الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفكيك الاشتراكية العربية

محمد فخري حسن

2021 / 2 / 24
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


قراءة في ...كتاب ....تفكيك الاشتراكية العربية
عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت صدر كتاب ( تفكيك الاشتراكية العربية ) للأستاذ علي القادري الباحث في جامعة سنغافورة الوطنية . وباحث سابق في قسم التنمية الدولية في كلية لندن للاقتصاد . ..يقع الكتاب في 461صفحة من القطع الكبير .
بدا المؤلف كتابه بتمهيد تناول فيه هدفه من هذا الكتاب مع بيان مفهومه للبنية حيث يقول (كتب هذا النص ليطور اعمالي حول المقارنة التاريخية للتنمية العربية , ماقبل المرحلة النيولبرالية وما بعدها . النص بنيوي بالطبع , كل مفهوم هو بنية في ذاته . فكل جزء من كل , هو كل في ذاته . لكن هذا ما لا اعنيه ببنيوي ..القصد هنا ان البنية هي التاريخ ..والتاريخ هذا قوة صماء يترنح الكل تحت ثقله . التاريخ مفهوم بنيوي وبنية , هو موضوعي وغير مشخصن يصنع الخيارات التي تملي الضرورات .يصنع دولا يغزوها , يضع لها دساتير طائفية , ثم يجر الناس كالقطعان الى صناديق الاقتراع لتنتخبه بالضرورة التي تطرح وهما كبدائل , لكنها الضرورة التي فرضت على الجماهير .
مقدمة الكتاب ..من الاشتراكية العربية الى النيوليبرالية : الابعاد السياسية لصناعة البؤس ...والتي اشار فيها الى هزيمتان للعرب على ايدي الكيان الصهيوني هما 1967و1973وما نتج عنهما من خسارة اراضي وممتلكات وارواح بشرية وما تبعها من خسارة لعقيدة المقاومة والعروبة والاشتراكية والتي يحاول هذا الكتاب بتواضع ان يقدم فهما لما الذي جعل التنمية العربية تنحدر من ذروتها في اوج الاشتراكية العربية الى الاحوال البائسة الراهنة .
تضمن الكتاب ستة فصول ..الفصل الاول : الاشتراكية العربية : نظرة استرجاعية ..يرسم هذا الفصل مسار تحول طبقة الدولة العربية البرجوازية في البلدان العربية الاشتراكية (مصر, سوريا, العراق ) وبالتحديد مصر وسوريا الى طبقة نيوليبرالية كومبرادورية ..باستثناء العراق الذي سحق من الخارج بقوة الاحتلال الصريح ..شهد البلدان الاخران تآكلا اجتماعيا متدرجا سهل انتفاضات مؤدلجة بفكر رجعي من الداخل ..وهذا الفصل يعيد تقييم التطور الاجتماعي والاقتصادي في ايام الاشتراكية العربية ..ويتفحص كيف بان طبقة الدولة البرجوازية مع نشوء الليبرالية .تحولت من وصي وطني برجوازي الى برجوازية مالية دولية .
اكتساح السلام مع مصر ..كان هو عنوان الفصل الثاني ..والذي يبدا بفرضية ان مصر المنزوعة القوة مهمة لتحويلات القيمة والثروة الى الغرب من افريقيا او الوطن العربي ..ويذهب الكاتب في تاكيد هذه الفرضية الى ان التشكيل الاجتماعي الهش في فيض الريوع الامبريالية عما ينبغي ان تكون عليه اذ تفيض هذه الريوع عما تستوعبه مصر لتطوير المجالات الصناعية التي اذا ما تطورت كان من شانها ان تمكن العمال فيها من ومستوى الكفاف المتدني تاريخيا لدى قطاعات واسعة من الطبقة العاملة احدثته خسارة مصر حربين اساسيتين وتوقيع معاهدة كامب ديفيد واعتماد اقتصاد ليبرالي بدا من الثمانينيات ....لكن ما تحصل من ذلك هو انزلاق مصر الى البؤس ودفع مصر ضريبة للغازي من مواردها وبالتالي ضعف امنها الوطني والذي لايمكن فصله عن التنمية .
الفصل الثالث كان بعنوان ..تعذر واستحالة الثورة في سوريا .....قام الكاتب بهذا الفصل بتقييم سياسات التجربة العربية الاشتراكية في سوريا ويبحث في تاريخ الطبقة الاجتماعية التي ساهمت في توسيع الكارثة الاجتماعية ....وتحول النظام نحو الخيار النيوليبرالي وتحليه عن الاستراتيجية الاشتراكية العربية التي تجمع بين التنمية والاغراض الامنية وفصل رسميا اقتصاد المقاومة عن سياسة المقاومة مع الاستيلاء المدمر على الموارد من قبل النظام وتحويله الدولة السورية الى اداة للقمع والاستغلال مما يوصل الى استنتاج في هذا الفصل ..مادام موقع سوريا الجيواستراتيجي وكجارة للكيان الصهيوني والمكاسب السياسية التي تجنيها القوى الامبريالية تزداد من جراء اتخاذها موطئ قدم هناك ..فانه يستحيل في الوقت الحاضر ان تنجح الدولة في بناء رخاء من غير مقاومة شعبية ناضرة , او ان تنجح او تتكون ثورة اجتماعية ديمقراطية ان ميزان القوى المطبق هو الاولى من خنق سوريا والسوريين .
العراق _ امس واليوم....عنوان الفصل الرابع من الكتاب ..تفحص فيه المؤلف المسبب التاريخي لتدمير الدولة العراقية في العقدين بعد عام 1958..حيث حقق العراق تقدما اجتماعيا واقتصاديا كبيرا لكن على الرغم من ارتفاع اسعار النفط منذ غزو العراق سنة 2003تصاعد العنف والفقر والبؤس وادت ارباح النفط غير المتوقعة الى ترسيخ نمط اجتماعي انقسامي وضع في خدمة راس المال العالمي وفي حين كان من المفترض ان يتمرد الوطن العربي على الذل في سبيل الحريات المدنية ..اعاق الانقسام الطائفي في العراق عوامل الثورة ..ويقول الكاتب ايضا ( في الحقيقة لاتوجد دولة واحدة حقيقية لتخاض عليها الثورة اذ هناك اكثر من عراق ؟؟؟؟!!!!واحد لقد ادى قطع الراس في العراق زج البلاد في البؤس الى تقوية الهيمنة الاميركية على بنية عمليات التراكم العالمية ...وهنا ايضا كانت الامبريالية الاميركية هي صانعة الخيارات عندما اختارت الحرب ثم اختارت الدستور الطائفي ....ومن ثم ارسلت الشعب ليعيد انتخاب هيمنتها !!!!!.
الفصلان الخامس والسادس من الكتاب حملا عنوان التحول المنحرف والحرب المتواصلة على الوطن العربي على التوالي في بيان مساوئ الخيار النيوليبرالي على العرب وتشظي الطبقة العاملة لتحويلها الى وسيلة للنهب الاستعماري من خلال افناء حياة البشر كقيمة مضافة ....
الكتاب صدرت طبعته الاولى في بيروت عام 2020عن مركز دراسات الوحدة العربية وهو إضافة نوعية للمكتبة العربية التي شخص بشكل واضح وبتحليل ماركسي متماسك مساوئ الخيار النيو ليبرالي مع حسنات تطبيق الاشتراكية العربية في بلدان (العراق-سوريا-مصر)
انه كتاب جدير بالقراءة لمن يريد ان يعرف ما الذي يجري على ارض العرب .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.


.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي




.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024