الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقاومة اللبنانية تفجر مفاجأة من الوزن الثقيل بكشفها الاستخباري وتضع العدو الصهيوني في مأزق

عليان عليان

2021 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


فجر حزب الله الأربعاء الماضي ،17 شباط (فبراير) 2021م ، قنبلة رصد استخبارية إعلامية من الوزن الثقيل، خلقت صداعاً يصعب شفاؤه في رأس المؤسستين الأمنية والسياسية الإسرائيلية ، عندما كشف الإعلام الحربي للحزب، في فيديو مفصل المواقع العسكرية والأمنية، ومواقع شركات الصناعات العسكرية داخل المدن والأحياء السكنية وفوق أسطح الأبنية، وقرب المطارات المدنية، وحمل عنوان: " أيها الصهاينة، لديكم أهداف عسكرية وأمنية داخل مدنكم".
وجاء هذا الكشف الاستخباري بعد يوم واحد، من خطاب نصر الله مساء الثلاثاء الماضي 16 شباط (فبراير ) 2021 م ، الذي رد فيه سيد المقاومة حسن نصر الله ،على تهديدات رئيس أركان جيش العدو" أفيف كوخافي" في مؤتمر معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي في 26 يناير ( كانون ثاني) ، بقوله : "إن قصفتم مدينة سنقصف مدينة ، وإن قصفتم قرى سنقصف المستوطنات ، وأنه في أي حرب مقبلة ستواجه الجبهة الداخلية الإسرائيلية ما لم تعرفه منذ نشوء الكيان الصهيوني عام 1948 ".
الأبعاد الاستخبارية والعسكرية للرصد الاستخباري للمقاومة
لقد انطوى هذا الكشف الاستخباري الهائل على عدة أبعاد ومضامين أبرزها :
1-أن الحزب كشف عن امتلاكه لقدرات استخبارية هائلة ، تعجز عنها الدول المتقدمة في هذا المضمار ، عبر أجهزته التقنية ، وعبر خلاياه الأمنية داخل الكيان ، وفي ذات الوقت كشف عن هشاشة أجهزة الأمن الصهيونية ، وعلى رأسها جهاز الشاباك وجهاز الموساد الذي يتباهى بعمليات الاغتيال هنا وهناك ، لكنه على الصعيد الاستراتيجي يعجز عن توفير الحماية الاستخبارية لمواقعه الأمنية والعسكرية.
2- كشف الحزب بهذا الفيديو مجدداً ، عن انتصار المقاومة في حرب العقول على الكيان الصهيوني ، ففي الوقت الذي يبث فيه الإعلام الحربي للمقاومة فيديو دقيق جداً للمواقع الأمنية الإسرائيلية داخل المدن والأحياء السكنية ، يفشل العدو في كشف المواقع العسكرية والأمنية للمقاومة ، ناهيك أن حزب الله سبق وأن كشف زيف ادعاءات نتنياهو بوجود مخازن للسلاح قرب مطار بيروت ، حين دعا كافة وسائل الاعلام لزيارة المكان لتتأكد من كذب نتنياهو ، وزيف الفيلم الذي عمل على ترويجه في الأمم المتحدة.
3- أنه الكشف الاستخباري عبر هذا الفيديو ، حدد بشكل كامل إحداثيات المواقع الأمنية والعسكرية الإسرائيلية ، وأن المقاومة باتت تلك بنكاً من الأهداف، ما يعني أن غرفة عمليات المقاومة ، في أي حرب مقبلة جاهزة لإصدار الأوامر لقصف الأهداف المحددة وإصابتها بدقة بصواريخها الدقيقة .
4- أن هذا الكشف أصاب الجبهة الداخلية الإسرائيلية في مقتل ، ولم يعد بإمكان حكومة العدو المصغرة ، بث الطمأنينة في صفوق المستوطنين ، إذا ما أخنا بنظر الاعتبار أن الإسرائيليين يصدقون السيد حسن نصر الله أكثر مما يصدقون قادتهم.
تجدر الإشارة هنا إلى أن بحثاً أكاديمياً إسرائيليا سبق أن أجري في كلية" تل حاي" شمال فلسطين المحتلة ، أكد بشكل غير قابل للتأويل أن (80) في المائة من الإسرائيليين يثقون بتصريحات نصر الله ، و (30) في المائة فقط يصدقون ما يصدر عن حكومتهم .
5- يضاف إلى ما تقدم البعد الإعلامي السريع، في تظهير خطاب نصر الله بشأن تهديده ضرب المستعمرات والمدن في فلسطين المحتلة ، في حال إقدام العدو الصهيوني على ضرب العدو للقرى والمدن اللبنانية ، من خلال تحديده المواقع التي تم عرضها في الفيديو الأخير.
توقيت الكشف الاستخباري
ويأتي هذا الكشف الاستخباري الخطير، في ظروف محددة على الصعيدين الأمني والسياسي ، فعلى الصعيد الأمني العسكري، فإنه جاء رداً عملياً على العناوين الاستراتيجية التي كشف عنها رئيس أركان جيش العدو " أفيف كوخافي "في مؤتمر معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي ، مبطلاً مفعولها هذا ( أولاً) و (ثانياٍ) جاء رداُ على مناورات الوردة البيضاء التي يجريها سلاح الجو الإسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة، التي يحاكي فيها حرباً مع حزب الله ، ومفاد هذه الرسالة "أن مناورتكم لن تتمكن من منع وصول صواريخ المقاومة الدقيقة للأهداف المحددة في كيانكم الغاصب ، ولن تحول دون تهشيم جبهتكم الداخلية ".
يذكر أن سلاح الجو الصهيوني بدأ مؤخراً ، بمناورات وفق سيناريوهات محددة يدرب ويختبر فيها جميع أنظمة القوات الجوية، على المهام الأساسية للسلاح، بشأن ضرب مواقع للمقاومة ، وحماية أجواء الكيان ، وجمع المعلومات الاستخبارية عن قدرات حزب الله .
كما أن خطاب نصر الله في السادس عشر من شباط الجاري وهذا الفيديو الخطير جاء في ظل انتقال السلطة في الولايات المتحدة للرئيس الديمقراطي " جوزف بايدن" الذي يسعى لطرح مقاربات جديدة لأزمات المنطقة ، دون أن يتخلى عن كافة الثوابت القديمة التي سبق وأن رسمها باراك أوباما ، وإن أصبح مضطرا لفصل الملف النووي الإيراني عن بقية القضايا ، ناهيك عن تخليه جزئياً عما صنعه ترامب في فترة رئاسته بشأن الجولان وبشأن القدس وحل الدولتين ألخ ، ولسان حال حزب الله يقول "أن المقاومة بكامل جهوزيتها لإفشال التوجهات الأمريكية الصهيونية في سورية ولبنان".
يضاف إلى ذلك فإن خطاب نصرالله وكذلك الكشف الاستخباري الموثق بالفيديو ، شكل رداً على تصريحات جيرالدين غريفيث- المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية-"بأن الإدارة الجديدة للبيت الأبيض، لن تغير موقفها وسياستها تجاه "حزب الله" اللبناني، باعتباره – حسب زعمها- أنه سيظل "منظمة إرهابية".
وعلى الصعيد السياسي أيضا ً ، فقد جاء الخطاب والكشف الاستخباري المثير ليوجه رسالة للقوى الانعزالية اللبنانية وللحريري ، بأن الحزب بكامل قوته وجهوزيته ، وأن إشكالات الداخل اللبناني لن تفت في عضد المقاومة ، وأنه لا مجال لاستثمار وصول بايدن للسلطة ولاستثمار دول التطبيع – التي دعا الحريري للمصالحة معها- لفرض توجهاته وتوجهاتها في تشكيل الحكومة وسياساتها.
ارتباك عسكري صهيوني
لقد أثار الفيديو اهتمام وسائل الاعلام الصهيونية ، التي اعترفت بدقة المعلومات التي احتواها الفيديو ، وراكمت مفاعيل هذا الفيديو على ردود فعل سابقة من قبل مسؤولين إسرائيليين ، إذ صرح مسؤول قسم الشكاوى السابق في جيش العدو الصهيوني الجنرال "يتسحاق بريك" ، "بأن الجيش الإسرائيلي في أضعف حالاته منذ نشوء الكيان ، وأن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ،لا تقوى على مواجهة آلاف الصواريخ الدقيقة التي سيطلقها حزب الله".
وكشف " بريك" في لقاء له مع القناة السابعة العبرية، أن الدولة العبرية تواجه تهديداً وجودياً مقابل 150 ألف صاروخ لدى حزب الله ،المئات منها دقيق، وما ليس دقيقاً يستطيع أن يحمل عشرات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة، وهذه الصواريخ تصل إلى أي نقطة في (إسرائيل).
ولفت "بريك" إلى أنه أمر فظيع حتى لو كان لدى حزب الله ، بضع مئات من الصواريخ الدقيقة فقط، فهو كافٍ لإغراق إسرائيل في الظلام لسنوات طويلة ، مشيراً إلى أنه لو أصابت ثلاثة أو أربعة صواريخ دقيقة، كل محطة من محطات الكهرباء ، فإن ( إسرائيل ) عندها لا تستطيع إنتاج الكهرباء والأمر نفسه مع المياه ( انظر : زهير أندراوس، رأي اليوم ، 20-2-2021)
وكان جنرالات إسرائيليون ،مثل رئيس المعهد الإسرائيلي لشؤون الأمن القومي اللواء احتياط عاموس يادلين ، وغيره من الجنرالات ، قد تحدثوا في مداخلاتهم أمام المعهد المذكور ، عن الخطر الذي تشكله الصواريخ الدقيقة للمقاومة ، على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، واعترفوا بمحدودية القدرة العسكرية الإسرائيلية ، مقابل قدرة حزب الله على إلحاق الضرر الكبير بالجبهة الإسرائيلية ، وخلصوا إلى استنتاج محدد مفاده " يجب بذل جهود أمنية وسياسية لمنع الحرب واستنفاذ البدائل لتحقيق أهداف ( إسرائيل).
كما تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية، عن تكامل قوى محور المقاومة في تهديدها ل ( إسرائيل) وبهذا الصدد أشارت صحيفة " يديعوت أحرونوت"، إلى أن الآلاف من الصواريخ لدى حزب الله وبقية دول المحور ، التي بإمكانها أن تلحق بإسرائيل أضراراً جوهرية ، وأن تشل منظومات حيوية عسكرية ومدنية في الجبهة الداخلية" ، الأمر الذي ينسجم مع التقرير الصادر عن معهد أبحاث الأمن القومي ، الذي يوضح أن التهديد الاستراتيجي يكمن في آلاف الصواريخ الدقيقة من لبنان .
فيديوهات سابقة تكشف قدرات الرصد للمقاومة
جاء الفيديو الأخير الذي أعلن عنه الإعلام الحربي لحزب الله، ليراكم على عمليات رصد استخبارية سابقة ، ومتعددة نذكر منها على سبيل المثال:
1-الفيديو الذي نشره الاعلام الحربي للمقاومة، في مطلع ديسمبر (كانون أول) 2018 باللغتين العربية والعبرية، تحت عنوان " أيها الصهاينة إن تجرأتم ستندمون" ويتضمّن أهدافًا ومواقع عسكرية عديدة برية وبحرية ، من ضمنها الموقع الرئيسي لوزارة الأمن الإسرائيلية في تل أبيب ، حيث شكل الفيديو آنذاك رداً تحذيرياً للكيان الصهيوني من شن ضربة عسكرية لمواقع الحزب ، إثر زعم حكومة العدو عن اكتشافها طائرة إيرانية تابعة للحرس الثوري الإيراني تهبط في مطار بيروت محملةً بشحنات أسلحة لحزب الله .
2- الفيديو الذي نشره الإعلام الحربي لحزب الله تحت عنوان " أنجز الأمر" بتاريخ 21 حزيران (يونيو ( 2020) ويتضمن إحداثياتٍ لمواقع مهمةٍ للاحتلال الإسرائيلي في عمق فلسطين المحتلة.
3-الفيديو الذي بثته قناة المنار اللبنانية في الخامس من ديسمبر ( كانون أول)2020 الذي يظهر قاعدتين لجيش العدو الصهيوني ، وأن طائرة مسيرة تابعة لحزب الله اخترقت أجواء الكيان الصهيوني والتقطته في تشرين ثاني ( نوفمبر ) 2020.
وكانت المقاومة قد دشت عمليات الرصد في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 م ، عندما أرسلت طائرة استطلاع متطورة، من الاراضي اللبنانية باتجاه البحر ، وسيرتها مئات الكيلومترات فوق البحر ، ثم اخترقت اجراءات العدو الحديدية، ودخلت الى جنوب فلسطين المحتلة، وحلقت فوق منشآت وقواعد حساسة ومهمة لعشرات الكيلومترات، وبثت صوراً دقيقة لغرفة عمليات حزب الله ، وكانت على وشك الوصول إلى منطقة مفاعل ديمونة الصهيوني في النقب ، قبل أن يسقطها سلاح الجو الصهيوني على مقربة من منطقة الخليل.
وأخيراً وليس آخراً ، جاء الفيديو الأخير الذي تم بثه في السابع عشر من شهر شباط (فبراير)الجاري ، والذي يظهر مقاطعاً كثيرة لمنشآت العدو الأمنية والعسكرية في المدن والأحياء السكنية ، ليعلن مجدداً أن " الأمر قد أنجز " وليؤكد بما لا يدع مجالاً للشك انتصار حزب الله في حرب الأدمغة، وأنه بات يملك قوة ردع استخبارية لا يمكن تجاوزها.
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشدد مع الصين وتهاون مع إيران.. تساؤلات بشأن جدوى العقوبات ا


.. جرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى من عدة طوابق في شارع الجلاء




.. شاهد| اشتعال النيران في عربات قطار أونتاريو بكندا


.. استشهاد طفل فلسطيني جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مسجد الصديق




.. بقيمة 95 مليار دولار.. الكونغرس يقر تشريعا بتقديم مساعدات عس