الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماركسية هي نهج الفلسفة الثورية العلمية والعملية الشاملة

خليل اندراوس

2021 / 2 / 20
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية



الماركسية سلاح الطبقة العاملة، ليس هناك من نضال مظفر بدون فلسفة صادقة والفلسفة الحقيقية، والتي تبقى وتكوّن المعرفة الانسانية عبر التاريخ هي تلك الفلاسفة التي لها صلة بالواقع الانساني والتي تستند، وتستفيد من خلال تطور التجربة الانسانية، والتطور التاريخي للمجتمع والحضارة خلال مئات السنين العابرة وواقع الحياة المعاصر.

وهي تلك الفلسفة التي تستند على العلم والثقافة الانسانية ومنطلقة من واقع الحياة. وبعيدة كل البعد عن اللعب بالافكار او التي تعيش في عالم الخيال.

ولقد حارب الفيلسوف الفرنسي الكبير ديكارت هذا اللعب الفوضوي والغامض، والخطر الذي انتهت اليه الفلسفة على يد بعض الفلاسفة، فوصف اشباه الفلاسفة بوقله!" يسمح لهم غموض المبادئ التي يستخدمونها بالحديث عن كل شيء بجرأة نادرة. كما لو كانوا على علم تام بها فاذا بهم يدافعون عن كل ما يقولونه بصددها ضد امهر اعدائهم وادقهم. الذي جاء ينازع رجلا يرى في داخل قبر مظلم (ديكارت مقالة عن المنهج عام 1637).

وفي عالمنا المعاصر هناك فلسفة مظلمة تخدم الطبقة البرجوازية المسيطرة والسائدة والتي تكرس استمرار سيادة هذه الطبقة والتي قد تدخل الانسانية الى "قبر مظلم" مثل فوكوياما وفلسفته حول نهاية التاريخ. وهنتنغتون وفلسفته حلو صراع الحضارات وفريدمان ونظريته التي تحول مبادئ "السوق الحرة" الى إله يحب ان نصلي من اجله، وغيرها وغيرها.

ولكن على الطبقة العاملة وكل المتنورين ورجال العلم والثقافة ان تستفيد من التجربة الانسانية وما وصل اليه الفكر الانساني التقدمي والتعمق اكثر فاكثر بالفلسفة العلمية الواضحة والمفيدة تلك التي تحدث عنها الكاتب الروسي جوركي بقولن: "من الخطأ الاعتقاد باني اسخر من الفلسفة بل انا حزب لفلسفة تنبعث من الارض ومن اطوار العمل. فتقوم بدراسة الطبيعة وتسخر قواها في سبيل خدمة الانسان. وانا اعتقد بان الفكر مرتبط اشد الارتباط بالعمل ولست نصير الفكر بينما نحن لا نحرك ساكنا نجلس او نرقد بدون عمل. (جوركي "البرجوازيون الصغار – 1931).

واليوم بعد فشل تجربة بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي سابقا لاسباب ذاتية وموضوعية يسعى الاعلام الغربي، وثقافة رأس المال العالمي ليس فقط القضاء على الاحزاب الماركسية وايضا من خلال ممثلين لها داخل تلك الاحزاب او مأجورين لها والماركسيين بل القضاء على الفلسفة الماركسية. ولذلك واجب الطبقة العاملة والفئات الشعبية الواسعة التسلح بفلسفة ماركس وانجلز ولينين لتساعد على النضال ضد الطبقة المستغلة الرأسمالية، وضد فلاسفة هذه الطبقة من الوجوديين والمثاليين واصحاب الفلسفة البراغماتية التي تقبل بالواقع كوضع ميتافيزيقي غير متغير، وضد المالتوسية الجديدة، وضد الممارسة الهيغلية الجديدة، وضد النيوكانتية الذين ينكرون وجود قوانين موضوعية تحدد التطور التاريخي للمجتمع الانساني.

فواقع عالمنا المعاصر الصعب والمعقد جدا والذي تفرضه طبقة رأس المال والعولمة المتوحشة، وما يسود العالم من صراعات وحروب محلية وجوع وفقر وبطالة واستعمار جديد مباشر، مثل احتلال افغانستان والعراق، واستمرار الاحتلال الاسرائيلي للضفة والقطاع واستمرار الاستيطان الكولونيالي المدعوم من امريكا وخاصة الصهيونية المسيحية. وغير مباشر يفرض علينا ان نطرح السؤال: ما السبيل الى التخلص من هذا الواقع المأساوي وغير الانساني؟

وبما ان الفلسفة الماركسية العلمية الجدلية تعتبر نظرة شاملة للعالم فان على الطبقة العاملة وجماهير الشعب الواسعة التي تريد تغيير هذا الواقع ان تتسلح بنظرية شاملة متكاملة وعلمية حول التطور التاريخي للانسانية، وخاصة في هذه المرحلة حيث تحول المجتمع الرأسمالي الى اعلى مراحله، أي المرحلة الامبريالية، فارضة على العالم سياسة العدوان والنهب والسيطرة، وحيث تسود مصلحة السوق الحرة فوق أي مصلحة انسانية، حتى اصبح بقاء المجتمع الانساني وحتى بقاء الكرة الارضية موضع تساؤل؟

في عصرنا الحالي وصلت الانسانية الى مفترق طرق فالطبقة البرجوازية تريد من الجماهير الشعبية والطبقة العاملة ان تقبل المجتمع البرجوازي على علاقة وان تخضع للاستغلال الرأسمالي، والاضطهاد الطبقي والقومي. اما البديل الآخر المطروح فهو اتحاد العمال من خلال النقابات والاحزاب العمالية، وتجنيد الجماهير العربية الشعبية الواسعة للخروج من هذا الواقع المأساوي وغير الانساني. وما جرى في الفترة الاخيرة من اتحاد لنقابات العمال في اوروبا الغربية وكندا من اجل مواجهة العولمة المتوحشة لرأس المال العالمي ونتائجها المدمرة، فهي خطوة ايجابية في الاتجاه الصحيح، وما يجري في امريكا اللاتينية، وخاصة فنزويلا من اجراءات وخطوات تخدم بناء مجتمع العدالة الاجتماعية لهي امور تبعث على التفاؤل.

لذلك علينا ان نتبنى الفكر الثوري الجدلي الماركسي، وان نعمل على تكوين وتطوير افكار جديدة، تتبنى وتبدع من خلال الفلسفة المادية التاريخية لماركس، تحمل في طياتها الثقة بالمستقبل وتخلو من اليأس وهذه القضية اساسية وليست ثانوية بالنسبة للطبقة العاملة عامة وفي البلاد خاصة، بل هي مسألة حياة او موت. بالنسبة لكامل الحركة الثورية العالمية لان طبقة العمال لا يمكن ان تتحرر من الاضطهاد الطبقي الا اذا كانت لديها فكرة ثورية علمية واضحة عن العالم، وعن امكانية تغيير هذا الواقع من اجل احداث القفزة النوعية في المجتمع، أي الثورة الاجتماعية، نحو بناء مجتمع المستقبل مجتمع العدالة الاجتماعية والمساواة.

لذلك فدراسة الفلسفة لا يمكن ان تعتبر جهدا لا طائل تحته، للذين يأبون الاستسلام، لان النظرية الماركسية هذا النهج والنظرة الموضوعية للعالم هي التي تمدهم بأسباب الامل والتفاؤل، وبأسباب النضال المدروس والمبرمج الثوري، والمثابر. فدراسة الفلسفة ضرورة عملية وعلمية لاأها تتيح لنا فهم عالمنا المعاصر، وفهم الوسائل وسبل النضال من اجل تغييره.

وكما قال لينين: "ليس من حركة ثورية بدون فلسفة ثورية".

فلا يكفي للنجاح توفر شروط النجاح بل يجب ان تكون فلسفة صادقة يستند عليها النضال المثابر للطبقة العاملة وهذه الفلسفة هي الفلسفة الماركسية وهي ليست عقيدة جامدة، بل مرشد للعمل. لذلك فالماركسية هي النهج والفلسفة الثورية العلمية والعملية والشاملة التي يجب ان نتسلح بها من اجل الحريات الدمقراطية، ومن اجل القضاء على الاضطهاد القومي والطبقي والفقر والجوع ومن اجل السلام، ومن اجل بناء مجتمع المستقبل مملكة الحرية على الارض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الماركسية ليست علما ولافلسفة وانما نظرية سياسية
منير كريم ( 2021 / 2 / 20 - 09:40 )
تحية للاستاذ الكاتب
العلم قائم على التجربة والمنطق الرياضي ومتغير في اسسه ونتائجه مع كل اكتشاف جديد والفلسفة محاولة معرفة العالم على اسس عقلية وعلمية ولاتسبق الفلسفة العلم ولاتكون فوق العلم فعلى نتائج العلوم تتشكل الرؤية الفلسفية اي ان الفلسفة تابعة للعلم وتخدم العلم والديالكتيك والمادية والمثالية هي افكار ميتافيزيقية لاعلمية
اما الماركسية فهي نظرية سياسية تستعير تعبيرات فلسفية واقتصادية من هنا وهناك
وحينما نقول نظرية لانعني انها قانون بل تتضمن افتراضات والنظرية قابلة للنقض كنظرية الاثير في الفيزياء مثلا
طبقية الافكار هذه تقليعة ماركسية لاسكات الخصوم النظريين بعد العجز عن الحوار الثقافي فمعظم الافكار لاعلاقة لها بالطبقات وخاصة الافكار العلمية
شكرا لك

اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا