الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسة والساسة العراقيون

فلاح أمين الرهيمي

2021 / 2 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


يقول المفكر الكبير سلامة موسى : أية حركة في المجتمع يجب أن تسير للأمام وإذا لم تكن كذلك ما هي إلا فتنة وشغب .. وحينما ننظر إلى واقعنا العراقي في الحركة التي حدثت ما بعد عام/ 2003 وإفرازاتها السلبية لم تكن إلا فتنة وشغب من خلال الجهل السياسي الذي جعل من السياسيين العراقيين أصحاب دكاكين للصيرفة والاستحواذ على المال العام وبروز ظاهرة حيتان الفساد الإداري والفشل السياسي للسياسيين تحول الاقتصاد العراقي من الاكتفاء الذاتي إلى اقتصاد ريعي يعتمد على عائدات موارد النفط الذي حول الشعب العراقي من شعب منتج إلى شعب استهلاكي يقضي ليله ونهاره نائماً بفعل المخدرات التي غزت العراق من دول الجوار والمرحلة الجديدة خلقت الأحزاب السياسية التي أكثر منتسبيها (جهلة سياسيون ابتليت بهم الأحزاب السياسية) وأتحدى أكثريتهم إذا كانوا يحملون شهادة علوم سياسية. إن السياسة علم ولولا علميتها لما أصبحت مادة علمية تدرس في الجامعات وتتطور من مرحلة البكالوريوس ثم الماجستير ثم الدكتوراه ثم بروفيسور .. مَن مِن هؤلاء الجهلة الفاشلين في حياتهم يمتلك هكذا شهادة والدليل على ذلك رئيس الوزراء مفكر فاشل جعل خزينة الدولة خاوية ولم يقدم ميزانية عام/ 1920 للعجز الكبير فيها وكانت حكومته الأسوأ في تاريخ الوزارات العراقية من حيث الفساد الإداري وأقيلت بعد أنهار من دماء المتظاهرين الذي بلغ عدد الضحايا من الشهداء أكثر من خمسمائة شهيد وأكثر من خمسة وعشرون ألف جريحاً .. أما مجلس النواب فقد كانت دورة عام/ 2018 هي الأكثر عملية تزوير لانتخابات النواب في تاريخ مجلس نواب الشعب الذي سرق ونهب أموال الشعب بدلاً من الدفاع عن حقوق الشعب المظلوم حتى أصبح الوضع السياسي في العراق ينطبق عليه بيت شعر الشاعر الكبير الراحل معروف الرصافي :
علم ودستور ومجلس أمة ---- كل عن المعنى الصحيح محرف
العلم العراقي مطرز عليه اسم الجلالة (الله أكبر) ورأس الحكمة مخافة الله .. وهو مرفوع على طاولة الوزير ومرفوع على دوائر الدولة التي تفوح منها الرائحة الكريهة الفساد الإداري أما الدستور فقد تمت المصادقة عليه وفق القاعدة التوافقية (أرضيك وارضيني .. أسكت عنك واسكت عني) .. أما مجلس الأمة الموقر الذي أكثريته من الجهلة الأميين أصحاب الدكاكين لبيع وشراء العملة الذين جعلوا ربطة العنق تزين صدورهم لم يتفقوا إلا على ثلاث (السيارات المدرعة والأراضي والرواتب والمخصصات) .. إن الأيام تترى وتستعرض الأجيال القادمة أمام منصة التاريخ التي ستطرز عليه منطق التاريخ الذي لا يرحم فيذم هذا ويمدح ذاك.
لو كان سياسيون في سلطة الحكم لما سار العراق في خط تراجعي معرض فيه كل شيء إلى الانهيار نتيجة الجهل والأمية السياسية وتولى السلطة أصحاب الشهادات المزورة وأصبح المسؤول يحتل المنصب غير جدير به ويضع إبهامه وليس توقيعه على المستندات .. هذه الظاهرة وغيرها سوف يذكرها التاريخ وتعتبر ذكرى وتاريخ يتندر بها الأجيال القادمة عن حكومة الجهلة والأميين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على