الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع الثروة المعدنية في العراق وآفاق تطور الصناعات المعدنية

عادل عبد الزهرة شبيب

2021 / 2 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يمتلك العراق ثروة معدنية كبيرة الى جانب الثروة النفطية والتي تتوزع بشكل اكثر عدلا من النفط على جميع محافظات العراق. وهذه الثروة يمكن ان تكون موردا رئيسيا بعد نضوب النفط كما يمكن ان تكون موردا ماليا مهما في الوقت الراهن كجزء مهم من موارد ميزانية الدولة التي تعاني من العجز لو احسن استثمارها والتي تحتاج الى شركات عالمية متخصصة لاستخراجها وتصنيعها في الداخل او تصديرها للخارج. الا ان هذه الثروة حاليا لم تستثمر بشكل كبير, كما ان هناك مناطق واسعة من العراق لم يتم مسحها جيولوجيا لاكتشاف المعادن فيها.
والمعادن في العراق وجدت منذ زمن بعيد والتي اشتركت مع انشطة اخرى في بناء حضارة وادي الرافدين وتعتبر الأساس في بناء كل ما هو صناعي الذي يوفر للبلد حاجاته من المواد الصناعية والموارد المالية اللازمة لبناء قاعدة صناعية وزراعية قوية .
وتشير الدراسات الى ان اجزاء واسعة من وسط وجنوب العراق تكون فيها التمعدنات من اصل رسوبي حيث يتحكم في تواجدها وتوزيعها الظروف الترسيبية القديمة , وتكون غالبية التمعدنات من النوع اللافلزية كالكبريت والفوسفات والاملاح والاحجار الكلسية والدولوماتية والجبسم وغيرها .
وتوجد الكثير من المعادن المختلفة في محافظات العراق كالأنبار والنجف وكربلاء وميسان والمثنى ونينوى واقليم كردستان وغيرها والتي تتمثل بـ :
- الحجر الكلسي او الحجر الجيري وهو حجر رسوبي ناشئ من رواسب احياء مائية متكلسة وغالبا ما يحتوي على احبار وقواقع بحرية طبقا لطبيعته الجيولوجية فإنه يحتوي على كميات متفاوتة من السليكا على صورة شوائب وكذلك كميات متفاوتة من الحجر الكلسي النقي وغالبا ما يكون ابيض اللون, لكن الشوائب مثل الرمل والطمى واكاسيد الحديد تجعله يتلون بألوان مختلفة, وللحجر الجيري استخدامات اقتصادية كثيرة كمادة للبناء واحجار زينة طبيعية كما ان بعض طبقاته تكون مخازن تحت الارض تختزن النفط والغاز. ويستخدم في الحصول على الجير المستخدم في البناء والحصول على النورة ويمكن استخدام الانواع غير النقية منه كأحجار للبناء كما يدخل في صناعة الحديد والصلب حيث يضاف الى الفحم وخام الحديد في الافران العالية حيث يخفف من درجة انصهار خام الحديد كما يقوم بفصل الشوائب الغير مرغوب فيها من الحديد الناتج . ويدخل الحجر الجيري في صناعة الاسمنت ويستخدم كحجر للبناء , ويقدر احتياطي البلاد من الكلس بنحو (8000) مليون طن وتتركز في محافظة النجف ضمن الطبقات الرملية ( رمال الفلدسبار ) و بصورة رئيسة في مناطق من هضبة النجف.
- اما بالنسبة الى السلستايت ( كبريت السترونتيوم ) فيتركز في محافظتي النجف وكربلاء ويظهر على شكل عدسات صخرية رملية ورملية غرينيه من اصل نهري ويعزى تكوينها الى العمليات التحويرية من ترسب الاملاح في المياه الجوفية الصاعدة للسطح. ويقدر احتياطي العراق منه بنحو (0,8) مليون طن وهو غير مستثمر .
- وتزخر النجف اضافة الى محافظات اخرى بالحصى والرمال للأعمال الانشائية ولأغراض البناء حيث توجد في رواسب الوديان الحديثة في كافة انحاء العراق , والمعادن الرئيسة فيها هي الكوارتز , اضافة الى وجود الحصى في الوديان في الصحراء الغربية.
- كما اثبتت الأنشطة الاستكشافية في النجف وجود مكامن معدنية وترسبات للثروة المعدنية مثل حقل النفط في منطقة الكفل حيث تم حفر آبار تجريبية وطاقات انتاجية يمكن تطويرها لتكون اقتصادية, وكشفت تحريات التربة عن وجود حقول للغاز السائل والعديد من الصخور والرمل والحصى ذات الاستخدامات العديدة سواء في مجال الصناعات الكيمياوية والانشائية والاستخراجية والتحويلية. كما تحتوي على العديد من الترسبات المعدنية كالأحجار الكريمة واطيان البالينور سكايت وترسبات الكبريت وترسبات فلزية ولا فلزية اخرى.
- وتوجد في منطقة الهضبة الغربية من العراق العديد من الترسبات الرملية التي تكونت عن طريق الرياح والتي هي على نوعين : الكثبان الرملية والالواح الرملية وتنتشر الترسبات جنوب هضبة النجف بموازاة نهر الفرات, والكثبان الرملية من نوع البرخان وهي بأحجام وارتفاعات مختلفة. اما الالواح الرملية فيتراوح سمكها بين عشرة الى خمسين سنتيمترا في مناطق مختلفة من هضبة النجف.
- اما الترسبات السبخية فهي ترسبات طينية مغطاة بطبقة ملحية تكونت نتيجة عمليات تبخر المياه المالحة وتوجد في المناطق المنخفضة التي تتجمع فيها مياه البزل او مياه العيون وكذلك في مناطق بحر النجف حيث تزداد ملوحة المياه بفعل عدم الموازنة بين معدلات التبخر وتجديد التغذية .
مقومات النجاح في مجال استثمار الثرة المعدنية في العراق :-
تتوفر اليوم في محافظات العراق المختلفة العديد من مقومات النجاح في مجال استثمار الثروة المعدنية فيها ومن اهمها :
أ‌- توفر الخامات المعدنية والصخور الصناعية بأنواع واستعمالات متعددة والتي لا يزال معظمها غير مستغل .
ب‌- توفر البيانات عن كميات ونوعيات الخامات والصخور الصناعية.
ت‌- وجود صناعات محلية عديدة تعتمد على الخامات المتوفرة.
ث‌- وجود اسواق كبيرة محلية واقليمية ودولية تستوعب المنتجات المعدنية .
ج‌- توفر الملاكات الجيولوجية العراقية .
ح‌- توفر الايدي العاملة, حيث البطالة متفشية في جميع محافظات العراق .
آفاق تطوير الثروة المعدنية في العراق :-
1. في مناطق العراق المختلفة , فإن العراق يفتقر الى استراتيجية طويلة الأمد لسياسة الاستثمار المعدني, حيث توجد مناطق واسعة لم تستكشف جيولوجيا بعد وحتى المناطق المستكشفة لم تستثمر على نطاق واسع. ولذلك لابد من وضع مثل هذه الاستراتيجية والتي ينبغي ان تكون ملزمة للقطاعين العام والخاص .
2. ضرورة توفير الكوادر الجيولوجية لعمليات المسح الجيولوجي والتنقيب .
3. توسيع الصناعات الوطنية القائمة على المعادن المختلفة في مناطق العراق واقامة صناعات جديدة بموجب المواد الاولية المتوفرة لأغراض الانتاج لسد الحاجة المحلية او لأغراض التصدير.
4. الاهتمام بالبحث العلمي والتطوير لمعالجة الخامات وسبل تحسين نوعيتها وتطوير المختبرات وتحديث اجهزة المسح الجيولوجي .
5. الاستعانة بالخبرة من الدول الصناعية المتقدمة والعمل على جذب المستثمرين الاجانب في المشاريع التي تتطلب خبرة عالية واستثمارات ضخمة وتكنولوجيا متطورة .
6. العمل على تعديل التشريعات القانونية الحالية بشأن الاستثمار المعدني واصدار تشريعات جديدة .
7. انشاء كلية للمعادن والتعدين في الجامعات العراقية تهتم بالثروة المعدنية وباستثمارها.
وبهذا الصدد تشير وثائق الحزب الشيوعي العراقي الى (( ان الصناعة التحويلية في فروعها التعدينية والانشائية والثقيلة والكيمياوية والبتروكيمياوية والهندسية تشكل انشطة مهمة للقطاع الصناعي الى جانب النفط باعتبارها مرتكزا اساسيا لبناء الأسس المادية القوية للاقتصاد وتنويع مصادره وتأمين تنمية متوازنة بين القطاع الصناعي وبين مختلف القطاعات الانتاجية والخدمية الاخرى بغية تخليص الاقتصاد من طابعه الريعي الاحادي... ويعتبر العراق من بين الدول الغنية بالثروات المعدنية الطبيعية والخامات المعدنية والصخور الصناعية ويمتلك احتياطي مثبت من الاطيان الصناعية خاصة طين السيراميك , وهناك كثير من المواقع المنتشرة في محافظات عدة والحاوية على احتياطات كبيرة من احجار الكلس الضرورية لصناعة الاسمنت وبكميات هائلة . كما تشير الوثائق الى التراجع الذي شهده نشاط الصناعات التحويلية والاستخراجية غير النفطية في نسبة مساهمته في توليد الناتج المحلي الاجمالي بسبب الحروب والحصار الاقتصادي . ويؤكد الحزب على ضرورة قيام الدولة بوضع السياسات التعدينية الاستراتيجية للبلاد ومراقبتها والاشراف على حسن تنفيذها من قبل قطاع الدولة والقطاع الخاص . وكذلك دعم الدولة للمشاريع الصناعية ذات المكون التكنولوجي العالي والمتطلبات التمويلية الكبيرة وذات الاهمية الاستراتيجية كالصناعات التعدينية وغيرها. وتشجيع استغلال الخامات المعدنية)).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. «بي سبورت» تفتتح فرعها الثالث في مجمع السيف


.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????




.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي


.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي




.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت