الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديموقراطية التمثيلية المسرحية

مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)

2021 / 2 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع في لندن مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: ما هو رأيك بمفهوم «الديموقراطية التمثيلية»؟

مصعب قاسم عزاوي: قد يكون من الحصافة عند الحديث عن مفهوم الديمقراطية و تحولاته التاريخية العودة إلى المفهوم «الأثيني» للديموقراطية، و التي تعني من الناحية اللغوية الحرفية «حكم الشعب» الذي كان يقتضي أمرين متواشجين؛ أولهما المشاركة الفعلية من قبل كل المواطنين الذين كان يحق لهم في ذلك الحين المشاركة من الذكور وغير العبيد في تقييم وتفنيد ونقد و من ثم قبول أو رفض كل الخيارات التي يراد من المجتمع ككينونة جامعة لكل الأفراد المتشاركين في فضائه الجغرافي و الحيوي القيام بها، والثانية هي قدرة أولئك المواطنين على تغيير مسار أي قرار مجتمعي تم اتخاذه سالفاً عبر الحوار والتفاعل الجمعي بنفس الطريقة التي تم اتخاذه بها في المقام الأول، و ذلك من خلال النقاشات و المناظرات في الساحات العامة التي يلتقي بها أبناء المجتمع في أثينا نفسها مهد فكرة ومفهوم و ممارسة الديمقراطية.
وذلك النموذج من «الديموقراطية التشاركية الفاعلة» يتنافى مع الديمقراطية التمثيلية «الشكلية في طقوسها وأدوات عملها»، والتي يتحول فيها المواطنون إلى «كتلة بشرية واجبها المصادقة على إرادات الفئات المهيمنة على مصادر الثروة والسلطة والإعلام في المجتمع»، والتي تشترط عودة الكتلة البشرية بعد قيامها بدور المصادقة الضروري «شكلياً» إلى سباتها السرمدي المغرق في اللامعرفة الشاملة بجل ما يجري في الكواليس السياسية، واللامبالاة العدمية، والسلبية المتأصلة، و التي لا بد لها أن تفضي مجتمعة إلى «تفويض غير مشروط» إلى أولئك «السياسيين العارفين» لإدارة المجتمع وشؤون حيوات أبنائه ومستقبلهم، دون الالتفات إلى الحقيقة المرة بأن أولئك «المفوضين» ليسوا سوى استطالات وأدوات تنفيذية للفئات المهيمنة نفسها على المجتمع. وذلك هو فعلياً التوصيف المبسط لآليات عمل «الديموقراطية التمثيلية المسرحية» على المستوى الكوني التي ينحصر فيها دور «أبناء المجتمع» في المشاركة كل بضع سنين في مهرجانات ومسرحيات انتخابية لا تقدم خيارات فعلية للاختيار بين اللاعبين و الممثلين على منصاتها، إذ أن الفوارق بين المرشحين غالباً ما تكون واهية في مشاريعهم الانتخابية، و التي غالباً ما تصاغ بشكل قد يمكن ذلك المرشح أو ذاك من تقديم نفسه «كبرغي صالح» يمكن له العمل في آلة الهيمنة دون الخروج عن الأفق الضيق المسموح التي تسمح له آلة الهيمنة بالتحرك فيه، وإلا قامت بسحقه «إعلامياً» في الحالة الغربية، أو أمنياً تهشيمياً على الطريقة الاستبدادية العربية، والتي تحتفي بأنها رائدة فن «الاستفتاءات البهلوانية» التي تمثل «سدرة المنتهى في تأصيل الديموقراطية التمثيلية» في العالم العربي، والذي لا حول ولا قوة لأبنائه في صياغة خيارات ما يستفتون به، أو حتى شكل وطريقة تقديم تلك الخيارات في «ورقة الاستفتاء» التي لا تمكن أياً منهم سوى بالتسليم «بمصيره السلبي المحتوم في حياته الدنيا»، والنكوص إلى موقعه الطبيعي في «الاستسلام واللامبالاة وطوفان الاكتئاب الجمعي المقيم بين أهله و ناسه» للحفاظ على موازين الهيمنة واستدامتها في مجتمعات المقهورين المسلوبين من أي قدرات فعلية على التغيير في تلك المجتمعات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن