الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فتاة الاحلام

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2021 / 2 / 27
الادب والفن


هو رجل قليل القامة اقرب الى الشباب منه الى الكهولة ، يرتدى دائما كاسيكت فاخر ، تغطى نصف وجهه، بشرته بيضاء تميل الى الحمرة .

كان يحضر الى المكتب عندى ، من ان لاخر لمتابعة قضاياه ، ولم يكن الحديث يتجاوز مناقشة ما تم فى القضايا لخاصة به ، والتى هو مغرم بها .

فى يوم ما وعلى غير العادة وكسرا للملل ، ولم يكن هناك على قائمة انتظار العملاء فى المكتب عندى غيره ، سألته بدون مبرر هو انت متجوز بقالك كام سنة ؟

فرد بسرعة انا مش متجوز اصلا ، دهشت ، لاننى اعرف انه متيسر ماليا للغاية . وبانت الدهشة على وجهى .

لاحظ ذلك فرد قائلا ، مستغرب ليه ؟ عادى جدا ، اصل انا ملقيتش البنت الى انا عايزها ،كانت فيه واحدة فى الحقيقة ومازالت فى خيالى، دائما اشوفها فى احلامى بكل مواصفاتها ، وبدور عليها فى الحقيقة ولغاية دلوقتى مش لاقيها.

زادت دهشتى اكثر للرد العجيب الذى ساقه . وقلت له هو انت عندك كام سنة ؟

رد عندى اثنان وستون عاما ، وللمرة الثالثة كنت اشد دهشة وذهولا، لسببين الاول انه لاتبدوا عليه هذه السن باى حال من الاحوال ، فهو بالكاد لايمكن ان تعطية اكثر من اربعون عاما.

الثانى انه فى تقديرى فى سن كبير جدا كما قال هو ، فكيف لانسان ان تتسرب من بين يديه كل هذه السنوات بحثا عن سراب ، لا وجود له الا فى خياله ؟

وانطلق يحدثنى عن كيف حدث ذلك؟

وانه فى احدى سفرياته الى اوربا فى مطلع شبابه ، تعرف على فتاه غاية فى الجمال ، اصبحت حلمه الوحيد ، وانهما كانا قد اتفقا على الزواج ، وتواعدا على ذلك.
.
وكان يلتقيان فى مكان ما دون ان يعرف ايا منهما عن الاخر سوى اسمه الاول ودون عنوان ، سوى مواعيد اللقاء الدورية التى كانا يتفقان عليها عقب كل لقاء .

وفى احد الايام ، عاد الى الفندق الذى كان فيه ، ووجد البوليس فى انتظاره ، فى اطار حملة تفتيش عن المقيمين غير الشرعيين ، وانهم قامو بنقله فورا الى المطار ، بدون ايا من متاعه تمهيدا لترحيله الى القاهرة .

وفعلا تم سفره وفقد الاتصال بحبيبة قلبه التى واعدها على الزواج ، وانه سافر بعد ذلك بسنوات الى هذه البلدة الاوربية وحفيت قدماه املا فى الاهتداء اليها ، دون اى اثر .

ومن يومها وفتاته هذه تراوده فى منامه وتقول له انها اتية له ، وهو دائما لدية امل ان تأتيه، وربما ليست هى تحديدا ولكنها ستاتيه لا محالة ولو فى شكل فتاة اخرى بذات مواصفاتها .
انتهت حكايته العجيبة ، وطفقت افكر ، ,,,,
عجيب امر هذا الانسان ؟ بل كل انسان
ان كلا منا هو عالم بذاته لا يتكرر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا