذو حذو الرئاسة الجزائرية لإطلاق سراح الأسرى من السجناء السياسيين القابعين في سجون الذل ، و العار ، و المهانة ، والحد من سياسة تكميم الأفواه ، واستغلال القضاء المأمور للزج بالأصوات ، وبالأقلام الحرة بالسجون عبر تلفيق التهم التي لا يصدقها أي عاقل؟؟
أكيد ان الديكتاتورية العلوية لن تستطيع تحقيق ما حققته الرئاسة الجزائرية ، لسبب أساسي ألا و هو : أن الجزائر يحكمها أبنائها الأصليون ، قد يختلفون ، أو يتشاجرون ، أو يتعاركون لكنهم في الأخير يتصالحون بين أحضان أمهم الحنونة الجزائر ، أما المغرب فهو محكوم من قبل القبيلة العلوية الدخيلة ، و التاريخ البشري لم يُقر بعد ، و لم يسبق له أن سجل أو أرخ على أن هناك قوة استعمارية ، أو عصابة ، أو قبيلة مُحتلة لأرض ما قد اهتمت جيدا بعز ، وكرامة , وشأن السكان الأصليون لتلك الأرض، ألم يقال " إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها و جعلوا أعزة أهلها أذلة ، و كذلك يفعلون " وبهذا صار أعزة المغرب من الأصليين أذلة تحت أقدام السلاطين و الملوك الدخلاء اللقطاء و تحت العصابة العلوية التي استعبدت المغاربة حتى و إن ولدتهم امهاتهم أحرارا .
أمستردام هولندا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة