الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنة الصحافة في مجتمعاتنا

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

2021 / 2 / 27
الصحافة والاعلام


حتى ستينات القرن الماضي كانت الجهة التي تشرف على عمل الصحافة في بلداننا، هي وزارة الإرشاد. اي الوزارة المكلفة بارشاد المواطن الى سواء السبيل ليكون ((فردا صالحا)) مخلصا لملكة أو رئيسه، ومتمسكا بالدين والأخلاق والعادات والتقاليد. لكن لسبب ما، ربما يرتبط بضغط مفاهيم العصر، ومنها حرية الصحافة والفكر والمعتقد، غيرت البلدان العربية، تباعا، تسمية تلك الجهة، الى وزارة الإعلام. لكن مهام الصحافة ظلت في عرفها مجرد نقل إرشادات الدولة الى ((المواطن الصالح الكريم))، وأضيفت لها مهمة التشنيع بالمواطن ((الجانح عن طريق المواطنة الحقة))، وبــ ((العملاء من أعداء الوطن والشعب والأمة)) التي تكون أحيانا، امة عربية، وتتوسع أحيانا لتصبح أمة عربية - إسلامية.
عدم فهم مهمة الصحافة، وعدم إدراك ارتباطها بحرية الرأي والفكر والمعتقد، وبحق الفرد في الحصول على المعلومات العامة التي تهمه، وتؤثر في حياته، ما كان ليفرز الوضع الكارثي الراهن، لو انه اتصل فقط بفهم السلطات لمهمات الصحافة، لكن كارثيته تنبع أولا من الحجم الكبير لأجيال الصحفيين التي درست الصحافة وفهمتها ومارستها وفق الفهم السلطوي في كونها إرشادا، وأن الصحفيين فئة فوق الشعب مكلفة من جهات سيادية بنقل إرشادات السلطة الى ((المواطن الكريم)).
وما يفاقم الكارثة هو الفهم الشعبي للصحافة، الذي لا يبتعد كثيرا عن الفهم الذي اشاعته السلطة و "صحفييها". وربما يكون القارئ محقا في عدم منحه الثقة للصحافة والصحفيين وحتى الاستهانة بهما، لكنه في نفس الوقت مازال بعيدا عن النظر الى الصحافة باعتبارها تعبيرا عن حقه في الاطلاع على المعلومات وفي التعبير عن رايه ومعتقده، والسعي الى تحويلها لكي تكون كذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وزارة الأعلام هي جلاد السلطة الرابعة
عامر سليم ( 2021 / 2 / 27 - 05:45 )
(( كلما سمعت بــ وزارة الأعلام أتحسس جواز سفري))
وزارة الأعلام هي الأرث البغيض للدولة الشمولية, الدولة التي تريد السيطره على الشعب عبر خطابها الواحد الأحد الذي لاشريك لها والذي يمثل ايديولوجيتها الخاصه , كما هو الحال في الدول الفاشيه والقوميه والدينيه و دول اوربا الشرقيه (الأشتراكيه) سابقاً وغيرها مثل الصين وفيتنام وكوبا وكوريا كيم ايل سونغ وأحفاده والأتحاد السوفييتي السابق وروسيا الحاليه.
حرية الصحافه هي انعكاس لحرية الرأي والفكر والمعتقد وبالتالي لحرية الشعب والوطن ,واي سيطره او توجيه او تقييد على حرية الصحافه يعني ان هناك دوله شموليه قمعيه تحكم ولاعلاقة لهذه الدوله بالحريه لا من قريب ولا من بعيد!
تحياتي وتقديري للسيد الكاتب

اخر الافلام

.. جعفر الميرغني : -الجيش حامي للوطن وللمواطن السوداني-


.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟




.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟


.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل




.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي