الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو بناء إستراتيجية وطنية لأمن وسلامة السياح الوافدين للعراق

سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)

2021 / 2 / 25
السياحة والرحلات


أشار موقع وزارة السياحة والآثار العراقية الى ان عدد السياح قد ازداد بنسبة 565% خلال عام 2011 مقارنة بالعام 2006 وقد بلغ مجموع الوافدين الأجانب 1510133 مليون زائر وجاءت نسبة الإيرانيين الزائرين 94.7% بالمرتبة الأولى والباكستانيين 1.6% بالمرتبة الثانية، والهنود 1.2% وغيرهم. والجدول أدناه يوضح أعداد السياح الوافدين لعام 2011

بينما أشار تقرير الجهاز المركزي للأحصاء 0 مؤشرات احصائية اخرى عن الوضع الأقتصادي والأجتماعي في العراق والصادر في عام 2012 الى ان اعداد النزلاء في الفنادق ( المحليين والأجانب ) بلغ عددهم خلال عام 2011( 3,874,000) مليون نزيل وبنسبة زيادة مقدارها 156% عن عام 2007 وان مجموع الأيرادات المتحققة بلغت ( 176.273)مليار دينار وبزيادة مقدارها 276% عن عام 2007 وكما موضحة في الجدول ادناه ورغم التحسن الكبير في اعداد الوافدين والنزلاء الأ اننا نجد ان الامن السياحي لم يتحقق فنجد بين اونة واخرى يتعرض العديد من السياح الى الأعمال الأرهابية اثناء زياراتهم للمواقع الدينية والسياحية او تواجدهم في الفنادق كما ان هناك الكثير من السياح الأجانب دخلوا العراق من اجل تنفيذ بعض الأعمال الأرهابية ولاتتوفر لدى الجهات المعنية اية معلومات حول اعداد السياح المعتقلين والجرائم المرتكبة من قبلهم او اعداد السياح الذين استشهدوا او جرحوا نتيجة الاعمال الارهابية.

وتعد السياحة احد المصادر المهمة للدخل القومي في الكثير من الدول المتقدمة من خلال إسهامها في تنمية الموارد المالية التي تعود بالنفع على المجتمع إضافة لتوفيرها لعشرات الآلاف من فرص العمل ودعم أواصر الصداقة والتعاون بين شعوب العالم.
وأ ن صورة البلد تعتمد على جودة المنتجات السياحية والتي تشمل التراث الطبيعي والثقافي والبيئة الاقتصادية والمناخ السياسي والاجتماعي ونظام الدولة وسلامة المواطنين فالسياحة الجيدة يمكن ان تجذب شرائح مختلفة من السياح من كافة انحاء العالم.
الا انه من جهة اخرى فان السياحة أصبحت عرضة للأرهاب مما ادت الآثار الاقتصادية السلبية الضخمة والنتائج الأجتماعية المدمرة . وتتواصل الإعمال الإجرامية والجنائية ضد السياح والتي قد تؤدي الى الخطورة الإجرامية التي قد تجلبها نوعية خاصة من السياح الأجانب والتي يمكن ترجمتها في الجرائم التي قد يرتكبها اولئك الوافدين.
وقد يرتكب السائح جريمته طمعا بالمال او وصولا الى الثراء السريع او لتغطية نفقات رحلته السياحية فانه يمكن ان يرتكب العديد من الجرائم التي من شأنها الأضرار بأمن المجتمع والقيم الراسخة فيه وكذلك العادات والتقاليد ومن اهم الجرائم التي ينجرف اليها السياح الاجانب هي:
1- جلب المخدرات والمنشطات والسموم البيضاء
2- التهريب الكمركي والنقدي
3- التزوير واستعمال المحررات المزورة والتي تنصب على جوازات السفر وتأشيرات الدخول والشيكات السياحية
4- تزييف العملة وإدخالها الى البلاد
5- جرائم التجسس بصورها المختلفة والتي تتم لصالح دول أجنبية معادية
6- الجرائم الإرهابية بأنواعها المختلفة
7- جرائم الاحتيال والنصب
8- المغالاة في الأسعار وبيع السلع بالإكراه
9- الجرائم الأخلاقية والأعمال الفاحشة
10- ترويج المطبوعات والصور المخلة بالأخلاق
وتوجد في العراق المؤسسات التالية لحماية أمن السياح وهي:
وزارة الداخلية/ المديرية العامة للاستخبارات/ مديرية الأمن السياحي والآثار ومهمتها جمع المعلومات عن الخلايا الإرهابية والجريمة المنظمة والتخريب الاقتصادي الذي قد يحدث لكافة المرافق السياحية فضلا عن مكافحة عصابات السرقة والتهريب للآثار.
ودائرة استخبارات الوافدين / ومهمتها جمع المعلومات الأمنية عن الوافدين من العرب والأجانب وتزويد دائرة الإقامة بها وكذلك متابعة تحركات الوافدين المشبوهين وإحالتهم الى الجهات المختصة.
ولكن لاتتوافر لدى المؤسستين اية معلومات حول أعداد وأنواع الجرائم التي يرتكبها او يتعرض اليها السياح . كما انه لاتتوفر اية خطط وبرامج لضمان أمن وسلامة السياح.
ولعل من اهم الظروف التي تساعد السياحي على ارتكاب جريمته هي:
1- جهل السائح بمعالم البلاد وعدم فهمه لطبائع المواطنين وشعوره بالغربة مما يجعله فريسة سهلة للمجرم السياحي الذي يستغل ذلك فيقوم بسرقة السائح او الاحتيال عليه او تهديده للحصول منه على مبالغ نقدية او اشياء عينية بدون وجه حق.
2- وسائل الاعلام والدعاية في الدولة غالبا ماتطمئن السياح على توافر الامن والطمأنينة في البلاد وقد يستغل بعض المجرمين والمنحرفين ذلك في التعدي على السياح في حالة وجودهم في اماكن غير مطروقة او سرقتهم او الاعتداء على اعراض النساء منهم
3- عدم اتخاذ بعض السياح القادمون من بلاد مشهود لها بالأمن الاحتياطات في تامين أمتعتهم وممتلكاتهم أسوة بما تعودوا عليه في بلادهم الامر الذي يسهل للمجرم فرصة ارتكاب جريمته مع هذه النوعية من السياح
4- انصراف اهتمام السياح وتركيز انتباههم على مشاهدة المعالم السياحية او الاثرية تجعلهم لا يفهمون بما يدور حولهم الامر الذي يسهل ارتكاب الجرائم ضده
5- حرص السائح على الاستفادة من كل وقته وارتباطه بميعاد للمغادرة يجعله يعزف عن الابلاغ بما وقع عليه من جرائم
ولقد نظمت الشبكة الأوروبية للتسهيل السياحي European Network for Accessible Tourism ENAT مؤتمرا في عام 2012 بالتعاون مع البرلمان الأوروبي ووزارات الداخلية تناول البعد الأوروبي للسلامة والأمن السياحي وضم خبراء في الجودة والسلامة السياحية وصناع القرار لنشر وتبادل المعلومات حول التنمية السياحية في الاتحاد الأوربي
وقد تم وضع خطة لتطوير الامن السياحي المبينة خلاصتها في الشكل ادناه:

اما اهم عوامل جذب السياح الأجانب للسياحة هي:
1- تطور المطارات التي يمكن ان تستوعب الطائرات الكبيرة مع تقديم كافة التسهيلات
2- الطرق المعبدة المؤدية الى الاماكن الاثرية والسياحية
3- استغلال الاماكن السياحية والدينية وتطويرها مع تقديم كافة التسهيلات المكانية والامنية
4- بث التوعية اللازمة عن وسائل الاعلام بالدولة لحث المواطنين على حسن معاملة السياح وتقديم كافة التسهيلات المكانية والامنية
5- تقديم كافة التسهيلات من وسائل التنقل والاتصالات الداخلية والخارجية
6- توفير اماكن الاستراحة في المناطق السياحية لتقديم كافة الخدمات التي تعمل على جذب السياح
7- توفير الشركات السياحية
8- توفير المحلات السياحية الخاصة لبيع الهدايا التذكارية والوطنية
9- توفير الفنادق التي تتناسب وجميع مستويات السياح
10- توفير الطرق الموصلة للمناطق الاثرية والسياحية
ويعاني العراق نقصا كبيرا في جميع الخدمات المذكورة اعلاه مما ادى الى عزوف السياح الاجانب عن زيارة المناطق الاثرية والسياحية واقتصر الأمر على زيارة العتبات الدينية المقدسة دون غيرها .
وبناءا على ماتقدم اني اقدم المقترحات التالية:
1- ضرورة قيام وزارة السياحة والآثار وبالتعاون مع لجنة السياحة في البرلمان والجهات المختصة الأخرى مثل رابطة السفر والسياحة والمنظمات الدولية المتخصصة كمنظمة السياحة العالمية في وضع إستراتيجية وطنية لتحقيق امن وسلامة السياح
2- استحداث قانون جديد للسياحة يتضمن موادا لتحقيق الحماية وضمان حقوق السياح المحليين والاجانب في البلاد

3- وضع دليل التوعية والارشاد بمتطلبات الامن والسلامة الواجب توافرها في مرافق الايواء السياحي والمواقع الاثرية والمتاحف والفعاليات والمناسبات والانشطة السياحية من قبل وزارة السياحة والآثار العراقية.

4- رفع القدرات التدريبية لأجهزة الأمن السياحي وتزويدها بالمعدات والتقنيات اللازمة بالأستعانة بخبرات الدول المتقدمة والمصادر والكتب المنشورة صورها ادناه.
5- التنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخرى العاملة في المراكز الحدودية والمطارات والموانيء والتعاون مع الأجهزة الإقليمية والدولية لتحقيق الأمن والسلامة للسياح.
6- حماية المواقع الاثرية نظرا لقيمتها الحضارية والفنية فضلا عن كونها عوامل جذب تسهم في تنمية السياحة وازدهارها
7- تطبيق قانون العقوبات العراقي بحق المجرمين من السياح من اجل تحقيق العدالة والردع معا
8- عقد ورش عمل تدريبية في اقسام الشرطة للتعامل مع اي حدث او عنف موجود في الشارع في لحظته ضد السياح وخاصة النساء والفتيات
9- تقويم اداء المرافق السياحية في ممارساتها لتطبيق الامن والسلامة من قبل الدول
10- ضرورة التنسيق مع الوكالات الدولية والأقليمية المعنية بالسياحة مثل منظمة السياحة العالمية وغيرها
11- وضع المعايير المرجعية لضمان السلامة والامن للقطاع السياحي وفي كافة المرافق السياحية ( كالفنادق، والمتاحف، والمتنزهات، والأماكن الأثرية وغيرها)
12- انشاء وحدة لضمان الجودة في وزارة السياحة والآثار تكرس لوضع المعايير المرجعية ومتابعة تطبيقها.
13- تطبيق تدابير دخول السياح بدءا من متطلبات تأشيرة الدخول والتكلفة وفترة الانتظار والأحكام المتعلقة بمعلومات السفر بما في ذلك مسائل الخصوصية
14- الاكثار من الدوريات الخاصة بالشرطة وضرورة حضور الشرطة في كل مكان ووقت على قدر الامكان مع التركيز على الاماكن الهادفة والمعرضة للحوادث والاوقات المرجح انتهازها من قبل المجرمين
15- تشكيل الحراسات الثابتة من افراد الشرطة لمنع اية جريمة على المنشآت الحيوية والشخصيات الهامة ذات العلاقة بالسياحة.
16- ضرورة قيام شرطة السياحة بتأمين وحراسة الفنادق والشخصيات الهامة التي تنزل في الفنادق لمنع وقوع اية جرائم ضدهم
17- تأمين الحراسة للمتاحف والمعارض والأماكن الأثرية
18- مراقبة الشركات السياحية والتأكد من التزامها بالقوانين والتعليمات وعدم مخالفتها وعدم ارتكاب جرائم استغلال السياح والاضرار بنقد البلاد والأساءة الى سمعة الدولة
19- انشاء قاعدة بيانات ومعلومات حول الجرائم السياحية وانواعها وجنسية مرتكبيها والاجراءات المتخذة بحقهم
20- الاستعانة بالمساعدات الفنية مثل الآلآت التصوير والتسجيل لتحركات المجرمين بالصوت والصورة
21- وضع لوائح للشروط الامنية والسلامة والتي ينبغي توفيرها في المناطق السياحية والاثرية والحدائق العامة ومرافق الايواء السياحي والفنادق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. WSJ: لاتوجد مفاوضات بين حماس وإسرائيل في قطر حاليا بسبب غياب


.. إسرائيل تطلب أسلحة مخصصة للحروب البرية وسط حديث عن اقتراب عم




.. مصادر أميركية: هدف الهجوم الإسرائيلي على إيران كان قاعدة عسك


.. الاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي لبث المنافسات الرياضية




.. قصف إسرائيلي يستهدف منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة