الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


براهين أصالة النوع الإنسانى

راندا شوقى الحمامصى

2021 / 2 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


10 أكتوبر (تشرين الأول) 1912
الخطبة المباركة بمنتدى الحوار الحر،
بمدينة سان فرانسيكو، ولاية كاليفورنيا

نقلا عما دوّنته بيجو إشتراون

هو الله
على الرغم من أنني كنت أشعر بالاعتلال هذا المساء، إلا أنني من فرط محبتي لكم حضرت هذا اللقاء. ذلك لأنني سمعت أنكم منتدى حوار مفتوح يتقصّى الحقيقة، وأنكم متحررون من التقاليد العمياء، راغبون في الوصول إلى حقيقة الأشياء، وأن مساعيكم سامية. وبناء على ذلك رأيت أنه من المفيد أن أحدثكم عن مسألة الفلسفة التي هي محل اهتمام في الشرق بقدر ما هو في الغرب، وهو ما سيمكننا من التدبر في أوجه الشبه والخلاف بين التعاليم الفلسفية لبلاد الشرق ومثيلتها في بلاد الغرب.
إن معيار الحكم في نظر فلاسفة الغرب هو الإدراك الحسيّ. إذ يعتبرون أن كل ما هو ملموس أو مدرك بالحواس يكون حقيقيا – أي لا شك في وجوده. فمثلا نحن نبرهن على وجود هذا الضوء من خلال حاسة البصر، فنبصر هذه الغرفة، ونرى الشمس، وننظر في المروج، ونستخدم حاسة البصر لنشاهدها جميعا. ويرى هؤلاء الفلاسفة أن مثل ذلك الإدراك حقيقيّ، وأن الحواس هي أسمى موازين الإدراك والحكم، ولايكون فيها شك أو غموض. أما فلاسفة الشرق، وخاصة فلاسفة اليونان والفرس، فيرون أن ميزان الحكم هو العقل. فمن رأيهم أن المعيار الحسيّ ناقص، وحجتهم في ذلك هو أن الحواس غالبا ما تنخدع و تخطئ. وأن كل ما هو محتمل الخطأ لا يمكن أن يكون معصوما، ولا يمكن أن يكون ميزان حكم صادق.
ومع أن البصر هو من بين أقوى الحواس وأوثقها، إلا أن تلك الحاسة ترى السراب ماء وتصدّقه، بينما السراب عدم لاوجود له. كما أن حاسة البصر أو النظر ترى الأشباح المنعكسة على المرآة وكأنها حقائق، بينما يعتبرها العقل عدما. كما أن العين تشاهد الشمس والكواكب تدور حول الأرض، بينما الحقيقة هي أن الشمس ثابتة ومحورية وأن الأرض هي التي تدور حول محورها. وترى حاسة البصر أن الأرض مسطّحة، بينما تكتشف ملكة العقل أنها كروية. وتشاهد العين الأجرام السماوية في الفضاء السحيق صغيرة تافهة، بينما يثبت العقل أنها شموس هائلة الحجم. كما أن حاسة البصر ترى الشرارة الدوّارة وكأنها حلقة متصلة من النور ولا تشكك فيها، فى حين أن دائرة كهذه لا وجود لها. كما أن من يبحر في سفينة يرى الضفتين وكأنهما تتحركان في حين أن السفينة هي التي تتحرك. وبالاختصار هناك العديد من الدلائل والشواهد التي تدحض مقولة أن الملموسات والانطباعات الحسية حقائق مؤكدة، ذلك لأن الحواس مضللة ومخطئة في غالب الأحيان. فكيف ننادي وبكل ثقة أن الحواس برهان للحقيقة والحال أن الميزان أو المعيار نفسه معيب؟
إن فلاسفة الشرق يعدّون العقل أو الفهم معيارا كاملا، وأنه طبقا لذلك الميزان يمكن إثبات حقيقة كافة الأشياء، ذلك لأن ميزان العقل والفهم هو كما يقولون كامل، وأن كل ما يبرهن عليه من خلال العقل يكون حقيقة واقعة. ولهذا يعتبر هؤلاء الفلاسفة أن كافة الاستنباطات الفلسفية تكون صحيحة إذا ما وزنت بميزان العقل، ويقولون بأن الحواس عون العقل وأداته، وأنه مع كون تقصي الحقائق ممكنا من خلال الحواس، إلا أن معيار المعرفة و الحكم هو العقل نفسه. وبهذه الكيفية يختلف فلاسفة الشرق عن فلاسفة الغرب. كذلك يعتبر فلاسفة الغرب الماديون أن الإنسان ينتمي إلى مملكة الحيوان، بينما يصنّف فلاسفة الشرق- من أمثال أفلاطون وأرسطو وفلاسفة الفرس- عالم الوجود أو الكائنات الحيّة إلى قسمين أو مملكتين عموميتين إحداهما مملكة الحيوان، أو عالم الطبيعة، والثانية هي مملكة الإنسان، أو عالم العقل.
فالإنسان مميّز عن الحيوان بعقله. وله نوعان من الإدراكات هما الملموسة أو الحسّية، ثم المعقولة، بينما تكون إدراكات الحيوان مقصورة على الحواس، أي الملموس دون سواه. والإدراكات الحسية يمكن تشبيهها بهذه الشمعة، أما الإدراكات العقلية فتشبه النور. وحساب المسائل الرياضية والتعرف على كروية الأرض تأتي من الإدراكات العقلية. كما أن مركز الجاذبية هو فرضية عقلية. هذا في حين أن العقل نفسه غير ملموس أو مدرَك بالحواس. فالعقل واقع أو حقيقة ذهنية. وجميع الصفات هي حقائق مثالية وليست حقائق حسّية. فمثلا نقول أن هذا الرجل متبحر في العلم والمعرفة. ولكن العلم نوال مثاليّ لا تدركه الحواس. بمعنى أنكم عندما تقابلون ذلك الرجل المتبحر، لا تشاهدون معارفه بأعينكم ولا تسمعوا علمه بآذانكم أو تكتشفوه بحاسة التذوّق. ذلك أن العلم ليس حقيقة ملموسة، وإنما هو حقيقة مثالية. فيتضح أن إدراكات الإنسان قسمان: إدراكات عقلية، وإدراكات حسية.
أما الحيوان فهو مزوّد فقط بالإدراك الحسيّ، وينقصه الإدراك العقلانيّ، وليس بمقدوره أن يعقل الحقائق المثالية. فالحيوان لايستطيع أن يفهم كروية الأرض. كما أن ذكاء حيوان مّا يعيش في أوروبا لا يعينه أبدا على التخطيط لاكتشاف قارة أمريكا. ومملكة الحيوان عاجزة عن اكتشاف الأسرار الكامنة في الطبيعة – مثل الكهرباء – وإخراجها من حيز الغيب إلى حيز الشهود. فيتضح أن الاكتشافات والابتكارات تعلو على ذكاء الحيوان. فلا يستطيع الحيوان أن ينفذ إلى أسرار التكوين والخليقة. ويقصر فهمه عن إدراك كنه المادة الأثيرية. كما لا يمكنه أن يعرف أسرار المغناطيسية لأن موهبة العقل المتحري والعقلانية لاتدخل ضمن ما حباه به الله. بمعنى أن الحيوان مجبول على أن يكون أسيرا لحواسه. وليس بمقدوره قبول ما يخرج عن نطاق الملموسات والانطباعات الحسيّة، بل إنه يرفضها جميعا. فهو عاجز عن الإدراك المثاليّ، وبالتالي يكون أسيرا للحواس.
والفضيلة، أو المثالية، هما من شئون الإنسان الذي يملك الإدراك الحسيّ والفهم المثاليّ معاُ. فالاكتشافات الفلكية على سبيل المثال هي من الإنجازات البشرية. ولم يحز الإنسان هذه العلوم من خلال حواسه، وإنما نال القسم الأعظم منها بواسطة العقل وعن طريق الأحاسيس المثالية. ولقد ظهرت ابتكارات الإنسان عن طريق ملكاته العقلانية. وأتت كل إنجازاته العلمية من خلال موهبته العقلية. فشواهد الذكاء أو العقل هي بالاختصار ظاهرة في الإنسان. وهو مميّز بمقتضاها عن الحيوان. وبناء على ذلك تكون مملكة الحيوان مستقلة عن مملكة الإنسان ودانية عنها في الرتبة. ومع ذلك فإن لدى فلاسفة الغرب بعضا من الإستنباطات أو الإثباتات العقلية التي يحاولون بمقتضاها البرهنة على أن أصل الإنسان يرجع إلى مملكة الحيوان، وأنه على الرغم من كون الإنسان الآن من الفقاريات إلا أنه كان يعيش في البحار؛ ثم تحول منها إلى اليابسة و أصبح من الفقاريات؛ وظهرت يداه وقدماه تدريجيا إبّان تطوّره البنيانيّ، ومن ثم بدأ يمشي على الأربع ومن بعدها بلغ الهيئة البشرية ومشى منتصب القامة. ويرون أن تكوينه العضويّ قد مرّ بمراحل متعاقبة إلى أن اتخذ لنفسه في نهاية المطاف هيئة بشرية، وأن تلك التعيّنات أو التغيّرات الوسيطة هي بمثابة حلقات متصلة. بيد أن هناك حلقة مفقودة بين الإنسان والقرد، ولم يتوصل العلماء حتى وقتنا الحاضر إلى اكتشافها. وبناء على ذلك يكون البرهان الأكبر على صحة نظرية نشوء الإنسان وارتقائه التي توصل إليها فلاسفة الغرب برهانا تشريحيا، مستنتجين أن بالإنسان بقايا معينة من أعضاء تتميّز بها القردة والحيوانات الدنيا، وهم يخلصون إلى الاستنتاج بأن الإنسان كان يمتلك تلك الأعضاء في زمان ما إبّان نشوئه وارتقائه، وهي الأعضاء التي لا وظيفة لها الآن في بدنه ولكنها موجودة فيه كمجرد بقايا و زوائد.
فللثعبان مثلا ثمّة زوائد تدل على أنه كان لديه في زمن من الأزمان أطرافا طويلة، ولكن بما أن ذلك المخلوق قد بدأ يلتمس مأواه في جحور الأرض فلم تعد لديه حاجة إلى تلك الأطراف فأصبحت ضامرة متقلصة ولم يبق منها سوى بقايا أو زوائد، كشاهد على ذلك الوقت الذي كانت فيه طويلة ونافعة. ويقال بالمثل أن الإنسان لديه زوائد معينة توضّح أنه قد مرّ عليه زمان كان فيه تركيبة البنيويّ مختلفا عما هو عليه الآن، وأنه قد حدث تحول أو تغيّر مماثل في ذلك التركيب. فيقال أن العصعص أو طرف العمود الفقريّ للإنسان هو بقية ذيل كان يمتلكه في السابق، بيد أنه تلاشى تدريجيا عندما صار يمشى منتصبا وانعدمت فائدته. وهذه المقولات والحجج تعبّر عن مضمون الفلسفة الغربية فيما يتعلق بمسألة نشوء الإنسان.
وفي رد من فلاسفة بلاد الشرق على فلاسفة الغرب يقولون: فلنفترض أن بنية الإنسان البدائية كانت مختلفة فيما مضى عما هي عليه الآن، وأنها تحولت بالتدريج من مرحلة إلى أخرى إلى أن بلغت شكلها الحالي، وأنه كان يوما من الأيام أشبه بالسمكة، ثم أصبح من اللافقريات وأخيرا صار إنسانا. فذلك النشوء أو الارتقاء في البنية لا يغير ولا يؤثّر على مقولة أن الإنسان كان دائما أبدا إنسانا في سلالته وتطوّره البيولوجي. ذلك لأن الجنين البشريّ عند فحصه ميكروسكوبيا يكون في بدايته مجرد علقة أو دودة، وعندما ينمو شيئا فشيئا تبدو فيه انقسامات معينة، فتظهر منه بدايات لليدين والقدمين – بمعنى أنه يمكن تمييز فصّ علويّ وفصّ سفليّ. وبعد ذلك يمر هذا الجنين بتغييرات مميزة إلى أن يصل إلى هيئته البشرية المعتادة ويولد في هذا العالم. لكن هذا الجنين، حتى عندما كان مشابها للدودة، قد كان في كل الأوقات إنسانا في إستعداده وخصائصه، لا حيوانا. فالأشكال التي يتخذها الجنين البشريّ بتغييراتها المتعاقبة لا تقوم دليلا على أنه كان حيوانا في خصائصه الجوهرية. وخلال تلك السلسلة المتعاقبة حدث توريث للسلالة ومحافظة على النوع أو الأصل. وفي إدراك منا لتلك الحقيقة يمكننا التسليم بأن الإنسان كان تارة من أهل البحار، وتارة أخرى من اللافقريات، ثم من ذوي الفقريات ثم في النهاية كائنا بشريا منتصب القامة. ومع أننا نسلّم بحدوث تلك التغييرات إلا أنه لا يمكننا أن نقول أن الإنسان حيوان. ففي كل مرحلة من تلك المراحل كانت هناك علامات وشواهد على وجوده واتجاهه البشريّ. ويكمن الدليل على ذلك في حقيقة أن الإنسان لايزال يشبه الدودة في مرحلته الجنينية. وأن ذلك الجنين لا يفتأ يتطوّر من حالة لأخرى، متخذا أشكالا مختلفة إلى أن يظهر ما هو مكنون فيه – ألا وهو الصورة البشرية. وعلى ذلك، فالإنسان كان إنسانا في جبلته الأوليّة، وهذا من لوازم حفظ الأنواع.
والحلقة المفقودة في نظرية داروين هي في حد ذاتها دليل على أن الإنسان ليس بحيوان. فكيف يتسنى وجود كافة الحلقات ثم تغيب هذه الحلقة الهامة؟ فغيابها دليل على أن الإنسان لم يكن حيوانا في أيّ وقت من الأوقات. وهي حلقة لن يتم العثور عليها أبدا.
وأهمية ذلك هو ما يلي: إن عالم الإنسانية متميز ومستقل عن مملكة الحيوان. وهذا هو تعليم فلاسفة بلاد الشرق. ولديهم برهان عليه، وهو أن الحيوانات أسرى للطبيعة. وكل كائن ومخلوق ينتمي إلى الممالك الدانية أسير للطبيعة؛ فالشمس بجلالها، والنجوم على كثرتها، ومملكتي النبات والجماد، لايقدر أيّ منها أن يحيد قيد شعرة عن قيود قوانين الطبيعة. وتبقى كما كانت دائما في قبضة الطبيعة. أما الإنسان فهو يكسر قوانين الطبيعة ويخضعها لمنافعه وأغراضه. فالإنسان على سبيل المثال كائن حيّ أرضيّ شأنه في ذلك شأن الحيوان. ويتعين عليه بمقتضى الطبيعة أن يبقى محدودا بالعيش على ظهر الأرض، إلا أنه، تحطيما منه لقوانين الطبيعة، يحلّق في الهواء الذي يعلو أديم الأرض. وبإعماله لذكائه يتغلب على قانون الطبيعة ويغطس في أعماق البحار في الغواصات و يمخر عبابها بالسفن. كما يقبض على قوة عاتية من قوى الطبيعة مثل الكهرباء ويحبسها في مصباح كهربيّ. وبمقتضى قانون الطبيعة لايمكنه التخابر إلا على مسافة ألف قدم مثلا، ولكنه بفضل ابتكاراته واكتشافاته يتخابر مع الشرق والغرب في بضع لحظات. وهذا كسر لقوانين الطبيعة. والإنسان يأسر الصوت البشريّ ويعيده على الأسماع بالفونوغراف. ولا يمكن لصوته أن يُسمع لأكثر من مسافة مائة قدم، بيد أنه يخترع آلة تنقله ألف ميل. وبالاختصار فإن كافة فنون وعلوم العصر الحاضر واختراعاته واكتشافاته مما جاء بها الإنسان كانت في وقت من الأوقات أسرارا تحتّم الطبيعة أن تبقى مخفية و كامنة، إلا أن الإنسان أخرجها من حيز الغيب وأتى بها إلى حيز الشهود. وهذا منافٍ لقوانين الطبيعة. فعلى الكهرباء أن تبقى سرا كامنا، ولكن الإنسان يكتشفها ويجعلها خادمة له. وهو ينتزع السيف من يد الطبيعة ويشهره في وجهها، مبرهنا على أنه يمتلك قوة أعلى من الطبيعة، ذلك لأن هذه القوة قادرة على كسر قوانين الطبيعة وإخضاعها. فإذا لم تكن تلك القوى خارقة للطبيعة وغير عادية، لما تسنى للإنسان الإتيان بما جاء به من منجزات.
كما يتضح أيضا أن الإدراك الواعي غائب عن عالم الطبيعة. فالطبيعة فاقدة للإدراك بينما الإنسان واع. والطبيعة محرومة من الذاكرة بينما يمتلكها الإنسان. والطبيعة بغير فهم وإرادة، وكلاهما موجود لدى الإنسان. فيكون من الواضح أن الإنسان يحوز من الفضائل مما لاوجود له في عالم الطبيعة. وهذا أمر يمكن إثباته من كل زاوية.
فإذا ما احتج أحد بأن حقيقة الإنسان المفكرة تنتمي إلى عالم الطبيعة – وأنها جزء من ذلك الكل – فنحن نسأل هل يجوز للجزء أن يحوز من الصفات ما حرم منه الكل؟ فمثلا، هل يجوز للقطرة أن تحوز صفات قد حرم منها جسم البحر بكامله؟ وهل يجوز لورقة شجر أن تمتلئ بخصائص غائبة عن الشجرة ككل؟ ثم هل يجوز لموهبة العقل غير العادية لدى الإنسان أن تكون حيوانية في طبعها وجوهرها؟ و من ناحية أخرى، من المحقق الواضح – وإن كان ذلك أمرا بالغ الغرابة – أن بالإنسان تلك القوة أو الملكة الفائقة للطبيعة التي تكشف حقائق الأشياء ولها القدرة المخيّلة أو العاقلة. وهذه الملكة قادرة على اكتشاف القواعد العلمية، والحال أن العلم كما نعرفه ليس حقيقة ملموسة. فالعلم موجود في عقل الإنسان على شكل حقيقة مثالية. والعقل ذاته، والفكر نفسه هما حقيقة مثالية غير ملموسة.
ومع ذلك هناك من حكماء العباد من يقول: "لقد بلغنا أسمى درجات المعرفة، وغصنا في أعماق الطبيعة، دارسين العلوم والفنون، ووصلنا أعلى مرتبة علمية في العالم الإنسانيّ، وتقصّينا الحقائق كما هي و وصلنا إلى الاستنتاج بأنه لا يصح إلاّ الملموس، وهو الحقيقة الجديرة بالاعتبار دون سواه، وكل ما هو غير ملموس ماهو إلاّ وهم وخرافة".
غريب حقا أنه بعد عشرين عاما من الدراسة في الكليات والجامعات أن يصل الإنسان إلى حالة ينكر فيها وجود المثاليات أو ما لا تدركه الحواس. فهل تأملتم ذات مرة في أن الحيوان قد تخرّج بالفعل من هذه الجامعة؟ وهل أدركتم ذات مرة أن البقرة هي بالفعل أستاذ فخريّ بتلك الجامعة؟ إذ أن البقرة هي في واقع الأمر فيلسوف من الدرجة الأولى في مدرسة الوجود دونما أن تبذل أيّ عناء في البحث والدراسة. فالبقرة تنكر أيّ شئ غير ملموس وتقول: "أنا أرى! أنا آكل! أنا أؤمن فقط بما هو ملموس!"
فلماذا نذهب إلى الكليات ولا نذهب إلى البقر؟ (ع.ع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س