الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التربية في حضارة الأزتك

وديع بكيطة
كاتب وباحث

(Bekkita Ouadie)

2021 / 2 / 25
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


قدر الأزتك الحب والتأديب، فمن جهة شجع الأهل أطفالهم على التعبير عن مشاعرهم ومواقفهم بصراحة. ومن جهة أخرى، خضعوا لمراقبة دائمة وتلقوا تعليمات وإرشادات تربوية. وعند بلوغ الطفل الثالثة، كان الأب يبدأ في تعليم ابنه، والأم في تدريب ابنتها، حول كيفية المشاركة، كفرد فعال، في شؤون المنزل. وعند بلوغ الطفل الرابعة، يصبح الأبوان أكثر تركيزا في تحديد المهام المطلوب من الأطفال أداؤها، ويبدأ الصبيان والبنات في ارتداء ملابس مختلفة تبعا لجنسهم. وفي تلك السنة يخضع الأطفال لطقس خاص "شعائر النمو" وكان طقسا يتكرر كل أربع سنوات، خلال شهر النمو "إيزكالي".
كان الأطفال من كلا الجنسين الذين ولدوا خلال السنوات الأربع السابقة، يتلقون تطهيرا بواسطة النار، وتثقب شحمات آذانهم وتعلق فيها حلقتان. وقد أطلق على ذلك الاحتفال اسم "كوينوكويشانايا" أي الذين يمدون رقابهم، وكان يطلب من الصغار رفع جباههم وبسط أذرعهم. كما أقيم احتفال آخر في كل 260 يوما، وكان يتم فيه تفحص الأطفال ورقابهم وآذانهم وأصابعهم. وتشيد سيقانهم لضمان نمو سليم خلال الـ 260 يوما المقبلة. وقد عكس هذان الاحتفالان المكونات الرئيسية لثقافة الأزتك. فالمراد بالتربية عندهم هو "تقوية الأشخاص" أو "دفعهم للنمو". وبعد تحقق سلسلة هذه الطقوس المرتبطة بالأسرة والمجتمع، يتعرف الأطفال إلى الأرقام المقدسة 4 و 260، والتي كان من شأنها مواصلة إرشادهم إلى ما بعد الموت.
تبدأ الأمهات في سن الرابعة، في تعليم بناتهن أساسيات صناعة النسيج، ويقود الآباء الصبية خارج حدود منازلهم ويجعلونهم يشاركون في حمل الماء. وفي سن الخامسة، يساعد الصبية على حمل حزم صغيرة من الحطب وحمولات صغيرة من السلع إلى السوق القريبة. وقد وفرت تلك المهام للأطفال فرصة إلقاء التحية على الناس، ومراقبة مرحلة تبادل السلع في السوق، ولقاء أطفال آخرين. كما تبدأ الصغيرات في تعلم غزل الخيوط مع أمهاتهن، وتعلم كيفية الجلوس واستخدام أيديهن وصنع أنسجة قطنية.
تجنب هذه الخدمات الأطفال العادات السيئة والأخطاء الناجمة عن الكسل والتراخي، ف كما يعلم الأباء أطفالهم كيفية استخدام لغة الجسد، ومن ثم أنماط الكلام، وكيفية استخدام ثيابهم لتغطية أجسادهم وتزيينها، وفي إشراك الصبية بالمساعدة على نقل الحمولات الصغيرة. وما بين السابعة والعاشرة يسلم الصبية شباكا لاستخدامها في صيد السمك، في حين تواصل الفتيات تعلم الغزل والطهو. وفي هذه المرحلة تكون الفتيات قد أتقن عملهن، وبتن يخضعن لإشراف أمهاتهن. (يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا