الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحل رفيق النشأة النضالية الأولى (المفكر عبد الأمير شمخي الشلاه)

فلاح أمين الرهيمي

2021 / 2 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


ألا يا هم يكفينا ---- لقد جفت مآقينا
لو كان الدمع يغذينا ---- أكلنا بعض بلوانا
صدمت وأنا على فراش المرض بخبر رحيل رفيق الشخصية الأولى التي التقيت بها وتعرفت عليها في بداية نضالنا في اتحاد الطلبة عام/ 1950 وقد استمرت رفقتنا النضالية في صفوف الحزب الشيوعي العراقي حيث كنا نحن الاثنين من محبي وعشاق (النظرية الماركسية – اللينينية) فاشتركت معه في كتابة موضوع عن النظرية العملاقة وقد رغبنا نشرها باسمينا في مجلة (الثقافة الجديدة) إلا أن الشهيد الراحل (فاضل وتوت) اقترح نشر الموضوع باسم أحدنا المستعار فتنازلت إلى رفيقي عبد الأمير شمخي ونشر باسم (أبو بشار) واستمرت علاقتنا الثقافية فكنت أنشر الكتب الماركسية وأهديها له وكان ذلك العلم الرائع والقامة الشامخة مولعاً بالكتابة عن العولمة وعن المواضيع الفلسفية والإنسانية حتى فارق الحياة ولم يكتمل كتابه عن العولمة الشريرة.
زرته آخر مرة في بيته بعد خروجه من أحد مستشفيات كربلاء بعد أن استفحل عليه مرض السكر وكان يشكو لي من ألمه وعجزه عن إكمال كتابه عن العولمة المتوحشة .. والآن أشعر بشدة الألم والمعاناة على ذلك الإنسان الرائع الذي يحترق من أجل أن يكون الشمعة التي تضيء النور في طريق الشعب في العلم والمعرفة كيف تقارن الخسارة أمام الموت بين إنسان يجند نفسه حتى أنفاسه الأخيرة وهو ماسكاً القلم الذي علم الإنسان ما لم يعلم ؟
نعم هكذا وبكل بساطة هي الحياة إلا أنها مختلفة بين إنسان وآخر إلا أنها الرائعة والفائزة هي التي يستثمرها ويستغلها الإنسان لخير أخيه الإنسان وللمنفعة العامة حينما يجعل من الحياة للمرء أن يزرع الخير ويترك له أثراء طيباً يتذكره الآخرون وينتفعون منه.
أبا بشار كنت واسع الفكر لم تحدد بصيرتك ولم يكسر لك قلم فقد رفدت المكتبة العلمية والثقافية بما يغنيها بالفكر والعقيدة والرأي السديد المتنور وبما يقويها ويعززها في النفوس فكنت بحق فقيد العلم والأدب .. لقد كان من صفات فقيدنا الراحل أبا بشار احترام الوقت واحترام المواعيد مع المعارف والأصدقاء والالتزام بالضبط الحديدي حيث كان حريصاً دقيقاً جداً من هذه الناحية وقد كنت ألمس انعكاس وضعه النفسي وضجره حينما يتأخر أو يخالف الشخص معه الموعد أو عدم حضوره وكنت على ثقة تامة بأن كل أصدقاءه ومعارفه يعلمون هذا جيداً فهو إنسان نموذج وجدي في هذا الجانب. لقد كان يدرك أن احترام المواعيد عنده يعني احترام الزمن وإن احترام الزمن والتعامل معه بدقة يعني أن الإنسان يحترم الحياة ويعطي كل شيء فيها حقه من الاهتمام والجهد وبهذا تطورت وتقدمت البشرية ونهضت الأمم والشعوب وهذه الصفة الحميدة والنادرة لا تجدها إلا عند شخصيات نادرة جداً.
وداعاً ما أردت لك الوداعا ---- ولكن كان لي أملاً فضاعا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على