الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آزاد مجدو – صورة الفنّان موشوماً.

عبداللطيف الحسيني
:(شاعر سوري مقيم في برلين).

2021 / 2 / 25
الادب والفن


الآنَ يا آزاد , وَقد ارتحْتَ , وأرحْتَ خدّكَ الموشومَ على ترابٍ مُندّى , فهلْ شبعْتَ مَوتاً ؟, بعدَ أنْ خفّتِ الضّجّةُ
التي كنتَ تثيرُها بهدوئِكَ الذي لم نعتدْه في شوارعِنا الكئِيبة – المليئة بأصواتِ لعناتِ الموبايل ذات النغمات الكريهة , وهي دليلُ ثقافةِ حامليه , ارتحْتَ منّا ومِنْ لعناتِنا التي لاحقناها بكَ . أينما ولّيتَ وجهَكَ تابعناكَ في المدن القريبة و البعيدة ( وكأنّنا كثيرون – حاضرون في كلّ مكانٍ ), ولم تكنْ تبالي بها ثانياً , لأنكَ لم تكن تبالي بنا أوّلاً : شتمناكَ بكلِّ اللغات , وبكلّ الإشارات المقذعة, و ابتكرْنا صفاتٍ غير موجودة في القواميس لنُطلقَها عليكَ , وكنتَ تدري أنّها لنا دونكَ , حيثُ صفاءُ الفنَّ منعَكَ حتى لتردَّها إلينا .حتى ولو…ولو بأقلَّ منها , هكذا عرفْتَنا . كما عرّفكَ بنا نكرُ صفاتِنا و سلوكِنا المُدّعَى بالطهارة والنقاء ختلاً و دَجَلاً , لكنْ في العمق : ما أقربَنا إلى الوحشيّة التي ننبذُها علناً , وفي السلوك نطبّقُها خيرَ تطبيقٍ موزون ,لا شذوذ فيه و لا ادعاء, إذنْ ما أقبحَ الإنسانَ الشيطانيّ – السلطويّ فينا دونَ أنْ نحسَّ بهِ لحظة ً, دونَ أنْ نحاسبَه لثانيةٍ , فسحقاً لهذهِ الحياةِ التي جعلتِ الشتمَ اللازمة الوحيدة في حياتِنا التي لم تعدْ تُطاقُ دونَ فنٍّ ومسرح وموسيقا, بعدَما تاهَ أصحابُها أو تُوّهوا.
فهل لي الآنَ أنْ أدّعيَ : يا آزاد – الفنُّ احتضرَ بموتِكَ في هذهِ المدينةِ التي لم أرَها إلا محتضرةً … فميّتة.ً


المرءُ السّويُّ سيُجَنُّ لو لحقتْه مفرداتُ العتهِ مرّةً .. مرتين .. ثلاثاً , فكيفَ بآزاد الذي شتمَه أيُّ شارع مرَّ فيه , فالتصقتْ به كلمةُ ( المجنون ) في كلّ زقاق ٍ موحل ٍ أو مغبرّ ٍ في مدينةٍ موحلةٍ مغبرّةٍ .
كغيري ,سمعتُ أنّ (آزاد) رسمَ (اللهَ) , وليسَ كغيري اقتحمتُ غرفتَهُ التي “بملايين الجدران ” لأرى ( اللهَ) لأوّل مرةٍ كما فهمَه ( آزاد) ,فهمَه نوراً على نور من خلال اللون , لم أتفاجأْ بحسِّ وذوق (آزاد) , ولم أتفاجاْ بحسِّ وذوق مَنْ شتمَه و ضربَه و طردَه من جنّتِهِ .
في كلّ خميس نزورُ مقبرتنا لنرى موتانا , و لِنشمَّ معَهم هواءً نقيّاً , وجدتُ قبرَ (آزاد – دينو) بعيداً … ميّتاً ,وقد رُكِلَ و فُتِّتَ وهُشِّمَ : إنّهُ قبرُه, وقد دُفِنَ فيه حيّاً …أو ميتاً .
فيا (دينو) : أمَا كانَ منكَ أنْ تؤجّلَ موتكَ سنواتٍ لنتعلمَ منكَ فيضاً من النور الذي أردتَهُ عميماً …. مشظّى ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع